تزرعن التبغ حول الخيام لتأمين قوت عوائلهن

نظراً للظروف القاسية والأوضاع الصعبة التي تعيشها العوائل التي فقدت منازلها جراء كارثة الزلزال، تلجأ النساء في مدينة سمسور لزراعة نبتة التبغ حول خيامهن لتأمين دخلهن.

مدينة ماميد وغلو

سمسور معاناة أهالي مدينة سمسور من قلة الدخل بعد الزلزال الذي ضرب المدينة، وجه النساء إلى زراعة نبتة التبغ لتكون أحد مصادر دخلهن.

بدأت النساء في مدينة سمسور شمال كردستان بزراعة نبتة التبغ بهدف تأمين دخلهن وقوت عوائلهن، فهن تعانين من عدم تلبية احتياجاتهن الأساسية وعدم تقديم المساعدات الكافية لهن من قبل الدولة.

 

ينتعش الإنتاج على أيدي النساء

فاطمة أكمن التي دمر الزلزال منزلها في مركز حي "الجمهورية" واضطرت للعيش في المخيم الذي أنشأ في الحي وأطلق عليه اسم ذوالفقار يلماز، هي واحدة من النساء اللواتي تزرعن التبغ، حيث قامت بزراعته في الأرض الخالية المجاورة لخيمتها، وتأمن لمحصولها كافة مستلزمات الرعاية من سقاية ورشه بالمبيدات وإزالة الأعشاب الضارة.

أوضحت في حديثها بأنه ليس لديها عمل آخر لتأمين دخل لعائلتها، وأن أهالي سمسور سوف يعاودون الوقوف على أقدامهم من جديد من خلال إنتاج التبغ الذي يقومون بزراعته ومن ثم بيعه بعد ذلك، قائلة "لا خيار أمامنا سوى البدء بالعمل للحصول على حياة أفضل".

 

تكسب رزقها من التبغ الذي تزرعه

ذكرت فاطمة أكمن بإن زراعة التبغ وبيعه أصبح يشكل مصدر دخل لغابية أهالي سمسور وأنهم لا يملكون عمل آخر سواه، "بعد وقوع الزلزال تدمر كل شيء وأصبحنا عاجزين عن تأمين مأوى، على عكس أولئك الذين يملكون وسائل نقل والتي حولوها إلى مأوى، ولكن نحن بقينا في العراء لأيام عديدة حيث البرد القارص والجوع، واضطررنا للسكن في الخيم وليس لدينا خيار آخر غير ذلك، ولا نملك أي عمل نقوم به بهدف تأمين دخلنا، نحن نفكر في ما سنفعله الآن وماذا سيحدث بعدها"، وأضافت "كل ذلك قادني إلى التفكير بزراعة التبغ فقمت أولاً بحراثة الأرض الفارغة حول الخيمة ووضعت فيها البذور بعد أن أصبحت جاهزة، وأقوم بسقاية الحقل بشكل منتظم كما قمت برشه بالمبيدات الزراعية حتى أقضي على الحشائش والحشرات التي تضر بالمحصول، وعندما يصبح جاهزاً أقوم بقطف وتجفيف أوراقه على أشعة الشمس"، وتابعت "قبل كارثة الزلزال كنا نستأجر مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية في فصل الخريف بهدف زراعة بالتبغ، لكن بعد هذه الكارثة تدمر كل شيء واختلفت الأمور كثيراً".

 

تستمر الحياة

أكدت بأن الحياة ستستمر بالرغم من كل شيء، لذلك النساء في سمسور تعملن دون كلل أو ملل وهن يبذلن المجهود الأكبر بعد وقوع كارثة الزلزال بغية النهوض بواقعهن من خلال الكثير من الأعمال التي يقمن بها، ونوهت أن التبغ الذي يقمن بزراعته وبيعه سوف يقوي دخلهن، وقالت "لا يختلف صباحنا عن مساءنا كثيراً في الخيمة، أننا هنا عاجزين بكل معنى الكلمة، ولا يمكننا أن نعيش دون عمل، ولا يوجد شيء يمكننا القيام به، لذا علينا كسب رزقنا بأنفسنا"، وتابعت "أستيقظ في الصباح وأعمل حتى المساء في الحقل، معظم النساء هنا يعملن وهن يبذلن مجهوداً كبيراً، لا يمكن للرجال أن يفعلوا شيء لولا وجود النساء، فأنا أعمل من أجل تأمين قوتي وقوت أطفالي من خلال زراعة التبغ وبيعه وبثمنه الذي سأحصل عليه يمكنني شراء المواد الغذائية والملابس والدواء وغيرها من الحاجيات، فلولا هذا العمل لن يكن لدينا دخل يساعدنا على تأمين متطلباتنا نظراً لعدم وجود أي مورد مالي آخر لدينا، والحياة سوف تستمر على الرغم من كل شيء".