كتاب "أحلام بالحرية"
تجربة السجن واحدة من أوسع تجارب الشعب الفلسطيني وأشدها عمقاً والماً، فقد مر بها مئات الألوف من النساء والرجال والأطفال، هذا ما جسدته الكاتبة عائشة عودة في كتابها "أحلام بالحرية".
عائشة عودة كاتبة ومناضلة فلسطينية، تخرجت من معهد حكومي للمعلمات في رام الله عام 1966 وعملت مدرسة رياضيات وعلوم بعد ذلك في مدرسة بنات عين يبرود الإعدادية.
بدأ نشاطها السياسي السري في الثانوية، تم اعتقالها في الأول من آذار/مارس عام 1969، على إثر مشاركتها في وضع القنابل في القدس الغربية.
تعرضت للتعذيب في السجون الإسرائيلية، وفي 21 كانون الأول/ديسمبر عام 1970، صدر بحقها حكم بالسجن المؤبد، لكنها لم تستسلم وحولت السجن إلى ساحة نضالية، وبعد أكثر من عشر سنوات تم تحريرها حيث أفرج عن 76 مناضلاً ومناضلة مقابل جندي إسرائيلي.
بعد الإفراج عنها أمضت فترة الإبعاد في الأردن، وكانت عضواً فاعلاً في لجنة متابعة الأرض المحتلة التابعة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إضافة إلى عملها في مؤسسة أسر الشهداء والأسرى والجرحى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، إلى حين عودتها إلى أرض الوطن مع كوادر منظمة التحرير الفلسطينية عام 1994.
لها عدة أعمال أدبية منها (أحلام بالحرية، يوم مختلف، ثمناً للشمس)، وقامت بكتابة تجربتها حول الاعتقال والتحقيق والسجن، تحت عنوان "أحلام بالحرية" الذي صدر عام 2001، روت في كتابها أقسى وأبشع مراحل حياتها التي امضتها في السجون الإسرائيلية، وما يعانيه المعتقلين الفلسطينيين هناك.
الكتاب يوضح أن سياسات إسرائيل بحق الأسرى والأسيرات من اعتقالات إدارية، وعزل انفرادي وإهمال طبي وممارسة التعذيب واعتداءات وحشية، وزج الأسرى والأسيرات في أقسام الجنائيين، والحرمان من الزيارات والحقوق الأساسية، وكأنها تقول إن العالم عجز منذ البداية في وضع حد لانتهاك حقوق الأسرى وفق الشرائع والقوانين الدولية والإنسانية.
أرادت الكاتبة إيصال رسالة من خلال كتابها أن الأسيرات اعتمدن على قوة ايمانهن بالحرية، وخضن مواجهات طويلة وشاقة للحفاظ على ذواتهن من الاستهداف، واستطعن أن تؤسسن لمفاهيم وثقافة اعتقاليه، وتبنين موطن بين القضبان بتحقيق الكثير من الانجازات والحقوق بالإضرابات وبالمواجهات وبالإصرار على الحياة الحرة والكريمة.