جانيت يلين أول امرأة تترأس البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

اقتصادية أمريكية، شغلت عدة مناصب وكانت أهلاً لها، كان أهمها رئاسة البنك الاحتياطي الفيدرالي المركزي؛ لتكون بذلك أول امرأة تشغل هذا المنصب منذ تأسيس البنك قبل أكثر من مئة عام

مركز الأخبار ـ اقتصادية أمريكية، شغلت عدة مناصب وكانت أهلاً لها، كان أهمها رئاسة البنك الاحتياطي الفيدرالي المركزي؛ لتكون بذلك أول امرأة تشغل هذا المنصب منذ تأسيس البنك قبل أكثر من مئة عام.

عند تعيينها رئيسة للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في عام 2014 كانت جانيت يلين قد قطعت شوطاً كبيراً من العمل الدؤوب في المجال الاقتصادي، ولم يكن اقتراح اسمها من قبل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما من باب المجاملة أو المحسوبيات بل استحقت المنصب؛ نتيجة لمسيرة طويلة ومهمة في البنك الفيدرالي الأمريكي، واصدارها أبحاث اقتصادية ودراسات عديدة في السياسة النقدية والأسعار والأجور.

 

من هي جانيت يلين؟

في صيف عام 1946 ولدت الخبيرة الاقتصادية جانيت يلين في حي بروكلين بمدينة نيويورك لأب يعمل طبيباً وأم تعمل معلمة في المدينة، اهتمت بالاقتصاد وعلى ذلك درست هذا الاختصاص وحصلت على شهادة البكالوريوس عام 1967 بمرتبة الشرف من جامعة براون، وفي وقت كانت تعمل فيه في مجلس الاحتياطي الاتحادي كخبيرة اقتصادية أكملت دراستها في جامعة هارفارد.

سنحت لها الفرصة للعمل في البنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) عام 1977 عندما دخلت مع مجموعة من الباحثين الاقتصاديين لإجراء تحاليل واحصائيات لهيئة إدارة البنك.

خلال عملها الذي استمر عامين كاملين التقت بزوجها الاقتصادي الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2001 جورج أكيرلوف، وانجبت ابن يدعى روبرت يعمل استاذاً للاقتصاد فأسست عائلة اقتصادية بامتياز قالت عنها في إحدى مقابلاتها "إن قضيتم أمسية في منزلنا فسوف تسمعون أحاديث اقتصادية حتى حول مائدة الطعام".

 

الاقتصادية التي دافعت عن التشغيل رغم مخاوف التضخم

تميز عهد جانيت يلين بتدني التضخم ونمو اقتصادي ثابت، كانت تولي أهمية كبيرة للحد من البطالة، دافعت عن حق الجميع في الوظائف وعلى ذلك دافعت عن الإجراءات الاستثنائية للبنك المركزي لتقليص نسبة البطالة وتؤكد دائماً أن "خفض البطالة يجب أن يكون محور عمل البنك" حتى لو ارتفع التضخم عن النسبة المتوقعة.

ودائماً ما كانت تقف إلى جانب حق الجميع في العمل حتى أنها انتقدت سياسة البنك المركزي وقالت ذات مرة "الشيء الوحيد الذي يهتم به البنك المركزي هو التضخم وليس البطالة".

ويعد تأييدها للسياسات الاقتصادية التي تؤدي إلى تقليص البطالة من أهم ميزاتها وتدافع عن رؤيتها بالقول أن ذلك مهم حتى وإن أدى إلى ارتفاع التضخم الاقتصادي، ومن أكثر الجمل المثيرة للاهتمام والتي تبدي مدى إنسانيتها قولها في عام 1995 أنه "عندما تتعارض الأهداف ويتحتم الاختيار بين بدائل صعبة تكون السياسة الحكيمة والإنسانية في نظري هي السماح بارتفاع التضخم حتى إذا كان فوق المستوى المستهدف".

وعندما كانت تعمل في فرع البنك المركزي في كاليفورنيا كتبت عدة دراسات حول القروض المقدمة من قبل البنوك الأمريكية وانتقدت اقساطها المرتفعة على المقترضين خاصة بعد الأزمة الاقتصادية العالمية في عام 2008.

ورداً على الانتقادات التي وجهت لها حول سياستها الاقتصادية الداعمة للعاطلين عن العمل قالت "ليس هدفنا ترهيل الاقتصاد الأمريكي بل هدفنا هو أن يجد العاطلون وظائف يستفيدوا من دخلها وتفيد الاقتصاد عندما ينفقون هذا الدخل".

 

مسيرة اقتصادية

تدرجت جانيت يلين في العمل بدأت مسيرتها كأستاذة زائرة في جامعتي كاليفورنيا وبيركلي، وفي عام 1977 عينت كخبيرة اقتصادية في مجلس المحافظين في بنك الاحتياطي الفيدرالي وكان عملها سياسي أكثر من كونه اقتصادي فكان أن ترأست لجنة السياسيات الاقتصادية التابعة لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، ورغم نجاحها في العمل إلا أنها آثرت العمل في مجال التدريس فعادت للانضمام إلى هيئة التدريس في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية واستمرت في عملها هذا حتى عام 1980.

عادت بعد سنوات لتكون عضواً في مجلس الإدارة، وفي عام 1999 عرض عليها منصب رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين، وأثناء فترة رئاسة بيل كلينتون للولايات المتحدة الأمريكية عملت كمستشارة اقتصادية للرئيس وتولت دائرة المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض منذ عام 1997 حتى 1999.

ومنذ عام 2004 عملت رئيسة تنفيذية لفرع البنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو حتى عام 2010 حيث أصبحت نائبة لرئيس البنك بن برنانكي حتى نهاية عام 2013 حينها اقترح الرئيس باراك أوباما تعيينها لتكون أول امرأة تترأس البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي أسس منذ عام 1913. 

 

انتهاء ولايتها وتقديم الاستقالة

مع استلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2016 أجرى العديد من التغييرات وعلى كافة المستويات وفي مختلف المؤسسات سواء العسكرية أو المدنية وحتى الاقتصادية ولم تكن جانيت يلين بمعزل عن هذه التغييرات فمع انتهاء ولايتها التي استمرت أربع سنوات قرر ترامب تعيين الحاكم الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خلفاً لها في الثالث من شباط/فبراير 2018.

ورغم أن ولايتها كعضو في مجلس الحكام تستمر حتى عام 2024 إلا أنها أعلنت عن عزمها تقديم الاستقالة مع انتهاء فترة رئاستها للبنك الفيدرالي واتخذت هذا القرار بعد عمل استمر لأكثر من ثلاثين عاماً.

وبعد استقالتها انضمت إلى مركز الأبحاث في واشنطن وهي تعمل فيه حتى الآن.

 

جانيت يلين من أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم

صنفتها مجلة فوربس الاقتصادية في العام 2014 في المركز السادس عالمياً كإحدى أهم الشخصيات في العالم، ونالت العديد من الجوائز والتقديرات منها وسام يلبر كروس قدمت لها من جامعة ييل وهي من أقدم معاهد التعليم العالي في الولايات المتحدة الأمريكية وأعرق الجامعات في البلاد.

كما منحتها جامعة براون عام 1998 الدكتوراه الفخرية، وكذلك فعلت كلية بارد في عام 2000.