'زرعنا داخل كل خيمة أمل العودة إلى أرضنا'
تزرع نساء مخيم نوروز الواقع في ناحية ديريك التابعة لمدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا داخل خيمهن الأمل بالعودة إلى مناطقهن المحتلة.
شيرين محمد
قامشلو ـ أكدت النازحات في مخيم نوروز أنهن لن تتخلين عن أرضهن وستقاومن وتواجهن كافة الصعوبات على آمل العودة إلى منازلهن.
مخيم نوروز الواقع في مدينة ديريك يحوي الآلاف النازحين من مدينتي عفرين وسري كانيه/رأس العين وتل أبيض/كري سبي، هجروا قسراً من مدنهم بعد أن احتلتها الدولة التركية ومرتزقتها منذ ما يقارب 6 سنوات، ويستيقظون كل صباح على أمل العودة إليها.
"بقيت أنا وخيمتي"
تعيش عدول حسن من أهالي عفرين المحتلة في خيمتها لوحدها، وتأمل بالعودة إلى منزلها ومواجهة كافة الظروف، بعد أن هُجرت مع آلاف العفرينيين/ات قسراً من المدينة، ليتوجهوا إلى المخيمات والمناطق المجاورة، وتقول "توفي زوجي في عفرين منذ 10 سنوات وبقيت مع والدي، وبعد أن احتلت عفرين قطنا في المخيم ليتوفى والدي أيضاً وأبقى وحيدة في خيمتي أواجه ظروف الحياة ومصاعبها، وأحلم بالعودة إلى عفرين أرض الزيتون".
تابعت حديثها وبعينيها بريق الأمل للعودة يوماً ما إلى أرضها "الصعوبات في المخيم كثيرة منها قلة المياه والكهرباء والمستلزمات الحياتية"، فبسبب هجمات الدولة التركية المستمرة على المنطقة وتدميرها للبنية التحتية خرجت جميع مراكز الطاقة عن الخدمة، بالإضافة لحرمانها المنطقة من حصتها من مياه نهر الفرات، كما أن المنظمات الدولية لا تقوم بواجبها الإنساني على أكمل وجه تجاه المخيمات في مناطق الإدارة الذاتية، كل ذلك يفاقم من الصعوبات التي تعترض النازحين/ات في المخيمات أكثر من المعتاد.
"أريد فقط العودة إلى أرض الزيتون"
بحسرة تقول عدول حسن إن "الحياة في عفرين كانت سهلة جداً والكثير من المستلزمات اليومية متوفرة، كنا نقوم بزراعة العديد من أنواع المزروعات، كما نعمل في أرضنا ونوفر كافة احتياجاتنا منها، لكن بعد احتلالها قامت الدولة التركية بقطع آلاف الأشجار ونهبت المنازل والأرضي حتى الحيوانات والحجر في عفرين لم تسلم منها، ومرتزقتها استولوا على كل شيء يخصنا هل هذا هو العدل الذي تنادي بها الدول المعنية بحقوق الإنسان".
ووجهت رسالة للنازحين/ات اللذين يتحرقون شوقاً للعودة إلى عفرين "سنعود يوماً ما معاً صغارنا وشيوخنا دون النظر إلى الوراء، وسنكافح ونناضل في سبيل تحقيق ذلك".
"رحلة النزوح لا تخلوا من الصعوبات وألم الهجرة" بهذه الكلمات بدأت هدلة مصطفى حديثها، فلم تكن عدول حسن الوحيدة التي تعيش على أمل العودة لأرضها، فجارتها هدلة مصطفى نازحة من سري كانيه/رأس العين تعيش ذات السيناريو المرير، بعد أن نزحت قسراً من مدينتها التي احتلتها الدولة التركية ومرتزقتها.
وقالت "الحياة في المخيمات قاسية حيث الشتاء القارس والصيف الحار هل هذه هي الحياة، وعلى الرغم من ذلك نتحمل كل هذه الظروف ولن نقبل بالرضوخ أو التنازل للعدو عن أرضنا"، مؤكدة على أنها ستقاوم وتصمد في سبيل العودة إلى مدينتها مع عائلتها يوماً ما "أعيش هنا مع زوجي وأطفالي وأهلي يقطنون في مخيم الطلائع بمدينة الحسكة، جميعنا نأمل بالعودة إلى سري كانيه وهذا الأمل لن يطول سيتحقق في القريب العاجل".
وأوضحت "رغم الصعوبات الحياة مستمرة، في هذه المخيمات أعدنا تنظيم أنفسنا، فمن خلال الكومينات المتواجدة داخل المخيم نخضع لدورات تدريبية وتوعوية من أجل تطوير أفكارنا وأنفسنا"، مؤكدة "سنسترجع سري كانيه ونعود إليها لنبني فيها حياتنا من جديد، أطفالنا كبروا على حلم العودة، وعلى الرغم من أنه لكل خيمة قصة مختلفة إلا أن العودة إلى مدينتنا حلم وأمل مشترك لجميع النازحين/ات".
ووجهت هدلة مصطفى رسالة للمجتمع الدولي الذي تقاعس عن محاسبة الاحتلال التركي عن انتهاكاته وجرائمه، قائلةً "لماذا لا ترون ما تفعله الدولة التركية بحقوقنا كبشر وكنساء، نهبت أرضنا وهجرتنا، العالم بأسره صم بكم عم أمام ما تفعله بحقنا".