كتاب "المحاكمة"

جزء من السيرة الذاتية للكاتبة الكويتية ليلى العثمان، روته في كتابها "المحاكمة" لتسلط الضوء على القمع الذي تتعرض له المرأة الكاتبة بسبب جرأتها وكشفها لأسرار المجتمعات.

ليلى العثمان روائية وشاعرة كويتية ولدت عام 1943 في مدينة الكويت ودَرَست فيها، بدأت حياتها الأدبية شاعرة ثم تحوّلت إلى القصة القصيرة والرواية، عملت في الصحافة ولها ديوان شعري ومجموعات قصصية والعديد من الروايات، التي ترجم بعضها إلى لغات عدة.

بدأت محاولاتها الأدبية وهي على مقاعد الدراسة، ثم بدأت النشر في الصحـف المحلية عام 1965 في القـضايا الأدبية والاجتماعية، والتزمت منذ ذلك الحين ببعـض الزوايا الأسبوعية واليومية في الصحـافة المحلية والعربية وما تزال.

تعرّضت الروائية الكويتية ليلى العثمان لأزمات عدة بسبب مؤلفاتها، وما تحويه من آراء أثارت البعض، وتم توقيفها وتقديمها للمحاكمة عام 2000 بتهمة كتابة أدب يتضمن عبارات تخدش الحياء العام ووصفت بعض قصص الكاتبة بالأدب المكشوف، وحكم عليها بالسجن شهرين مع وقف التنفيذ وبدفع غرامة مالية.

قامت الكاتبة بسطر تجربتها تلك في كتاب عنونته بـ "المحاكمة" نشر عام 2009 عن دار المدى في دمشق، منع لفترة من دخول الكويت بعد أن رأى النور في عام 2003، سجلت في كتابها الأزمة التي تعرضت لها من لحظة استدعائها من قبل أمن الدولة بين يدي القضاء الكويتي، ومن بداية الاتهام حتى صدور الحكم وتنفيذه.

تدور أحداث الرواية خلال أربع سنوات بين عامي (1996 ـ 2000) سردت فيهم الكاتبة ما رافقها من قلق وآلام وحيرة، فتروى صدمة المكالمة التي تلقتها من الأمن العام يدعوها للتحقيق معها حول كتابين لها تضمنا عبارات خادشة للحياء العام ومخالفة للقانون بحسب نظرهم.

اتخذت الكاتبة في روايتها هذه شكلاً روائياً مبتكراً يفيد من تقنيات الرواية، ولم يكن موضوع المحاكمة الذي تعرضت لها الكاتبة سوى إطار خارجي يتسرب عبر المكان والزمان، إنها رواية السيرة الذاتية في أنصع مستوياتها وأحدث تقنياتها، فيها شيء من الماضي وأشياء من الحاضر، شيء من سيرة بطلة الرواية وكاتبتها، وأشياء من سيرة الواقع.

ومن باب المفارقة أهدت الروائية كتابها إلى خصومها، وكتبت "إلى الأخوة الذين رفعوا الدعوى ضد كتاباتي، وأدانوا أدبي، إليهم مع الشكر الجزيل، فقد كانت حافزاً لولادة هذا العمل الأدبي".