كتاب "حكايتي شرح يطول"

كتبت الكاتبة حنان الشيخ سيرة والدتها بكل شفافية لتروي قصة امرأة من جنوبي لبنان في ثلاثينيات القرن الماضي والمعاناة التي مرت بها من فقر مدقع وزواج مبكر.

حنان الشيخ روائية لبنانية ولدت في بلدة أرنون عام 1943، عاشت في بلدان كثيرة وتنقلت من بيروت إلى القاهرة حيث انهت دراستها هناك من ثم إلى السعودية حيث تزوجت وصولاً إلى لندن، كتبت أولى رواياتها عام 1970 عندما كانت في عمر التاسعة عشر، عملت في جريدة النهار اللبنانية ومجلة الحسناء اللبنانية لفترة من الوقت، ترجمت رواياتها إلى إحدى وعشرين لغة.

كانت حنان الشيخ كاتبة متحررة نوعا ما وترفض الواقع الذي تعيش فيه المرأة العربية، وهي تكتب بلا رقابة وبجرأة متخطية الأعراف والتقاليد كاشفة التأخر والجهل السائدين في العالم العربي.

من أجمل أعمالها رواية "حكايتي شرحٌ يطول" هو سيرة حياة والدتها التي تدعى كاملة، تبدأ معاناتها عندما يتوفى والدها وتبقى مع والدتها وشقيقها يصارعون الحياة وحدهم، وبسبب الظروف القاسية من فقر وعوز تجبر على الزواج والإنجاب وهي مازالت في عمر صغير تحلم بالحلوى والأساور الملونة، لتبدأ بالتأرجح بين أمواج الحياة، تعلو مع الموجة السعيدة وتهبط مع الموجة المؤلمة، فيصبح عالمها أكثر غرابة من عوالم القصص والروايات.

تعرض الرواية حكاية فتاة من "النبطية" تنتمي لعائلة فقيرة في الثلاثينات من القرن الماضي مليئة بأحلام الطفولة والبراءة، تنزح الى بيروت ككثيرين نتيجة للفقر الشديد لتلقى العالم بوجهه الآخر ولتبدأ حياة أخرى مختلفة تماماً عن حياتها في الجنوب، كما تطلع الكاتبة القارء على المجتمع الشعبي الفقير في الجنوب اللبناني بكل عاداته وتقاليده ومفاهيمه.

نقلت الكاتبة حنان الشيخ أفكار وممارسات وطريقة حياة والدتها بدون تجميل أو تزيين أو تغيير، فنقلت بكل شفافية اعتراض والدتها كاملة على المفاهيم المتوارثة، كما اثبتت الكاتبة من جديد موهبتها في القص ورصد الأحداث، من خلال عملها هذا الذي اختارت والدتها بطلة له، حيث كان هذا العمل الذي صدرت عام 2005 بمثابة احتفال بالحياة والموت وشرح للنفس ولطبيعتها.  

كان التركز في الرواية على الفقر الذي عانة منه الجنوب اللبناني الذي كان منبع للبؤس والحزن حيث كانت تقرر بعض النساء انهاء حياتهن بعد معاناة طويلة مع الفقر افقدتهن الأمل بصلاح الحال، من ثم قصة كاملة التي تتزوج صغيرة تتحمل ما لا طاقة لها به من ثم بعد سنوات تنفصل عن زوجها لتتزوج مرة أخرى وهي قد ازدادت وعياً ونضوجاً وتنجب أربع أولاد لتعيش بعدها وتروي حكايتها لبنتها الكاتبة حنان الشيخ التي بدورها تأرخها في رواية اخرى فيما بعد.