الشهيدات الثلاث تركن خلفهن مسيرة حافلة بالنضال (2)

انطلقت ثورة شمال وشرق سوريا بنضال المرأة لذلك تقوم دولة الاحتلال التركي بشكل مستمر باستهداف النساء من خلال الشخصيات النسائية البارزة وكل من يدعم الثورة أمثال شهيدات مجزرة حلنج ومن بينهن أمينة ويسي.

أمينة ويسي ... دعمت نضال المرأة وأصبحت رمزاً نسائي    

نورشان عبدي  

كوباني ـ الشهيدة أمينة ويسي من النساء اللواتي تسعين لتحرير كردستان وتطالب بحقوق المرأة لذلك كانت من أوائل النساء اللواتي دعمن ثورة روج آفا التي اندلعت في تموز/يوليو 2012 والحراك النسوي في شمال وشرق سوريا.          

تتعرض النساء في مناطق شمال وشرق سوريا للاستهداف من قبل الدولة التركية بالعديد من الأشكال، كان من بينها استهداف عضوات مؤتمر ستار في 23 حزيران/يونيو 2020 بمقاطعة كوباني وعرفت تلك المجزرة بـ "مجزرة حلنج". 

حلنج ليست أول مجزرة ترتكبها تركيا بحق النساء فالتاريخ مليء بأمثال تلك المجزرة، والانتهاكات بحق الأبرياء والنساء، فالمناطق المحتلة بشمال وشرق سوريا تشهد على معاناة النساء لكن المجتمع يصم آذانه عما يحدث لتبقى الشعوب تكافح بنفسها.

 

من هي أمينة محمد ويسي؟

أمينة ويسي 65 عاماً من قرية حلنج الواقعة شرق مدينة كوباني، هي أم لـ 4 شبان وابنتين. ساندت جميع أبناءها من أجل السعي لتحقيق حرية المرأة وكانت الأم التي تعطي المعنويات والقوة لأبنائها ولكل من حولها.  

شاركت في جميع فعاليات ونشاطات المرأة التي كانت تقام في مقاطعة كوباني، ووضعت كل طاقاتها في خدمة قضية الكرد وقضية المرأة وفي جميع الأوقات كان باب منزلها مفتوحاً أمام المقاتلات والمقاتلين.

 

"تركيا تستهدف شخصية المرأة الحرة"  

تمكنت المرأة في شمال وشرق سوريا من خلال ثورة 19 تموز/يوليو 2012، من لعب دورها الريادي والطليعي في تنظيم وتحرير المرأة من قيود العبودية، وتفعيل دورها في المجتمع حتى أصبحت مثالاً يحتذى به لنساء العالم، لذلك تسعى دولة الاحتلال التركي من خلال استهداف شخصية المرأة الحرة إلى استهداف شعوب المنطقة والنيل من إرادتهم.

حول استهداف النساء وبالتحديد مجزرة حلنج قالت عضو مؤتمر ستار في مقاطعة كوباني شمسة أحمد "الاحتلال التركي يستهدف العاملات في مجالي السياسة والدفاع، لكنه أيضاً يستهدف كل من يدعم القضية الكردية وحرية المرأة لذلك قام باستهداف منزل أمينة ويسي التي كانت هي ورفيقاتها الثلاث بعيدات كل البعد عن العمل السياسي والعسكري، أمينة ويسي فقدت حياتها فقط لأنها كردية وامرأة وطنية افتخرت بكرديتها ودعمت قضيتها".

وأضافت "تركيا لم تترك أي فرصة إلا واستهدفت الكرد فيها، كما استهدفت النساء بشكل خاص فهي ترى أن النساء الكرديات قادرات على هز عرش السلطة العثمانية الجديدة، وإحباط حلم حزب العدالة والتنمية بإعادة إحياء أمجادها، وارتكاب الانتهاكات بحق النساء، الاحتلال التركي يخشى من تكاتف النساء المتمثل بإرادتهن الحرة ومطالبهن بالعدالة والديمقراطية، وإصرارهن على مواصلة طريق النضال حتى تحرير كافة النساء في العالم".   

 

علمت أبنائها روح الوطنية

تعتبر أمينة ويسي مثل الآلاف من النساء الكرديات اللواتي ترعرعن على حب أرضهن، قامت بتربية أبنائها على تلك المبادئ، واستقبلت في منزلها الشخصيات الكردية المدافعة عن القضية.

شمسة أحمد على معرفة بالشهيدة أمينة ويسي وبحسب هذه المعرفة رأت فيها المرأة المحبة "كانت امرأة محبة لعائلتها وأرادت فقط أن يكون أبنائها متعلمين ومتمسكين بأرضهم وثقافتهم لذلك قامت بتربيتهم على خط النضال والثورة والروح الوطنية التي كانت تتحلى بها، وبالرغم من كافة الصعوبات والظروف التي مرت بها إلا أنها كانت مصرة على استكمال أبنائها لتعلميهم ودوماً تقول (هدفي هو تعريف العدو بأننا شعب واعي ومثقف ومتعلم ولسنا كما يفكر) نحن أقوياء ونستطيع التصدي لتركيا وجميع من يحاربنا".

وأضافت "ما زلت أتذكر يوم المجزرة، كانت مجزرة مروعة ويجب على كل امرأة أن ترى حقيقة الدولة التركية بأنها تقتل الشعوب. أمينة ويسي ليست امرأة سياسية أو عسكرية لكن تركيا هاجمت منزلها وقتلتها مع اثنتين من ضيفاتها اللواتي تعملن في الدفاع عن حقوق النساء. مجزرة حلنج لم تكن المجزرة الأولى ولن تكون الأخيرة فتركيا ارتكبت عدة مجازر بحق الشعب الكردي والنساء بشكل خاص. تحاول تركيا كسر إرادتنا لكننا بروح المناضلات اللواتي فقدن حياتهن في سبيل حرية أرضنا كأمينة ويسي سنستمر بالنضال على خطاهن لنكمل ما بدأنه ولنحقق أحلامهن التي لم تستطعن تحقيقها".