كتاب "ليس للحرب وجه أنثوي"
حوارات نابضة مع مئات النساء اللواتي وقفن على الجبهة في الحرب العالمية الثانية لقتال ألمانيا النازية.
للكاتبة والصحفية البيلاروسية سفيتلانا أليكسييفيتش، ولدت في جمهورية أوكرانيا السوفيتية الإشتراكية عام 1948، وتخرجت من كلية الصحافة في جامعة مينسك عام 1972، عملت في جريدة محلية بمدينة بريست بالقرب من الحدود البولندية. كتبت المسرحية والسيناريو والشعر والقصة القصيرة، عاشت حياتها متنقلة بين إيطاليا وفرنسا وألمانيا والسويد.
من مؤلفاتها: "ليس للحرب وجه أنثوي، فتيان الزنك، مسحور بالموت، صلاة تشرنوبل، آخر الشهود، زمن مستعمل".
حازت على جائزة السلام الألمانية لتجارة الكتب عام 2013، وحازت على جائزة نوبل للآداب سنة 2015 عن كتابها "ليس للحرب وجه أنثوي" وهي أول بيلاروسية تمنح جائزة نوبل للآداب.
كتاب "ليس للحرب وجه أنثوي" صدر عام 1985 وترجم إلى العربية عام 2016، يلفت الانتباه إلى أن الحرب التي خاضتها النساء لها ألوانها، وروائحها، وأضوائها الخاصة بها، ومساحات مشاعرها المميزة، إنها تخلو من الأبطال والمآثر القتالية التي لا تصدق، فيها لا يشعر الناس وحدهم بالألم والمعاناة، بل الأرض والطبيعة يتألمون بدون كلمات.
أرادت الكاتبة سفيتلانا أليكسييفيتش كتابة تاريخ هذه الحرب بدأً بالاستماع لنساء يتذكرن أنفسهن، ويشعرن بالذهول من أنفسهن وما عاشوه، كانت تخرج الحكاية أكثر إنسانية وواقعية، كن يحكين قصصهن الخاصة عن الحب في الحرب، وعن سوءها، وعن ثقل الجرحى، وعن خوفهن من الدماء، لأنه بمرور السنوات تقشرت القصص وتبقى في الذاكرة المشاعر الحقيقية.
جميع النساء بادرن بل وأصررن على الذهاب للحرب، من كن مدربات تدريبا عسكريا أو بمدرسة الطب والتمريض أو المراسلات، كن يتقدمن للجبهة دون أي تردد ودون انتظار أمر عسكري، والأصغر سناً يرسلن الطلبات مراراً وتكراراً ويهربن متخفيات إن قُوبل طلبهن بالرفض.
من أهم ما قالته النساء عن الحرب هو حرمانهن من إظهار هوياتهن كإناث، ومطالبتهن بالامتثال لصورة موحدة مذكرة. الغريب أن بعضهن قبل الحرب لم يكن يمانعن ذلك، لكن بطريقة ما أيقظت ذكورية الحرب رغبتهن في العودة لأصلهن الأنثوي.
حتى الرجال حين سمعوا قصص النساء وصفوها بالتافهة، بل اعتبروها إساءة أن تخرج للعلن غير قصص البطولات والانتصارات، وطالبوهن بإخفاء التاريخ الشفهي والخاص واعتماد التاريخ المشترك الرسمي، المصاغ من قبل الدولة، حتى بعد انهيار الفكر الشيوعي كانت الايدولوجيا تتحكم في ذاكرتهن.