كتاب "ابنة القدر"

بينظير بوتو أو "ابنة القدر" كما أسمت نفسها، وجدت لها مكانًا في الصراع السياسي الذي كان محتدماً في باكستان، وأصبحت أول وأصغر امرأة تشغل منصب رئيس الوزراء و الوحيدة الى الان.

لم يثنها إعدام والدها ومقتل شقيقيها وسجنها عن متابعة نشاطها، مارست السياسية في الوطن والمنفى، ولم تتوقف عند المنعطفات الحادة التي مرت بها مسيرة بلادها، ولدت بينظير ذو الفقار بوتو عام 1953 في مدينة كراتشي بباكستان لعائلة سياسية شهيرة من أصول كردية إيرانية، حيث كان والدها رئيسا لدولة باكستان ثم رئيساً للوزراء في السبعينيات من القرن الماضي، درست العلوم السياسية والاقتصاد في جامعتي هارفارد وأكسفورد.

تأثرت بوالدها وبالحياة الغربية التي عاشت فيها سنوات طويلة من عمرها، وأفردت ذلك على صفحات الكتاب الذي ألفته عام 1989 عن حياتها الخاصة والعامة وأسمته "ابنة القدر"، تضمن الكتاب أغرب حياةٍ وأغرب نهاية لامرأة شغلت العالم والإعلام، فهي تولَّت أرفع منصبٍ في باكستان واعتُقلت في أسوأ سجونها، تلقَّت أجمل عبارات الإطراء والاحترام والتقدير وأبشع الإهانات والشتائم والركلات.

تروي في سيرتها الذاتية قصتها كاملة من طفولتها إلى المعاناة التي عاشتها مع اسرتها بعد إعدام أبيها ومقتل شقيقيها، عذاباتها في السجن، مغادرتها باكستان بضغوط خارجية، زواجها، تنظيمها لصفوف حزب الشعب، قيادتها لباكستان في أحرج ظروفها السياسية وهي حامل، اعتقال زوجها، لقاءها أغلب زُعماء العالم، رؤيتها لمستقبل باكستان، رحيلها من جديد، وقرار عودتها الثانية، فيما تضمن الكتاب فصل أخير وثق حادثة اغتيالها.

أثارت بناظير بوتو الجدل في حلها وترحالها، وتحدّيها قيادات الجيش، كانت أول وأصغر امرأة تشغل منصب رئيس الوزراء في بلد مسلم، في رحلة متعرجة بين باكستان والولايات المتحدة الأمريكية مروراً ببريطانيا.

 بينظير بوتو أول امرأة تُنتخب لقيادة دولة إسلامية، بعد أن شغلت منصب رئيسة وزراء باكستان مرتين (1988-1990، 1993-1996). كانت أول رئيسة وزراء في باكستان والوحيدة حتى الآن.

أدت اليمين كرئيسة للوزراء لأول مرة في عام 1988 عن عمر يناهز 35 عامًا، لكنها أقيلت من منصبها بعد 20 شهراً على أساس مزاعم بالفساد، وفي عام 1993 أعيد انتخابها، ولكن تمت إقالتها مرة أخرى في عام 1996 بتهم مماثلة، ذهبت إلى المنفى الاختياري في دبي في عام 1998، عادت إلى باكستان في 18 تشرين الأول/أكتوبر 2007، بعد أن تم منحها العفو وسحب جميع تهم الفساد، اغتيلت في 27 كانون الأول/ديسمبر 2007، قبل أسبوعين من الانتخابات العامة الباكستانية المقررة عام 2008 حيث كانت مرشحة المعارضة الرئيسية.