"وقف المرأة الحرة في سوريا" ينمي قدرات ومهارات النساء فكرياً ونسوياً
يعمل وقف المرأة الحرة في مقاطعة الفرات على توعية النساء وتدريبهنّ بهدف تمكين دورهنّ وتنمية قدراتهنّ ضمن المجتمع، وأصبحت ملجاً للفكر والوعي لدى كافة النساء لتأمين فرص عمل مناسبة لهنً.
نورشان عبدي
كوباني ـ مع انطلاق شرارة الثورة في إقليم شمال وشرق سوريا عام 2012 تسارعت النساء لإثبات دورهنّ وأخذ مكانتهنّ في كافة المجالات ضمن الثورة من السياسية والثقافية والاجتماعية والعسكرية وغيرها، وأتاحت لهنّ فرص كبيرة لتمكين ذاتهنّ وتطوير أنفسهنّ، وبمشاركتهن في جميع المجالات تمكن من بناء حياة حرة ديمقراطية وأصبحن نموذجاً لكافة نساء العالم.
عملت المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا على تشكيل مؤسسات نسوية ضمن ثورة روج آفا ومنها مؤسسة "وقف المرأة الحرة في سوريا" التي تم تأسيسها عام 2014 بمناطق مختلفة من الإقليم تحت شعار "المرأة الحرة أساس المجتمع الحر" وتعتبر من أهم المؤسسات والأكثر فعالية ضمن المجتمع، حيث عملت على مدار سنوات على تدريب النساء وتطوير شخصياتهن وخلق فرص عمل مناسبة لهن.
وبالطبع كغيرها من المؤسسات لوقف المرأة الحرة أفرع ولجان في كافة المدن، من بينها مدينة كوباني، حيث افتتح فرع الوقف فيها عام 2019، ليعمل على تقديم خدمات ونشاطات متنوعة تهدف لبناء حياة حرة ديمقراطية، ولتمكين النساء اقتصادياً يقوم بافتتاح دورات متعددة لتعليم المهن المختلفة ليكون بإمكانهن الانخراط في كافة المجالات وتحقيق اكتفائهن الذاتي.
وعن أهمية مؤسسة وقف المرأة ودورها في تعزيز مكانة النساء تقول الإدارية في وقف المرأة الحرة بمدينة كوباني شيرين محمد، أن عضوات الوقف تسعين لتطوير وتدريب النساء اللواتي لم تتح لهن فرصة إتمام تعليمهن، وصقل شخصياتهن ودعمهن معنوياً ومادياً، لافتةً إلى أنه يعقدون العديد من المحاضرات التوعوية ضمن الوقف وخارجها وذلك عن طريق الكومينات، في سعي منهن للقضاء على الذهنية الذكورية، التي حاصرت المرأة ضمن إطار المنزل وسلبتها حقوقها.
وحول عمل وقف المرأة الحرة في سوريا تقول أن المؤسسة استطاعت عاماً بعد آخر تطوير العديد من المشاريع ضمن المجتمع لتتمكن المرأة من لعب دورها في تنمية الاقتصاد "نقوم بافتتاح دورات متعددة ولكل واحدة مدة محددة، فدورة تصفيف الشعر والخياطة تستمر لثلاثة أشهر تخضع خلالها النساء للتدريب لتعلم هذه المهنة وبعد إنهاء الدورة وإخضاعهنّ لفحص العمل والخبرة يتم إعطائهنّ شهادة تستطعن من خلالها العمل أينما تردن وهنالك تدريبات تستمر لمدة شهرين أو 40 يوم بحسب الدورة المهنية"، مضيفةً "النساء اللواتي لن تتمكن من التعليم هم أكثر من تتوجهنّ للانضمام لهذه التدريبات وتتراوح أعمارهن من الـ 18 حتى 50 عاماً، وبهذه الدورات نساهم في تطوير مواهب النساء".
خلال عام خرج وقف المرأة أكثر من 250 متدربة
للمرأة إقبال كبير على مؤسسة "وقف المرأة الحرة في سوريا"، والانضمام للدورات التدريبية "كون مؤسستنا خاصة بالمرأة وتهدف لتطوير مهاراتها ولعب دورها، فالنساء تقبلن عليها بشكل كبير، ففي عام 2024 خرج الوقف في مدينة كوباني 6 دورات لمهن مختلفة ضمت أكثر من 250 امرأة، وحصلن على شهادات خبرة عمل، وبعد التخريج وبحسب التقييم بقيت بعض النساء في العمل ضمن الوقف ومنهن تم تأمين أعمال ضمن المؤسسات الأخرى لهن، والبعض الآخر قمن بفتح مشاريع صغيرة خاصة بهنّ".
وبحسب ما أوضحته فقد كثف الوقف عمله خلال هذا العام ووسع رقعة الوصول إلى النساء في المنطقة، حيث عمل على تفعيل النقطة الطبية لمساعدة النساء والأطفال بالتعاون مع أطباء أخصائيين بأمراض النساء والأطفال ويتم تقديم الخدمات والرعاية الصحية لهم بشكل مجاني، كما تم افتتاح أكثر من 6 معارض لقسم الأشغال اليدوية في كوباني وصرين وعين عيسى والرقة".
وفي الختام قالت الإدارية في وقف المرأة الحرة بمدينة كوباني في إقليم شمال وشرق سوريا شيرين محمد أن باب الوقف مفتوح أمام جميع النساء، لتطوير شخصياتهن وتمكين وجودهن في المجتمع، ونحن متواجدون هنا من أجل مساعدتهنّ وحماية وجودهنّ وتطوير مهاراتهنّ "ندعو جميع النساء اللواتي ما زلن مقيدات في إطار المنزل ولا تستطعنّ الخروج خشية العادات والتقاليد البالية، لكسر قيود المجتمع والإقبال على كافة المجالات".