كتاب "خدعوك فقالوا"

سعت الكاتبة مها السنان من خلال كتابها هذا لطرح الأسئلة والنقاشات حول الفن وحقيقته، كما أعطت فرصة لإلقاء نظرة أكثر تحليلية على الأعمال الفنية واستهلاكها.

الكتاب مقتطفات متنوعة على هيئة مقالات متفاوتة في الطول وعدد الكلمات، حاولت فيها الكاتبة اختصار الحديث عن الواقع في مجال الفنون البصرية ضمن منصة عالمية، كما حاولت تبسيط بعض المفاهيم من خلال الاقتباس من محيط تاريخ الفن في مقالات على هيئة كبسولات من المعلومات، كي تسهّل تبادل الحوار في قضايا الفنون المعاصرة.

مها السنان مستشارة ثقافية سعودية، عرفت بشغفها بالثقافة السعودية البصرية وخبرتها في مجال الفن والثقافة والتراث السعودي ومن خلال أبحاثها وخبراتها الاستشارية والتنفيذية في العديد من الكيانات الحكومية والخاصة، وهي كاتبة ومفكرة عربية اعتبرت واحدة من أصوات الفن الفكري البارزة في المنطقة.

حاصلة على زمالة ما بعد الدكتوراه من جامعة هارفرد الأمريكية عام 2011، شغلت مناصب متعددة، كعضو هيئة تدريس تدرج إلى مرتبة أستاذة مشاركة بين عامي (2009-2018)، ومديرة عام الجمعية السعودية للمحافظة على التراث (2011-2016) ثم مديرة للبرامج التعليمية في الهيئة العامة للثقافة ووزارة الثقافة السعودية (2018-2019)، ومستشار في وزارة الثقافة من عام 2019 وحتى الآن.

نشرت كتابها الذي حمل عنوان "خدعوك فقالوا" عام 2021، تناولت فيه عدة قضايا هامة تتعلق بالفن ومفهومه في المجتمع، فمن خلال دراسة وتحليل مفاهيم متعددة، سلطت الضوء على كيفية التأثير والتلاعب بالجماهير من خلال الفن فعنوان الكتاب يشير إلى قدرة الفن على رسم واقع مختلف وتشويه الحقائق في سبيل تحقيق أهدافهم.

لا يمكننا إلقاء اللوم فقط على الفنانين والمبدعين، بل ينبغي النظر بعينين مفتوحتين إلى المستهلكين للفن أيضًا، فالجمهور بقدر ما هم ضحية الخداع، يمكنهم أيضًا أن يكونوا مشاركين في هذه الخدعة، فهم يشترون ويدعمون المنتجات الفنية التي تعكس آراء محددة وتروج لها، بدلاً من التفكير بشكل مستقل والتمتع بالفن لأسبابه الجمالية.

تتطرق الكاتبة مها السنان في كتابها إلى العديد من الامثال، مثل الفن المعاصر وكيف أنه قد يشوه الحقيقة في سبيل التأثير على المشاهدين وإيصال رسائل مختلفة، ليُثبت أن الفن ليس مجرد تعبير عن الجمال أو الترفيه، بل إنه يؤثر على العقول والمشاعر.

أن الكتاب يحث القراء على إعادة تقييم علاقتهم مع الفن والاستفادة منه بشكل أكبر، لأن الفن له تأثير عميق على أفكار وسلوك الإنسان، سلطت الكاتبة الضوء على قضية انحراف الفن ومعايير الجمالية في المجتمع، فالمفاهيم الفنية وما يعتبر جميلاً أو قبيحاً قد تختلف باختلاف الثقافات والمجتمعات، تحدثت الكاتبة عن قوة الفن في التحرر من المعايير الثقافية المفروضة وتحطيم الحواجز الاجتماعية.