لوحة "الأم والفتاة الصغيرة"
تجسد لوحة "الأم والفتاة الصغيرة" حنان الأم وعاطفتها بريشة الفنانة الأمريكية ماي كاسات.
رُسمت مشاهد الأمومة من قبل كل مدارس الفن الانطباعية أو التكعيبية أو غيرها، لكن كان الاهتمام الأكبر من قبل المدرسة الانطباعية وذلك في أواخر القرن التاسع عشر.
وقدمت الرسامة ماري كاسات (1844 ـ 1926) لوحتها الزيتية "الأم والفتاة الصغيرة" عام 1902 معبرةً عن عاطفة الأمومة والحنان لطفلتها، بخطوط متقطعة حادة للفرشاة والألوان، جسدت أماً تجلس بوضعية القرفصاء أمام طفلتها محاولة تثبيت قبعتها، ضمت مشهد لطيف وبسيط.
ماري كاسات رسامة أمريكية لكنها عاشت معظم حياتها في فرنسا، عرضت من خلال لوحاتها حياة المرأة الخاصة والاجتماعية، وكان تركيزها الأكبر على علاقة الأمهات بأطفالهن.
ورغم اعتراض والديها ورفضهما تقبل حياتها الفنية أو تمويله، ألا أنها تابعت دراستها في أكاديمية بنسلفانيا للفنون الجميلة، وتعرضت للتنمر والسخرية كونها امرأة وهذا أمر نادر في عالم الفن آنذاك.
كما أنها لم تنتمي إلى أي تيار فني وجربت عدة أساليب للرسم، وفي أواخر القرن التاسع عشر حققت نجاحاً كبيراً، وعرضت لوحاتها في فرنسا لتصبح قدوة للفنانين الأمريكيين المبتدئين، وفي عام 1904 حصلت على وسام جوقة الشرف الفرنسي عن نشاطها الفني.
لكن بعد أن ساءت حالتها الصحية وضعف نظرها توقفت عن الرسم، واتجهت إلى السياسة في إطار حركة السوفراج التي طالبت بحق المرأة بالتصويت، وقدمت عدداً من لوحاتها لمعرض يدعم هذه الحركة في عام 1915.