لوحة "البيت السعيد"
تجسد لوحة "البيت السعيد" مشهد ريفي وبساطة عائلة عائدة من الحقل قبل غروب الشمس ينهكها التعب وتغمرها السعادة.
لوحة زيتية للرسام الألماني كارل فون بيرحن (1853 ـ 1933) الذي عرف بحبه الشديد للأطفال وركز في لوحاته على رسمهم ببراءتهم وجمالهم، حيث أنه يرى أن ابتسامة طفل هي أفضل ما يستطيع الرسام تصويره.
ولم يقدم الرسام كارل فون بيرحن في لوحته "البيت السعيد" بيتاً بل جسد أم مبتسمة تعبر النهر وهي تجر عربة قش، جلست فوقها طفلتيها الصغيرتين ومن الخلف يدفعها ابنها الأكبر ترتسم على ملامحهم البريئة ابتسامة وفرح ممزوجين بتعب اليوم الطويلة في الحقل.
وفي هذه اللوحة لا نشاهد البيت بل نشعر به، ونستطيع أن نتخيله كم أنه مليء بالسعادة والفرح فهو لا يحتاج للمال والثراء، يكفي أن هناك أماً تشعر أبنائها بالحب ليعيشوا بسعادة رغم بساطة الحياة التي يعيشونها.
وتظهر في اللوحة امرأة متوسطة العمر تحمل بإحدى يديها أداة جمع القش وباليد الأخرى تجر العربة لتعبر إلى الطرف الأخر من النهر على جسر خشبي، مرتدية ثوباً ريفياً بسيط.
وخلفها تعلو أصوات أطفالها يتسامرون بفرح وسعادة، ضمن أجواء صيفية خلابة حيث الأشجار المخضرة من حليها والحقول التي داهمتها الصفرة وزارها الحصاد كعادته يحمل الخيرات الكثيرة.