"وحدة العناية الصحية بالمرأة" تقدم العلاج للنساء بعد الزلزال
بعد إنشاء "وحدة العناية بالمرأة" في مدينة سمسور بشمال كردستان، تمكنت النساء الحوامل والأطفال من تلقي العلاج بشكل منتظم.
مدينة مامد أوغلو
سمسور ـ مر شهر ونصف على الزلزال الذي ضرب عشرة مدن في تركيا وشمال كردستان، وتسبب بمقتل آلاف الأشخاص وهجرة الملايين، والأهالي الذين لم يهاجروا من مدنهم التي دمرها الزلزال تركوا بمفردهم يناضلون ويكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة، حيث أقام البعض من ضحايا الزلزال في خيام وأقام بعضهم الآخر في ملاجئ مؤقتة وخيام من القماش أو النايلون التي أنشأوها لحماية أنفسهم.
لم يتمكن الأهالي الذين يعيشون في مناطق الزلزال من الحصول على المياه النظيفة الصحية وتركتهم السلطات وجهاً لوجه مع الأوبئة التي بدأت في الانتشار بعد الكارثة.
سارع كل من اتحاد الأطباء التركي (TTB) واتحاد الموظفين العاملين بقطاعي الصحة والخدمات الاجتماعية (SES) والعاملين الصحيين المتطوعين لمساعدة المواطنين في المدن التي بدأت فيها الأوبئة بالانتشار بسبب الأزمة القائمة، حيث قام العاملون الصحيون المتطوعين بتقديم العلاج والخدمات الصحية الوقائية في المدن التي ضربها الزلزال، وقاموا بإنشاء "وحدات العناية بالمرأة"، والتي تتضمن أيضاً العلاج بالموجات فوق الصوتية "السونار".
ومن المتوقع أن يتم إنشاء عيادات الصحة كالتي تم إنشاؤها في مدينة سمسور وغيرها من المدن، في الوحدة التي يتواجد فيها أطباء أخصائيين بالتوليد، يتم فحص النساء الحوامل وتشخيص وضعهن الصحي، والنساء اللواتي لم تستطعن الوصول إلى الأدوية والتطعيمات منذ اليوم الأول لحدوث الزلزال، حتى تتمكن من معرفة آخر حالة لهن في الوحدة التي يتقدمون إليها لإجراء الفحص وتقمن بمواصلة العلاج بنظام المواعيد الذي يوضع لحالتهم الصحية بعد استخدام الأدوية اللازمة.
"النساء والأطفال لا يحصلون على حقهم في مجال الصحة"
وقالت إليف توران رئيسة غرفة الأطباء في آمد حول وحدة العناية الصحية التي أنشأتها TTB وSES، والتي كانت متواجدة في منطقة الزلزال منذ اليوم الأول لحدوثه، بأنهم قاموا بتنظيم أنفسهم فور وقوع الزلزال وبدأوا العمل في الساحة، وإن الحدث الطبيعي الذي حصل بسبب الإهمال تحول إلى كارثة في البلاد، وإن النساء والأطفال هم أكثر الفئات تضرراً وحرماناً للحقوق الأساسية.
وعن حقوق النساء والأطفال في تلقيهم الرعاية الصحية تقول "هذا الوضع يؤدي إلى خلق مشاكل خطيرة بالنسبة للنساء والأطفال، ولكن عندما نفكر ونمعن النظر في حياة الخيام والحياة الجماعية والكفاح والتضامن المستمرين، يمكننا القول أن هناك عملاً وجهداً غير مرئي، فالنساء بطبعهن تتمتعن بحالة من التضحية بالنفس، وقد تضحين أيضاً بصحتهن في هذه المرحلة، ولسوء الحظ فإن ذاكرتنا مليئة بهذه الكوارث الطبيعية ولدينا تجارب مثل هذه مررنا بها من قبل، وكاتحاد الأطباء التركي واتحاد الموظفين العاملين بقطاعي الصحة والخدمات الاجتماعية تمكنا من التنظيم بعد الزلزال مباشرة للحفاظ على الصحة".
"تقديم خدمة العلاج مع الموجات فوق الصوتية (السونار) للحوامل"
وأوضحت أنهم في بداية الأمر قاموا بإنشاء مستوصفاتهم وقدموا خدمات العيادات الشاملة فيها، ومن ثم أنشأوا وحدات صحية، وذكرت إنهم كانوا يعملون في نطاق خدمات الصحة الوقائية في هذه المرحلة، وبدأوا بإجراء الفحوصات بواسطة أجهزة الموجات فوق الصوتية خاصة للحوامل "لقد قمنا بإنشاء وحدة تابعة لصحة المرأة من أجل تقديم الرعاية للنساء اللواتي حرمن من حقهن في مجال الصحة، حيث يأتي المتطوعون إلى هنا كل يوم وهم يقومون بالاعتناء بالمرضى هنا بشكل طوعي، وعملنا هذا مازال مستمراً".
وأضافت "يتم هنا تقديم الأدوية أيضاً للمرضى، إننا نمنح الأولوية لخدمات الصحة الوقائية ومن جانب آخر نقوم بتقديم الخدمات الصحية العامة، ولكن مع الأسف لا يمكننا حماية الصحة العامة من الأمراض عندما نقوم بتقديم الخدمات العلاجية لوحدها، يأتي الأطباء الأخصائيين بالتوليد ويقومون بإجراء الفحوصات للنساء الحوامل، ومن خلال المعدات التي توفرها الفرق المتطوعة نقوم بالتشخيص وتقديم الأدوية، نحن نبذل قصارى جهدنا لكي تستطيع النساء الحوامل من قضاء فترة الحمل في ظروف أكثر صحية".
"سنتواجد هنا حتى تلتئم الجراح"
وأكدت على أنها بدأت في إنشاء وحدات صحة المرأة في عدة مدن، مشيرةً إلى إن آلاف العاملين في المجال الصحي ينتظرون القدوم إلى مناطق الزلزال والتطوع في العمل هناك وتقديم الخدمات الصحية، "إن فرق المتطوعين عالقين في الإجراءات البيروقراطية، سيكونون متواجدين في الساحة ويقدمون كل ما بوسعهم حتى تلتئم الجروح، كما قلت من قبل إننا نواجه الكوارث عندما لا يتم اتخاذ أي تدابير، فقد تعرضت المستشفيات ومراكز صحة الأسرة إلى أضرار كثيرة جراء هذه الكارثة، حالياً يوجد هنا مستشفى بسعة ٤٠٠ سرير، لكنه لا يقدم خدمة شاملة، كما أن هناك العديد من العاملين في المجال الصحي الذين أصابهم الضرر جراء حدوث الزلزال. يتوجب علينا أن نكون هنا طواعية لنمنحهم قسطاً من الراحة، وسنبقى متواجدين في الساحة هنا حتى نداوي جراحنا إلى حد ما، وبالإضافة إلى ذلك سوف يستمر عملنا وبلا توقف من أجل النساء اللواتي تحرمن من حقهن في تلقي الرعاية الصحية".