وفاء بوجواري: الطلاق ليس نهاية الحياة بل بداية جديدة

ليس من السهل أن تعيش المرأة التي تعمل في مجال الإعلام في ليبيا بسلام، وذلك لما يتطلبه هذا العمل من الخروج في أوقات متفرقة

ابتسام اغفير

بنغازي ـ ليس من السهل أن تعيش المرأة التي تعمل في مجال الإعلام في ليبيا بسلام، وذلك لما يتطلبه هذا العمل من الخروج في أوقات متفرقة، أو العمل لساعات متأخرة، فعلى الرغم من التقدم والتطور الهائلين اللذين حصلا في هذا المجال إلا أنه في ليبيا لازال العمل الإعلامي للمرأة غير مقبول، وزد عليه إن كانت مطلقة ولديها أطفال، فذلك يتطلب منها اثبات نفسها في المجال حتى تستطيع السير والتقدم دون الالتفات لكلام الناس.

وفاء بوجواري التي تعمل في مجال الإعلام منذ أكثر من عشرين عاماً، وانفصلت مؤخراً عن زوجها تاركاً إياها تعيل طفلين لم تجد حرجاً في الحديث معنا حول حياتها، وكيف استطاعت الاستمرار، والعمل بجدية في المجال الإعلامي على مستوى محلي وعربي.

قالت وفاء بوجواري التي بدأت العمل في المجال الإعلامي منذ عام 1997، "كنت طالبة بجامعة قاريونس آنذاك، وكان لدي شغف بالإعلام والصحافة والإذاعة، وأحببت أن أصقل هذا الشغف وأجسده بأن أجمع إلى جانبه الإطار الأكاديمي، كنت أذهب إلى محاضراتي في الجامعة ومن ثم أذهب إلى مبنى الإعلام لأنه المكان الحاضن لجميع الجوانب الإعلامية والثقافية، هذه الزيارات ولدت لدي شغف العمل أكثر في مجال الإعلام والإذاعة".

وأضافت أنها بعد التخرج من الجامعة حاولت أن تخوض المجال الإذاعي وهو تخصصها الأكاديمي "عملت مرتين فقط في هذا التخصص، المرة الأولى كمساعد مخرج مع المخرج الراحل سالم الفاخري في برنامج منوعات شعبية، أما التجربة الثانية فكانت في مجال إدارة الإنتاج".

وعن تجربتها في مجال العمل الصحفي قالت "العمل في المجال الصحفي يمثل راحة أكبر بالنسبة لي، لكن العمل الميداني كان متاح بشكل أكبر، لذلك اتجهت للعمل فيه، تحديداً في صحيفة أخبار بنغازي، كان المجال مفتوح لدي لكتابة التقارير، والتحقيقات والمتابعات، إضافةً لأن الخيارات بعد التخرج مفتوحة وأكثر انضباطاً، وبعد ثورة 17 فبراير، لاحظنا أن هناك نقلة في الجانب الإعلامي وظهور صحف متعددة، ولكن ومن وجهة نظري، لم تكن بنفس القيمة للصحف القديمة، فتعاونت في فترة مع صحيفة الحياة الليبية وبعدها توقفت عن العمل الصحفي لفترة".

وأضافت وفاء بوجواري "انفصلت عن زوجي، وكان لدي طفلان، لقد أثرت هذه المرحلة علي كثيراً لكني حاولت اجتيازها بتشجيع من حولي، لانطلق لخوض مجال جديد لم أكن اتوقعه وهو العمل في المجال المرئي والتقديم الإذاعي، في البداية كان لدي شيء من الخجل عندما اتحدث إلى الناس وأتحاور معهم خاصة على الهواء كان الأمر صعب بالنسبة لي، أما الآن وجدت أنها تجربة ممتعة، وهناك برامج لي تركت بصمة مميزة سواء في الجانب المسموع أو الجانب المرئي".

وأكدت أن "الطلاق لم يكن نهاية الحياة، بل بالعكس أنا اعتبره بداية جديدة".

وعن عملها في الوقت الحالي قالت "أقوم حالياً بإعداد برنامج مرئي لقناة المسار وأعتبر عملي في هذه القناة هو نقلة نوعية لأنها تبث على مستوى العالم، وهذه النقلة أعطتني حافزاً من أجل التطلع إلى طموحات أكبر في مجال عملي".

وأضافت أن التحول الذي حدث في حياتها بعد الطلاق كان ردة فعل إيجابية "أردت أن أثبت لنفسي أولاً وللجميع أنني لازلت مستمرة في عملي وحياتي، وأعتبر أن هذا حافز جديد من أجل اثبات وجودي بشكل أفضل ومواكبة العصر في حدود المجتمع الذي أحيا به".

في ختام حديثها وجهت رسالة شكر لوكالتنا لتسلطيها الضوء على مواضيع مهمة وحيوية تخجل بعض النساء الحديث عنها على اعتبار أنها أمور خاصة، قائلةً "أتمنى لجميع النساء المقهورات أن يجدن فرصة للانطلاق بشكل أفضل".