'واقع المرأة في المجال الصحي يحتاج إلى المزيد من الجهود للنهوض به'

نظمت خلال الفترة الأخيرة عدد من الإجراءات للتعامل مع ملف الصحة الإنجابية والعامة للنساء، وتم التعاون مع عدد من المؤسسات الدولية والمحلية للقيام بمجموعة من القوافل الطبية والتوعوية، إلا أن الوضع المحلي ما زال بحاجة إلى المزيد من الجهود.

أسماء فتحي

القاهرة ـ أولت عدد من مؤسسات المجتمع المدني اهتماماً كبيراً بملف الصحة الانجابية والعامة للنساء وعلى وجه التحديد توفير بيئة صحية آمنة، معتبرةً أن الرعاية الصحية للنساء ليست في تقديم الخدمة الطبية فقط، وإنما يتبع ذلك البيئة الآمنة لتلقي تلك الخدمة منعاً لتعرضهن للانتهاكات سواء النفسية أو المادية.

أوضحت المدربة في وزارة الشباب والرياضة ومؤسسة كير للتنمية واليونيسيف نور جلال، أن برامج التوعية تشمل الصحة الإنجابية والنفسية وغيرها من الأمور التي تهدف إلى زيادة وعي الفتيات والنساء حول الأمراض التي قد تصيبهم بداية من الطفولة إلى الشيخوخة مروراً بمرحلة الزواج وما تطلبه من رعاية طبية ومعرفة وقائية منعاً من التعرض للأزمات الطبية التي قد تتطور لأمراض أكبر من قدرة الأسرة.

ولفتت إلى أن واحد من أهم الجوانب التي تحظى بالعمل الدؤوب من مختلف المؤسسات تمثلت في الرعاية الطبية والكشف المبكر عن سرطان الثدي ووسائل منع الحمل والاستخدام الآمن لها، فضلاً عن شرح الأماكن التي يمكن للنساء أن تلجأن إليها حال تعرضهن للأمراض المختلفة خاصة تلك المتعارف عليها والمرتبطة بالصحة الإنجابية.

 

التوعية وحدها لا تكفي

وقالت "رغم الجهود التي تبذل في ملف التوعية بأخطار الأمراض التي قد تصيب النساء وتهدد أسرهن وكذلك سبل الوقاية، إلا أن التوعية وحدها لا تكفي والظروف الاقتصادية جعلت الكثيرات لا تستطعن التعافي من الأمراض وهو الأمر الذي يحتاج لدعم مالي أو على الأقل بتوفير عدد من الأدوية لبعض الأمراض التي ترتبط بالإنجاب وتنظيم الأسرة".

وأوضحت نور جلال أن هناك عدد من الأدوات والإمكانيات التي يجب أن تعمل عليها المؤسسات المهتمة بهذا الملف خلال الفترة المقبلة ومنها إتاحة بعض الإمكانيات الدوائية لأنها التقت بأسر خلال الحملات التي شاركت بها لا يستطيع أفرادها التداوي نظراً لارتفاع التكلفة من جهة وسوء الأوضاع المعيشية المتأثرة بالوباء العالمي وارتفاع معدل التضخم على الجانب الآخر، مشيرةً إلى أن هناك عدد من الأرياف والنجوع مازالت بحاجة لتوجيه الجهود نحوها.

 

احتياجات النساء

وأوضحت نور جلال أن النساء ينقصهن الكثير حتى الآن في الملف الصحي فهن بحاجة لمعرفة أوسع عن أجسادهن والأمراض التي قد تصيبهن في مراحلهن العمرية المختلفة من خلال الحملات التوعوية التي يجب أن تستهدف اطلاعهم على الأماكن الآمنة والمتاحة لتلقي شكواهم الصحية بعد التوجه إليها مع الإعلان عن الخطوط الساخنة الفعالة في حالات الطوارئ.

وأكدت على أن الدعم النفسي واحد من أهم احتياجات النساء سواء في نطاق محيطها الأسري الضيق أو في المجتمع ككل، لافتةً إلى أن تقديم الدعم أحد أهم الأدوات التي تساعد النساء على تخطى أزماتهن خاصة إن كانت مرتبطة بالعنف البدني أو النفسي.

وأشارت إلى أن واحد من أكبر العوائق التي واجههم كمدربين تابعين لجهات رسمية تمثل في خجل النساء من الإفصاح عن حجم معاناتهن لذلك فهن بحاجة لأدوات طمأنة وجلسات مكثفة ترتبط بشكل مباشر بصحتهن الإنجابية، فضلاً عن التوعية بأمراض الرحم المختلفة مع تذليل العقبات التي قد تواجههن عند تلقي الخدمة الطبية.

 

 

الدعم المقدم لصحة المرأة نقطة في بحر والمأمول أكبر

قالت الكاتبة الصحفية شيماء الشواربي، أن ما تقدمه المؤسسات الحكومية والأهلية والنسوية على وجه التحديد في ملف صحة المرأة "نقطة في بحر"، مضيفةً أن النساء مازالوا في حاجة للكثير من الجهود والخدمات والحملات التوعوية بما يتناسب واحتياجاتهن.

وأوضحت أن الكثير من النساء تدخلن دوامة الحمل والرضاعة وتفقدن قدرتهن على التركيز والوعي بخطورة ما قد تتعرضن له من أمراض سواء على مستوى صحة الجسم نفسه أو الصحة الإنجابية.

وأشارت إلى أن الفئة الأكبر من النساء تحملن مسؤولية بيوتهن كاملة لذلك يقع عليهن أعباء ثقيلة تحتاج لدعم على صعيد صحتهن النفسية التي يغفل عنها أغلب المهتمين بهذا الملف رغم أهميته لها ولمحيطها المجتمعي، مؤكدةً على أن الصحة النفسية للمرأة تساهم بشكل أساسي في تعزيز قوة الأسرة وإخراج جيل سوي من الأطفال يمكنه العمل والبناء من أجل هذا المجتمع لذلك فهو ملف يستحق أن يوضع في الاعتبار من خلال توفير الدعم الكافي خاصة للمعنفات منزلياً والمعيلات للأسر.