هدية عبد الله... ناضلت حتى أصبحت من طليعيات ثورة المرأة
استشهدت هدية عبد الله في مجزرة ديريك بشمال وشرق سوريا، التي نفذتها طائرات حربية للاحتلال التركي ليلة 20 تشرين الثاني/نوفمبر. ناضلت هدية عبد الله طوال حياتها وبهذا النضال وبتلك الشجاعة فقدت حياتها عندما حاولت إنقاذ المصابين بهجمات طائرات الاحتلال التركي.
روج هوزان
قامشلو ـ قصف الاحتلال التركي في الـ 20 من تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، محطة كهرباء قرية تقل بقل في منطقة كوجرات التابعة لمدينة ديرك في شمال وشرق سوريا. وأسفر القصف عن استشهاد 11 مدنياً كانوا قد توجهوا إلى مكان الحادث لإنقاذ الجرحى.
من بين الـ 11 شخصاً اللذين استشهدوا هدية عبد الله التي خلفت ورائها حياة مليئة بالنضال. هدية عبد الله كانت تبلغ من العمر 48 عاماً، ولدت في مدينة قامشلو.
انتقلت في طفولتها إلى مدينة دمشق لتأمين معيشتها، حيث نشأت هناك وتزوجت. وهي أم لـ 6 أطفال، 3 ذكور و3 إناث. في عام 2013، عاشت هدية عبد الله حياة مليئة بالعمل الجاد والنضال وحتى اللحظة الأخيرة من حياتها وقفت ضد قوات الاحتلال وأظهرت موقفها من قصف الدولة التركية ووصلت إلى مرتبة الشهادة. وللتعرف عن قرب على حياة هدية عبد الله وعملها ونضالها، كان لوكالتنا لقاء مع ابنتها لورين خليل وصديقتها سلامت محمد.
"أصبحت من طليعيات ثورة المرأة"
تحدثت لورين خليل عن حياة والدتها هدية عبد الله في المنزل قائلةً "كانت والدتي امرأة ذات موقف وشجاعة كبيرة. لقد ولدنا ونشأنا في مدينة دمشق. في بداية الثورة في روج آفا، أرادت أن تكون واحدة من قادتها. في السابق، كانت تعمل في تنظيم النساء في مدينة دمشق، لكن نضالها العملي بدأ في روج آفا. حتى في المنزل، كانت أماً بكل معنى الكلمة، تستمع إلى مشاكلنا وتشرف على أمورنا. رغم أنها كرست جزءاً من حياتها للنضال، لكنها لعبت دورها كأم بشكل جيد. كان قلب أمي مفعماً بالنضال، ولم تكن خائفة من أحد. لقد نشأنا أيضاً على أساس حب الوطن وأشركتنا جميعاً في النضال".
"كانت والدتي امرأة حرة في أفكارها وسلوكها"
لورين خليل لفتت الانتباه إلى ارتباط والدتها هدية عبد الله بتنظيم النساء ولحظاتها الأخيرة في الحياة "كانت والدتي امرأة حرة في أفكارها وسلوكها. كانت تحظى باحترام المجتمع وكانت تشارك في كل نضال بروح ثورية. وأظهرت نفس الموقف في لحظاتها الأخيرة، عندما قالوا إن قرى كوجرات تتعرض للقصف، غادرت والدتي منزلها بإرادة قوية وذهبت إلى مكان الحادث. قلنا لها أن القصف عنيف، لا تذهبي، فقالت نعم أنتم أولادي، ولكن المصابون هناك هم أولادي أيضاً، وسأذهب إلى أولادي. وحتى هناك في مكان الحادث، أخبرنا أصدقاؤها كيف أنها وجهت إصبعها إلى عيون الأمريكيين وأظهرت موقفها من الاحتلال. نحن فخورون بأمنا، لأنها لم تكن أمنا فحسب، بل كانت أيضاً أم جميع أبنا هذا الوطن. ونعاهد روح والدتنا بمواصلة نضالها حتى النهاية وسوف ننتقم لها من الأعداء والمحتلين".
"بتحقيق النصر سنحقق الطمأنينة لروحها"
وتحدثت سلامت محمد صديقة هدية عبد الله، عن نضالها مع صديقتها وقالت "فقدت صديقة في العمل والنضال، لكن عندما أتذكر نضالها، أشعر بالفخر لها. قبل الآن عملنا سوياً في مؤتمر ستار، ولعبت الشهيد هدية دوراً مهماً في جمع النساء وتنظيمهن في تنظيم النساء. وهكذا كانت طليعية في كل نشاط، كانت صاحبة آراء وقرارات. عندما تم إنشاء قوات حماية المجتمع - المرأة، تحملت الشهيدة هدية مسؤولية مهمة لحماية الأحياء في مدينتها مع أمهات وآباء هذا المجتمع. ولأجل ذلك جمعت حولها العديد من الأمهات وحثتهن على القيام بواجباتهن في الثورة. الشهيدة هدية كانت موجودة في كل الأحياء والشوارع والمؤسسات وفي كل مكان ولم تقل أنني متعبة ليوم واحد. كانت حاضرة في العديد من الأنشطة التي تدين الدولة التركية، كانت تحث الأمهات لإظهار موقفهن. استلهمنا منها الكثير من المعنويات من أجل دعم ومساندة مقاتلي وأبناء هذا الوطن. كانت منفتحة على الصداقة، كانت لديها روح اجتماعية قوية للغاية. كانت كلماتها قوية وقادرة على إقناع الناس. عاشت حياة نضالية عظيمة واستشهدت بنضال عظيم. كانت تولي أهمية كبيرة للنساء ووحدتهن وتكاتفهن. نعاهد بتصعيد النضال، وأن نحقق الطمأنينة لروح الشهيدة هدية من خلال تحقيق النصر. لن نترك أرضنا وبلادنا للأعداء وسندافع عن انفسنا حتى النهاية".