في الذكرى السنوية السابعة لاستشهاد ايفانا هوفمان ذات الاسم الحركي أفاشين تكوشين تحدثت مقاتلة الحزب الماركسي واللينيني والشيوعي MLKP-KOO ألاز ديرن بإسهاب عنها، وألقت الضوء على صداقتها مع إيفانا هوفمان وتأثير شخصيتها عليها "حولت إيفانا هوفمان ذلك الاضطهاد والقهر إلى قوة في داخلها وأثرت على الجميع".

سوركل شيخو

الحسكة ـ ثورة روج آفا التي انتشرت في شمال وشرق سوريا، تستحق أن نتذكرها ونتذكر المقاتلين الذين شاركوا فيها من العديد من دول العالم، وسقوا بدمائهم هذه الأرض وأوصلوا الثورة إلى القمة. ايفانا هوفمان بالاسم المستعار أفاشين تكوشين غونيش التي كان قلبها ينبض بالثورة دائماً وأرادت أن تعيش حلمها بتحقيق حرية الشعب والمرأة، والعيش حياة مشتركة وحرة، انضمت إلى صفوف الثورة في عام 2014. وشاركت وهي ابنة لأم ألمانية وأب أفريقي ونشأت في أوروبا في العديد من الأعمال والأنشطة في أوروبا، وقد اشتهرت بابتسامتها وتواضعها بين رفاقها. في الحرب التي شنها داعش على ناحية تل تمر في الثالث والعشرين من شباط/فبراير عام 2015، استشهدت إيفانا في السابع من آذار/مارس في قرية تل نصري الواقعة على بعد 2 كم إلى الجنوب من الناحية إثر هجوم شنه المرتزقة. إيفانا هوفمان هي أول شهيدة أممية في روج آفا.

"جذب نضال الكريلا والشعب الكردي إيفانا هوفمان"

قالت مقاتلة الحزب الماركسي واللينيني والشيوعي (MLKP-KOO)، ألاز ديرن عن شخصية الشهيدة ايفانا هوفمان أثناء أعمالهم ونشاطاتهم في أوروبا "تعرفت على الشهيدة أفاشين عام 2012 في ألمانيا ونفذنا معاً أعمال وأنشطة شبيبة حزب MLKP. كان الهدف من عملنا تطبيق الاشتراكية والشيوعية في العالم كله لتحرير الشعب المضطهد. ازدادت معرفتي بها في مسيرات وأنشطة الشبيبة. كان الشيء الأكثر إثارة للاهتمام في شخصية الشهيدة هي روحها الرائدة حيث كانت دائماً في المقدمة. في النقاشات كان اضطهاد الشعب الكردي والمطالبة بدولة حرة يجذب اهتمامها كثيراً. أما الأمر الذي كان له أكبر الأثر عليها هو أنها تعيش في بيئة ذات غالبية كردية، في نفس الوقت كان لنضال الكريلا تأثير كبير. لهذا السبب كانت تتابع النضال وحركة المقاومة والحرب التي يقودها الشعب الكردي دائماً، وكانت هذه قضية رئيسية في حياتها".

"البقاء في أوروبا يعد تراجعاً نحو الخلف"

استذكرت ألاز ديرن ثورة شمال وشرق سوريا ومدى تأثرها على إيفانا هوفمان "في الوقت الذي كنا فيه في أوروبا ونقوم بالنشاطات، كانت هناك ثورة تحدث في روج آفا، وكانت الإجابات على أسئلتنا كلها في روج آفا. كانت الثورة في شمال وشرق سوريا حلماً يتحقق ويتحول إلى حقيقة على وجه الأرض، كقصة في التاريخ يتم التحدث عن مقاومتها ونضالها وتحققت فجأة. جغرافيا شمال وشرق سوريا بعيدة جداً عن أوروبا، لكن الأشياء التي كنا نناضل ونكافح من أجلها كانت تحدث حينها. إيفانا في ذلك الوقت نشيطة ولا تتوقف أبداً، ولأن أحلامها أصبحت تتحقق تدريجياً وانتفض الشعب المظلوم، أرادت كشابة شيوعية أن تشارك في هذه الثورة. وبالفعل فعلت ذلك وانضمت إلى ثورة روج آفا، لأنه عندما ثار وانتفض الشعب وحمل السلاح ضد السلطات والفاشية والتخلف ومرتزقة داعش، فإن البقاء داخل أوروبا كان يعد تراجعاً إلى الوراء ولم يكن يناسب روح النشاط والقيادة للشهيدة. لذلك كان لابد من اتخاذ خطوة، ألا وهي القدوم إلى روج آفا لمحاربة ظلام داعش والقوى الإمبريالية التي أرادت قتل الناس".

"حولت القهر والاضطهاد إلى قوة في داخلها، لذلك لم تكن طاقتها تنفذ"   

أشارت ألاز ديرن إلى أنه كان لدى ايفانا هوفمان طاقة استمد الجميع قوتهم منها "من الصعب جداً تفسير تأثير ايفانا هوفمان على شخصيتي. لم تكن طاقتها تنفذ، لأنها كانت تستخدم طاقتها وقوتها بوعي، وكانت تستعد أيضاً بوعي للوقوف ضد الظلام. فالنشأة داخل أوروبا مختلفة تماماً. فأولاً وقبل كل شيء كانت امرأة ومهاجرة ونشأت في مجتمع غير مجتمعها، واختلاف الثقافة، والاضطهاد الممارس على المرأة المناضلة والعاملة كلها كانت مختلفة جداً. كانت ايفانا تستمد قوتها من ذلك، ولم تقبل العبودية، على العكس من ذلك سعت إلى تغيير تلك العبودية والاضطهاد وحولتها إلى قوة بداخلها، لذلك لم تكن طاقتها تنفذ. عندما كنا نتعب في تدريبات صفوف الكوماندوس، كانت تقول "قوة الدول الامبريالية لا تنفد، لذلك يجب ألا تنفد قوتكم أيضاً، هيا قفوا".

