ولاية كونار... أرض الألم والجمال

أكد أهالي منطقة ناري التابعة لولاية كونار بأفغانستان، أنهم عانوا طوال أربعة عقود من جرائم المستعمرين التي طالت النساء والأطفال وحتى النباتات والحيوانات، لكنها شهدت أيضاً العديد من نضالات المرأة.

بهاران لهيب

كابول ـ كونار إحدى الولايات الشرقية لأفغانستان التي شهدت العديد من الجرائم والصراعات على مدى أكثر من أربعة عقود، وتقع في قلب الجبال وتتمتع بجمال طبيعي خاص، فبالرغم من القيود الكثيرة التي تعترض طريق نساء هذه الولاية، إلا أن عدداً كبيراً منهن متعلمات وبذلن جهوداً للقضاء على الأمية.

على طريق منطقة ناري التابعة لولاية كونار كان هناك مساحة كبيرة خضراء تعرف باسم "حديقة مريم"، وحول تسميتها بهذا الاسم قالت طاهرة فاروق، إحدى نساء المنطقة، لوكالتنا "كانت مريم امرأة فقيرة لا تملك أرضاً، وتعيش بالقرب من هذه المنطقة، وقررت بالتعاون مع أبنائها تحويل المكان الجاف إلى أرض خصبة، ومنذ ذلك الحين سميت هذه الحديقة باسمها".

وعلى مسافة أبعد قليلاً من هذه الحديقة يوجد منزلاً مهجوراً على جانب الطريق العام يعود لأحد القادة التابعين لـ قلب الدين حكميتار (أثناء حرب المقاومة ضد الروس في باكستان، وبدعم من حكومات باكستان والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، أسس حزباً أسماه "الحزب الإسلامي" وتم اختطاف وقتل عدد كبير من المثقفين والمثقفات خلال هذه العملية، وكان أتباعه يُعرفون باسم "قاذفي الأسيد" لأنهم كانوا يرشون الأسيد على النساء اللواتي تذهبن إلى المدرسة أو الجامعة أو خارج المنزل)، مثل القادة الآخرين، خلال حرب المقاومة ضد روسيا، ارتكب العديد من الجرائم، بما في ذلك نهب عدد كبير من ممتلكات الناس.

وفي مركز الولاية أي في منطقة أسعد آباد، كان هناك مقبرة جماعية، وقالت نفسية راضي إنه "في 20 نيسان عام 1979، هاجمت الحكومة العميلة للروس منطقة كرهالة لأنه في الليلة السابقة اندلعت حرب بين أعضاء الحكومة ومعارضيهم، واستمرت حتى الصباح وبعدها دخلوا قريتنا في منطقة أسعد آباد وأطلقوا النار على كبار السن والشباب والرجال والنساء، ثم قاموا بجمع الناس بالقوة وأخذوا الرجال إلى منطقة بالقرب من قريتنا، وتم اعتقال النساء والأطفال في مسجد القرية، واطلقوا الرصاص على الرجال أمام أعيننا وأصيب وقتل العديد منهم، وبعد ذلك، جرفوا القتلى والمصابين بالجرار ودفنوهم جميعاً".

وفي منطقة ناري، كانت هناك أودية شهدت مقتل المئات من جنود الحكومة الأفغانية السابقة على يد حركة طالبان خلال العشرين عاماً الماضية، حيث قتلت مجموعة من المهندسين الذين كان من المفترض أن يقوموا ببناء سد على بحر كونار.

كما يوجد على طريق ولاية كونار القواعد العسكرية الأمريكية في كل بضع خطوات، وكان أكبرها يقع في منطقة ناري، رغم أن أمريكا عندما هاجمت أفغانستان، كان أحد شعاراتها "محاربة الإرهاب"، ولكن بقدر ما كان هناك قواعد عسكرية أمريكية في هذه الولاية، كان هناك عدد مماثل من أوكار طالبان وداعش.

بالإضافة إلى أنها تسببت بكارثة لحياة أطفال وأهل هذه الولاية نتيجة استخدام الأسلحة الكيماوية، التي أعاقت نمو النباتات وانتشار أمراض مختلفة بين الماشية، وفي ذلك الوقت، وفقاً لسكان منطقة ناري، عُثر في أودية هذه المنطقة على جثث نساء قُتلن على يد الجنود الأمريكيون بعد اغتصابهن.