كتاب "تاريخ العالم كما ترويه النساء"
إعادة صياغة التاريخ بعدل وذكر إنجازات المرأة منذ بداية العالم وحتى يومنا الحاضر، هذا ما نوهت إليه الكاتبة الإنكليزية روز اليند مايلز في كتابها "تاريخ العالم كما ترويه النساء".
روزاليند مايلز كاتبة إنكليزيّة كتبت 23 عملاً، عانت في بداية حياتها من شلل الأطفال، الذي أُصيبت به في سن الرابعة، وبسببه توجَّب عليها الخضوع لعلاج امتدّ لعدة أشهر.
إضافةً إلى كونها روائيَّةً، فقد كانت صحفيّة ومذيعة ومؤرخة، بدأت حياتها المهنيّة في البث الإذاعيّ على محطة BBC، وهي حالياً مُعلِّقَة منتظمة، كما عملت أيضاً في الإذاعة الكنديّة، إلى جانب العديد من المحطات الإذاعيّة المحليّة.
استنتجت الكاتبة كونها مؤرخة أيضاَ أن التاريخ منذ بدايته وكل مخططاته اللاحقة ذكورية، حيث يصور الرجل البدائي وهو يخطو بثقة نحو المستقبل لكن دون أي أنثى ترافقه.
ففي التاريخ مكتوب الرجل صنع الأدوات نحت رؤوس الرماح، الرسام والفنان في الكهوف، لكن توثيق دور المرأة كان غائباً، لم يتم ذكر المرأة إلا عند فشل الرجل، مثل جان دارك قادت الفرنسيين بسبب عدم وجود رجال يتمتّعون بالمؤهّلات المطلوبة، والملكة إليزابيث الأولى حكمت إنكلترا بسبب عدم وجود وريث ذكر للعرش.
النساء اللواتي حفظتْ كتبُ التاريخ أسماءهنّ نادرات، والسؤال أين الأخريات؟، فكانت رواية الكاتبة روزاليند مايلز هذه في محاولة البحث عن جواب عن سؤالها هذا.
ترى الكاتبة أن تاريخ الإمبراطورية الرومانية الذي لا يتسم بالمساواة، هو أقرب إلى سجل عن جرائم الرجال واخطائهم ومصائبهم، لذلك أعلنت الكاتبة وبشجاعة بأن تحول اليد التي تهز المهد إلى يد تمسك القلم وتصحح السجلات وتخلد ذكرى النساء اللوات كان لهن بصمة كبيرة في التاريخ ولهن الفضل بالتطور الذي وصلنا إليه اليوم.
لشدة ما لاقى هذا الكتاب الذي نشرت الترجمة العربية عن الكتاب عام 2021 عن دار المدى للنشر والتوزيع الادبي، ترحيبٍ من القراء تم طباعته مراراً وتكراراً، وتمت ترجمته إلى ما يزيد عن ثلاثين لغة، وأخذ منه اقتباسات عديدة ملئت شبكة الإنترنت.