وقف المرأة الحرة يسعى لتطوير النساء وتأمين فرص عمل لهن

يسعى وقف المرأة الحرة في مقاطعة كوباني لدعم النساء من جميع النواحي الاقتصادية والمهنية والفكرية، ويعمل على تأهيل النساء من الناحية العملية وتأمين فرص عمل تناسبهن

نورشان عبدي
كوباني ـ .  
تأسس وقف المرأة الحرة عام 2018 في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا، وهدفه الأساسي مساعدة النساء في ظل الظروف الصعبة وحالة الحرب التي تعيشها معظم المناطق السورية، والعمل على تأهيل الأطفال والنساء نفسياً ومعنوياً، بالإضافة إلى تنظيم الكثير من النشاطات والأعمال والمشاريع لتمكين المرأة اقتصادياً.
ومن خلال افتتاح دورات وعقد محاضرات فكرية ومهنية ينظم وقف المرأة النساء ضمن المجتمع وفي بداية أيلول/سبتمبر الجاري افتتح دورة لتدريب النساء من كافة الفئات العمرية على الحاسوب.
 
 
قالت معلمة الحاسوب والإدارية في وقف المرأة الحرة ديانا أحمد "في مركز وقف المرأة الحرة نفتتح بشكل مستمر دورات لتعليم النساء والشابات استخدام الكمبيوتر وكل دورة تستمر لمدة 40 يوماً تقريباً، ولكن هنالك بعض المجموعات تحتاج لوقت أطول". 
وأضافت "نركز على أن يكون عدد الطالبات في الدورة قليل لكي يتم الاستيعاب بشكل أفضل، فلا نستخدم جهاز إسقاط بل نفضل متابعتهن كل واحدة على حدة". 
وعن الدروس التي تتلقاها النساء خلال الدورة قالت "تتلقى المنضمات للدورة دروس نظرية وعملية على أساسيات الحاسوب وكافة مراحله، بالإضافة إلى برامج الحواسيب التي تفيدهنَّ عند البحث عن عمل كـ إكسل، وطرق الطباعة". مضيفةً "لا نكتفي بافتتاح دورات تدريبية وإنما نعمل بقدر الإمكان لتأمين فرص عمل لهنَّ وتعد الأولوية في التوظيف في مؤسسات الإدارة الذاتية لطالباتنا".
وأشارت ديانا أحمد إلى أن المتدربات يواجهنَّ صعوبة في البداية "ننتقل للمراحل الأخرى بشكل متسلسل حتى النهاية ومن ثم نجري للطالبات اختبارات بشكل أسبوعي وعند الانتهاء من كافة الدروس يتم إجراء الامتحان الأخير في القسمين النظري والعملي". 
وأضافت حول نتائج الاختبار "المعدل الكلي هو 100 درجة، والطالبة التي يكون مجموعها 70 وما فوق تنجح أما التي يكون مجموعها أقل من ذلك لن تحصل على الشهادة".   
وتفرض المعاهد مبالغ خيالية لتعليم الحاسوب لكن وقف المرأة الحرة يؤمن تدريب ووظائف للراغبات بتطوير أنفسهنَّ والحديث لـ ديانا أحمد "تدفع الراغبات بالانضمام للدورة مبلغ بسيط مقارنة مع بقية المعاهد والمعلمين الذين يعطون دروس الحاسوب بأسعار خيالية، وهذا لأن وقف المرأة الحرة أسس لخدمة النساء والشابات لتطوير أنفسهن في كافة المجالات".
وفي ختام حديثها قالت الإدارية في وقف المرأة الحرة ومعلمة الحاسوب ديانا أحمد "بالرغم من ضعف الإمكانيات في تأمين عدد كبير من الحواسيب مما يشكل عائقاً أمامنا نقسم الطالبات لمجموعات لنتمكن من إعطاء الدروس للجميع، وسنستمر في تنظيم المرأة وتمكينها".
 
 
فيما قالت أمينة شيخ محمد (32) عاماً، وهي من المنضمات للدورة "يفتتح وقف المرأة الحرة العديد من الدورات كالخياطة والتجميل لكنني فضلت تعلم الحاسوب فنحن بزمن تطور التكنولوجيا وبات الحاسوب الشيء الأكثر استخداماً في العديد من مجالات الحياة والوظائف والأعمال".
لم تكن تعرف أمينة محمد طريقة فتح الحاسوب أو إغلاقه كما تقول "عدم معرفتي استخدام الحاسوب أثرت على شخصيتي بشكل سلبي، كما أنني واجهت العديد من الصعوبات في البداية خاصة في كيفية تطبيق الدروس النظرية عملياً أما اليوم فأستطيع استخدامه وامتلكت كم كبير من المعلومات حوله ومع مرور القليل من الوقت لاحظت تقدم وتطور في شخصيتي". 
وحول إن كان الزواج والأطفال عائقاً أمام تطوير المرأة لإمكانياتها قالت "على المرأة المتزوجة تنظيم وقتها بين أعمال المنزل وتربية الأطفال والعمل على تطوير ذاتها، بالنسبة لي الأمر سهل لدي فقط طفلتين أستطيع تنظيم وقتي بين الدورات والمنزل والأطفال"، وعن مرحلة ما بعد التخرج من دورة الحاسوب تقول "سجلت أسمي في مكتب التشغيل وبمساعدة وقف المرأة الحرة ستكون فرصتي بالتوظيف أكبر". 
 
 
كما قالت دلفين محمد حسين (15) عاماً التي حرمت من التعليم بسبب الحرب "يجب على جميع النساء السعي لتطوير أنفسهن وتمكينهن في جميع المجالات، ومن أجل ذلك أردت العمل على الحاسوب، تعلمت الكثير من الأساسيات"، وأضافت "هذه فرصة جيدة بالنسبة لنا ويجب علينا الاستفادة منها بشكل جيد".