يوجينيو زامبيجي (1859ـ 1944) رسام إيطالي الأصل بدأ برسم الحياة اليومية ببراعة في ثمانينيات القرن العشرين حيث يلتمس المشاهد المشاعر في لوحاته من أمان ودفء واطمئنان، كما أنه حصد الكثير من النجاح والترحيب وشارك في العديد من المعارض الدولية آنذاك.

كان يجلس لساعات طويلة يرسم لوحاته التي كان أكثرها تصور الحياة الريفية لأسر شديدة الفقر لكن تعيش في سعادة غامرة، وتتحدث حياتهم الروتينية العادية عن مدى جمال الحياة وبساطتها.

وفي لوحته الزيتية "الخطوة الأولى" جسد مشهد واقعي لأسرة من الريف الإيطالي تعيش في فقر مدقع، لكن عند التمعن في اللوحة يظهر للمشاهد أن تلك الأسرة ورغم فقرها إلا أنها تعيش في سعادة.

تظهر في اللوحة امرأة كبيرة في السن جالسة بوضعية القرفصاء باسطة الذراعين للأمام استعداداً لاستقبال حفيدها الذي يكاد يخطو خطوته الأولى بمساعدة والدته التي تمسك بذراعيه خوفن عليه ألا يقع.

فيما يظهر في الخلفية قطع أثاث قديمة على أرضية مليئة بالشروخ في بيت قديم مر عليه دهر، ويظهر خلف الباب خارج المنزل بقية الأحفاد يلعبون في يوم مشمس، والفرح والبهجة على وجوههم رغم الفقر والقلة التي يعانون منها.