لوحة "بغداديات" صور لانتظار المرأة ومعاناتها
للفنانة التشكيلية العراقية نزيهة محمد سليم ولدت عام 1927 وتوفيت عام 2008، وكانت لوحتها بغداديات من لوحاتها الست المتبقية
، والتي عبرت فيها عن معاناة المرأة العراقية في مواقع الانتظار المختلفة.
نشأت نزيهة سليم في وسط عائلي يهتم بالثقافة والمعرفة والفنون ويعود ذلك لموقع منزلهم في منطقة الفضل بالعاصمة بغداد وهي ملتقى للفنانين العراقيين والأجانب، كما أن والدها كان رساماً ومديراً عاماً.
وتخرجت من معهد الفنون الجميلة في بغداد عام 1947 ونظراً لتفوقها أرسلت ببعثة رسمية إلى باريس فكانت أول امرأة عراقية تسافر خارج القطر لدراسة الفن، وتخرجت من المعهد العالي للفنون الجميلة "البوزار" عام 1951.
ولها الكثير من الأعمال الفنية لكن سرقت معظمها من المتحف الوطني العراقي للفنون أثر الاجتياح الأمريكي للعراق عام 2003 ولم يبقى منها سوى ست لوحات منها لوحتها التي بعنوان "بغداديات".
فقد عالجت قضايا المرأة والعمل والطفولة بالأسلوب الذي يعبر عن مزاجها وشخصيتها، فكانت تحافظ على فن لا ينفصل فيها الخيال الخصب عن الدقة في رسم النساء والطبيعة والمواضيع الاجتماعية.
فكانت لوحتها الزيتية "بغداديات" تجسيداً لعدة صورة نسائية تعبيرية ذات ملامح مأساوية وقد نظمت هذه الصور وفق إنشاء ضمن منظور مرئي واحد لتتخلص من النمط الكلاسيكي ولتتصدر هذه الصور أهمية فكرية مترابطة.
فهناك على اليسار أم تحتضن ولدها وهي في حالة تأمل وانتظار عودة زوجها الغائب، بينما في أعلى اللوحة فتاة تتزين أمام مرآة صغير تحملها بيدها منتظرة لقاء فارس أحلامها، وفي أسفل اللوحة امرأة ذات ملامح حزينة ترتدي ثياباً سوداء ويبدو أنها زوجة شهيد من خلال الخوذة العسكرية المتضررة أثناء الحرب والتي رسمتها بالقرب من نخلة عراقية شامخة، وهنالك حمامة بيضاء ترمز للسلام المنتظر.
فهي إذاً لوحة تعبيرية فيما زمان الحرب فكان الماضي هو الشهيد والحاضر هو الانتظار والمستقبل وهو العرس أما المكان فهو الوطن تقبع فيه المرأة مع الانتظار.
وفي عام 1982 أقيم لأعمال الفنانة نزيهة سليم معرض تكريمي شامل في المتحف الوطني للفن الحديث في بغداد.