'يشكل مستقبل أطفال مخيم الهول خطراً على العالم كله'

قيمت مديرة مخيم الهول همرين حسن وضع الأطفال في المخيم وبينت أنهم يتلقون تدريبات سرية داخله

الحسكة ـ ، قائلة "إن حملة الإنسانية والأمن هي خطوة جيدة لمنظمات حقوق الإنسان لتستطيع العمل بشكلٍ أفضل في فهم الأطفال وتعليم أسرهم".
أُنشئ مخيم الهول الواقع على بعد 45 كيلومتراً شرقي مدينة الحسكة بشمال وشرق سوريا عام 1991 لإيواء اللاجئين العراقيين. كما نزحت آلاف العائلات العراقية إليه منذ بدء حرب داعش في العراق. حالياً تدير أكثر من 33 منظمة إنسانية غير حكومية مخيم الهول، وفي الوقت نفسه تقوم قوى الأمن الداخلي لشمال وشرق سوريا بتحمل مسؤولية المخيم على عاتقها. وعلى الرغم من أنه أكبر وأخطر المخيمات في العالم، إلا أنه إلى الآن لم تتخذ الدول التي انضم مواطنوها إلى داعش أي خطوة لاستلام رعاياها الموجودين داخله. ووجود عائلات داعش في مخيم الهول يعني أن المخيم هو القلب النابض لداعش ومصدر الإرهاب والوحشية.     
وتستمر الحملة التي أطلقتها قوات الأمن الداخلي ووحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية في 28 آذار/مارس في مخيم الهول لليوم الرابع. ولهذه الحملة العديد من الجوانب الإيجابية، فإضافة إلى القضاء على الخلايا النائمة، ستقلل أيضاً من تأثير تلك العصابات على أطفالها. فالحملة هي استجابة لمنع الأطفال من اتباع إيديولوجية ونهج آبائهم وأمهاتهم الدواعش. وبهذا الصدد تحدثت لنا مديرة مخيم الهول همرين حسن عن وضع تعليم الأطفال، ومدى قبول العائلات التي يشارك أطفالها في هذه الأنشطة.                                                    
 
"يتلقى 11 ألف طفل سوري وعراقي التعليم"
وحول نظام التعليم الذي يتلقاه الأطفال في مخيم الهول قالت همرين حسن "حالياً يتم تعليم أكثر من 11 ألف طفل في 14 مدرسة. كما أن أكثر من ستة آلاف طفل سوري وعراقي محرومون من التعليم بسبب عدم وجود مكان يتلقون فيه التعليم. وفي الوقت نفسه يوجد في المخيم 140 طفل من الأيتام حيث كان آبائهم وأمهاتهم من الدواعش الذين قتلوا في الماضي، كما يعيش 150 طفل مع أقربائهم. تدار هذه المدارس من قبل كل من لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) والمنظمة البريطانية (Save the Children) واليونيسف. والمناهج التي يتم تدريسها في هذه المدارس باختصار هي مناهج الحكومة السورية والعراقية، إلى جانب اللغة الكردية. 
 
"لا توجد لغة مشتركة يتلقى بها الأطفال تعليمهم"
ولفتت همرين حسن الانتباه إلى أطفال نساء داعش الأجنبيات "وجدنا حلول تعليمة من أجل الأطفال السوريين والعراقيين. لكن الأطفال الأجانب الذين ينتمون لدول عدة بقوا دون تعليم حتى الآن. والسبب في ذلك أن كل واحد منهم من دولة مختلفة ولا توجد لغة مشتركة للتفاهم فيما بينهم. أي لا توجد لغة مشتركة يتم تعليمهم وفقاً لها. ولم يتم اتخاذ أي خطوات تعليمية غير دعم الأطفال من الناحية النفسية. والمشكلة الأكبر هي أن الدول التي ينتمون إليها لا تستلم مواطنيها ولا تأخذهم إلى بلادهم".
 
"يتم تضليل الأطفال في الخفاء"
أكدت همرين حسن على أن عائلات داعش يبنون ما يسمى بأشبال الخلافة ولا يسمحون لهم برؤية النور "رغم أن الأطفال يتلقون التعليم داخل المدارس، لكن عند عودتهم إلى أسرهم تتغير أفكارهم ويقعون تحت تأثير الأهل. صحيح أنهم يرسلون أبنائهم إلى المدرسة ولكن هذا لا يعني أنهم منفتحون على التغيير والتحول. وخاصة الأمهات المتأثرات بفكر داعش، فعند عودة أبنائهنَّ إلى المنزل يتم إرسالهم على الفور إلى المسجد، ليتعلمو وفقاً لوعي وذهنية داعش ولا يبتعدوا عن طريق الإرهاب. قسم صغير منهم يريدون إنقاذ أنفسهم والتحرر من الحالة النفسية التي زرعتها العصابات فيهم، لكن الغالبية العظمى لا تقبل ذلك. ويقومون بقتل أو حرق أو خنق كل من يحاول الفرار أو الخروج عن نهجهم".
 
"يشكلون خطراً على جميع أطفال العالم"
وذكّرت همرين حسن بمطالب الأمهات لتعليم أطفالهم "لا تريد الأمهات أن يفهم أو يعرف أطفالهنَّ الحقيقة، لذلك يطالبون بتعليم الآيات والقصص الدينية في المدارس. والأهم من ذلك أنهم يريدون تعليم أبنائهم بأنفسهم أي أن يكونوا هم المعلمين في المدارس. وهذا يدل على أنهم يربون أجيال المستقبل على القتل وقطع رؤوس البشر. لا يريدون أن يعيشوا حياة آمنة بعيدة عن إراقة الدماء وقريبة من السلام. وهذا الأمر يدل على أن هؤلاء الأمهات والأطفال لا يشكلون تهديداً وخطراً على الشعب فقط بل على جميع أطفال العالم أيضاً. والتدريب يتم سراً في الخيام". 
 
"يمكن للمنظمات توسيع أنشطتها بعد الحملة"
وتحدثت همرين حسن عن الدور الإيجابي لحملة الإنسانية والأمن على عمل المنظمات الإنسانية "في الآونة الأخيرة أضعفت وقلصت أحداث القتل والذبح عمل المنظمات الإنسانية داخل المخيم. ومن هذه الناحية كانت حملة الإنسانية والأمن التي تم إطلاقها جيدة جداً. حتى تتمكن المنظمات ذات الصلة من تعزيز حركتها وتوسيع أنشطتها داخل المخيم بشكلٍ أكبر دون خوف، وأيضاً لتتمكن من التواصل والحوار مع أسر الأطفال. ونوعاً ما يمكن للحملة أن تقطع الطريق أمام أعمال الشغب والأحداث التخريبية السيئة التي لازال الأطفال يقومون بها. فإذا لم يتم الآن تعليم هؤلاء الأطفال بالشكل الصحيح، سيكون من الصعب الحد من خطرهم على العالم في المستقبل".