زينب جبري: الدراما السورية ما تزال تتبنى الصورة النمطية للمرأة

للدراما دور كبير في رقي المجتمع، وتعد سيفاً ذا حدين فهي وسيلة لتكريس الصورة النمطية للمرأة، وتطبيع العنف ضدها

أماني المانع
دمشق ـ ، فرغم أن الدراما السورية حققت نقلة نوعية إلا أنها ما تزال قاصرة عن تأدية واجبها فيما يخص قضايا المرأة كما تقول زينب جبري.
قالت مديرة مركز فينوس للتطوير والتدريب والتأهيل زينب جبري، على هامش إحدى دورات المركز الفنية الخاصة بالدراما، "بالرغم من التحسن الطفيف، إلا أن الدراما والأفلام السورية لا تزال تتبنى الصورة النمطية للمرأة التي ينحصر اهتمامها بالملابس وأدوات التجميل والطبخ، ورسالتها تنحصر في الزواج وإنجاب الأطفال، ويبرز دورها الأول في خدمة الرجل، كذلك فإن صورة المرأة الضحية عاطفياً واجتماعياً لا زالت موجودة بأشكال مختلفة".
وعن تحول المرأة إلى سلعة تسويقية تضيف "للأسف تحولت المرأة الجميلة والجريئة لمادة تسويقية ومصدراً لشهرة الأفلام والمسلسلات والمخرجين في بعض الأعمال، فبشكل عام تحول عالمنا لعالم مادي بحت".
وتوضح زينب جبري أن ذلك التحول الذي طرأ على العالم ألقى بثقله على المرأة "اُتخذت المرأة وسيلة للإغراء واللذة على الشاشات، في الشرق الأوسط الذي شهد انتقالات فكرية كبيرة واستيراد نظريات دخيلة وبعيدة كل البعد عن بنيتنا الاجتماعية وحضارتنا ومفاهيمنا وعاداتنا".
وحول ما تتعرض له النساء من اضطهاد بالرغم من جرأة بعضهن، إلا أن الدراما لا تعكس صورة واقعية للمرأة وما تتعرض له من مآسي إلا بشكل طفيف "نحن نعترف بوجود المرأة القوية والمثقفة لكنها لا زالت محصورة ومقيدة، لأننا شعوب مقلدة لا نملك الإبداع، فنحن بحاجة إلى دراما جميلة وإيجابية تعكس في واقعنا السلوك الإيجابي".
وتعتبر زينب جبري أن للإعلام الدور الأكبر في تأطير قضايا المرأة "لا يتم مناقشة قضايا المرأة في الإعلام إلا قليلاً، وتناقش المشاكل التي تعانيها النساء ضمن برامج الأسرة وليس ضمن مفهوم برامج المجتمع، وهذا يعني أنهم يرون هذه المشاكل فردية لا تؤثر على المجتمع، وفي الحقيقة هذه مشكلة بحد ذاتها". 
وتؤكد أن "الدراما والمسلسلات لم تحقق هدفها بتوقيف سلوك العنف تجاه المرأة بل عملت على تكريسها بأشكال جديدة ومختلفة في مجتمعنا لأننا تعودنا على التقليد، لذا سنبقى على ما نحن عليه إلى أن يتغير الإعلام والدراما والسينما ويقدم الإيجابي والصحيح".
ومركز فينوس للتطوير والتدريب والتأهيل من المراكز التي تسعى لنقد وتقويم وتغيير مسار الفن نحو طريقه الحقيقي، والتدريب على الإعلام والعلاقات العامة وإعداد مدربين محترفين وتنمية مهاراتهم كالاتصال الفعال والثقة بالنفس وتقدير الذات وعلوم الطاقة.
وكذلك يعمل على تعليم فن الإلقاء والرقص والنحت والرسم والسينما والدراما من تصوير وإخراج وإنتاج وكتابة سيناريو، وتقديم عروض أفلام ومناقشتها مع نقاد مخرجين وممثلين، بالإضافة إلى عقد جلسات حوارية وندوات ثقافية.