"نساء أفريقيا وألمانيا ونساء أجزاء كردستان الأربعة في انتظارنا"

بينت ألاز ديرن إن إيفانا هوفمان امرأة متعددة الثقافات "إيفانا امرأة متأثرة بثقافة العديد من البلدان، فقد تأثرت بثقافة نساء أفريقيا وألمانيا والثقافة الكردية والشيوعية، لذا أصبحت كلها قوة موجودة بداخلها. لذلك كانت تقول دائماً 'النساء الشيوعيات، النساء الأفريقيات، نساء ألمانيا ونساء كردستان في انتظارنا'. ربما لا تستطيع أمور الحياة هذه وحدها تسليط الضوء والتعبير عن مدى تأثير أيفانا هوفمان علينا وعلى جميع رفاقها الثوريين. كانت كلمات إيفانا الأخيرة هي، نحن نقاتل بروح المحبة الرفاقية لنستطيع الوصول إلى الحقيقة والسير نحو الاشتراكية. حتى لو استشهدنا، فإن قوة الشعب تساندنا وسنضمن الانتصار بهذه القوة. في الثقافة الاشتراكية نفسها ليس هناك فرق، فالإنسان هو إنسان، بغض النظر عن كيفية الدفاع عن كرامته ضد السلطة، سواء بواسطة سلاح أو قلم أو بالمشاركة في عمل، المهم هو أن يدافع عن كرامته. وألا يصبح من اتباع العدو ويدخل في نهج البرجوازية والطبقات. عدا هذا ليس هناك فرق". 

"عادت إلى ألمانيا عبر بوابة ماردين"

تحدثت ألاز ديرن عن تحقيق أحد أحلام إيفانا هوفمان "كانت إيفانا تقول دائماً إنها من ماردين، كانت سعيدة جداً عندما رأت رفاقها من ماردين في صفوف الثورة. وتسأل دائماً عن ماردين وتحبها كثيراً. بعد أن ارتقت إلى مرتبة الشهادة، نقلنا جثمانها عبر بوابة ماردين وأرسلناها إلى ألمانيا. كان حلم ايفانا أن ترى ماردين، وأخيراً تمكنا من إرسالها إلى مسقط رأسها عبر بوابة ماردين".

"لم تكتمل فرحة إيفانا هوفمان بالاحتفال بيوم الثامن من آذار مع نساء روج آفا"

بينت ألاز ديرن إن الثامن من آذار/مارس يوم المرأة العالمي يعرف بيوم النضال، "نحن نعرف يوم نضال المرأة العاملة في جميع أنحاء العالم، ابتداءً من نساء نيويورك إلى كلارا زيتكين وروزا لوكسمبورغ كيوم النضال من أجل الحرية. كانت ايفانا هوفمان تشعر بالحماس للاحتفال بالثامن من آذار لأول مرة في روج آفا، وكان ذلك اليوم مميزاً جداً بالنسبة لها. كانت تقول إن الشعارات التي كنا نرددها وننادي بها في أوروبا والنقاشات التي كنا نخوضها نحققها اليوم بحربنا ونضالنا ونحن نتقدم بهذا الحماس ونقترب من الثامن من آذار. لكن إيفانا لم تتمكن في الاحتفال مع نساء روج آفا، لأنها استشهدت في السابع من آذار. ونحن أيضاً سنحتفل مرة أخرى بالثامن من آذار مستذكرين الشهيدة".

رسالة إلى نساء العالم  

اختتمت ألاز ديرن حديثها بهذه الرسالة "اليوم عندما تكون عفرين وسري كانيه وكري سبي خاضعة للاحتلال التركي، يجب ألا تصمت نساء شمال وشرق سوريا والعالم أجمع. نحن لا ندعو أي دولة، لأن تلك الدول لا تحمي مصالح روج آفا والنساء بل تحمي مصالحها الخاصة، ولهذا السبب يلتزمون الصمت. لكن يجب على شابات العالم بشكل عام من أمريكا اللاتينية إلى الصين وأوروبا والهند، وخاصة الشرق الأوسط من السودان ولبنان والأردن والعراق وإيران وجميع النساء في تركيا، وشمال كردستان الدفاع عن ثورة روج آفا. يجب على جميع النساء اعتبار ثورة المرأة في روج آفا مركزاً أساسياً لهن وأن يجمعن كل قوتهن فيها. يجب أن تقف الشابات هنا ضد الفكر الرجعي والسلطة، لأن نجاحنا وانتصارنا يتحقق من خلال مشاركة الشابات وقوتهن. لقد أثرت إيفانا من خلال نضالها وقيادتها واستشهادها على العديد من النساء اللاتي جئن وشاركن في الثورة. يجب أن نحتفل في 8 آذار بحماس كبير مثل كل عام".