ظاهرة الطلاق تتفاقم في إقليم كردستان

تتفاقم ظاهرة الطلاق بإقليم كردستان باعتبارها أحد التحديات التي تواجه المجتمع في السنوات الأخيرة، ويعزوها كثيرون للزواج المبكر، وانتشار الفقر والبطالة، وسوء استخدام الإنترنت، وغيرها.

شنيار بايز

سليمانية ـ يتزايد معدل الطلاق في إقليم كردستان عاماً بعد آخر، إثر الوضع الاقتصادي المتدهور وقلة التوعية الصحية، بالإضافة إلى الزواج المبكر للفتيات، كما أنه يقف عائقاً أمام النساء في المجتمع وخاصة في أماكن العمل، ليكون عقبة أمامهن لتحقيق أهدافهن.

 

"قدرة المرأة على العمل لا تعتمد على الزوج"

قالت عضوة في نقابة العمال فرع السليمانية قسم المرأة ليلى كريم إن النساء بشكل عام تواجهن المضايقات والمشاكل في مكان العمل، وخاصة النساء المنفصلات عن أزواجهن، فضلاً عن التحديات والمشاكل التي تتعرضن لها في حضانة أطفالها، بالرغم من أنه حضانة الأطفال من حقها، كما تقع عليها مسؤولية تربيتهم وتعليمهم.

وأشارت إلى أن حالات الطلاق الحالية تتسبب في العديد من المشاكل الاجتماعية، حتى لمن حولهن، مما يجعل صاحب العمل يقيل المرأة خوفاً من نشوب مشاكل في بيئة العمل، لافتةً إلى أنه من المهم للمجتمع بأسره أن يدرك أن المرأة التي ليس لها زوج لها قدرة فعالة على العمل وبذل الجهود في الحياة. لذلك، لا ينبغي ربط قدرة المرأة على أن يكون لها زوج.

وأوضحت أنه بسبب ارتفاع نسبة الطلاق، لا تزال هناك مشاكل بالنسبة للمرأة المطلقة من حيث المجتمع والحصول على وظيفة، والأهم عدم منحها السكن وعدم استطاعتها السكن بشكل مستقل، مشيرةً إلى أنه "كنقابات عمالية نعمل من أجل النساء بشكل عام، وخاصة المطلقات، لكن المشكلة الرئيسية للمرأة أنها لا تتحدث عندما تواجه مشكلة، فإنها تخفيها ولا تطالب بحقوقها".

 

"التحرش في مكان العمل"

ولفتت ليلى كريم إلى أن الرجل يعتقد أن المرأة التي توفي زوجها أو انفصلت عنه متاحة للجميع، كون تفكيرهم دائماً ما يذهب إلى الأمور الجنسية، فيحاولن الاقتراب والتحرش بها "يجب على الرجال أن يفهموا أن النساء أكثر قدرة بكثير من الرجال ويمكنهن مواجهة جميع الصعوبات، ويجب على النساء أنفسهن أن تثبتن للمجتمع بأسره أنه لا يمكن لأحد أن يكون عقبة أمامهن بالاعتماد على قدراتهن".

ففي التسعينيات، كان هناك العديد من النساء اللواتي توفي أزواجهن وتركوا بمفردهم بسبب مجزرة الأنفال والهجمات الكيماوية، ولكن بسبب وجود مكان لتجميع كل هؤلاء النساء ومنحهن وظائف، واجهن صعوبات في العمل، بحسب ما قالته ليلى كريم.

وترى أن من واجب الحكومة بناء أماكن عمل مناسبة لهؤلاء النساء حتى تتمكن من العمل بعيداً عن التهديدات والعنف ولم تعدن خائفات من التحرش، لافتةً إلى أنه كان على حكومة إقليم كردستان تزويد هؤلاء النساء بالسكن وراتب ثابت حتى تتمكن من إعالة أنفسهن دون الحاجة لأحد.