تونس... صاحبات حرف ومختصات في تحويل المنتوجات يتحدين الصعوبات

في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الريفية، نظم الاتحاد الوطني للمرأة التونسية تظاهرة إبداعية ثقافية بالمركز الفلاحي بشبدة محافظة بن عروس.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ مركز التكوين الفلاحي بشبدة يقوم بالعديد من الخدمات التي تفيد النساء والفتيات في الوسط الريفي خاصة في مجال التكوين والتحويل والتعريف بالمنتوج.

ولكن تعرض المركز إلى العديد من الأضرار بعد الثورة وتوقف عن النشاط ولكن خلال الأعوام الأخيرة انطلق مشروع "سالمة" بشراكة بين الاتحاد الوطني للمرأة التونسية والجمعية الإيطالية ARCS وTAMAT والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بمحافظة بن عروس CRDA وبتمويل من الوكالة الايطالية للتعاون والتنمية AICS وبهذا المشروع عادت الحياة إلى المركز.

وشهد يوم أمس 16 تشرين الأول/أكتوبر، عرضاً لمنتوجات ايكولوجية من إنتاج مركز التكوين الفلاحي بشبدة (طماطم مجففة بزيت الزيتون، زيتون الطاولة، فلفل مجفف، هريسة بالثوم وزيت الزيتون، بيض، أجبان، خبز قمح، تحت اسم " "les délices de Chebeddaوالمعرض مفتوح لعرض وبيع منتوجات المركز من المنتج إلى المستهلك).

 

شهادات حية

وقالت نبيلة النابتي الحرفية والمختصة في إعداد "العولة" و"الملسوقة" إنها تبيع الملسوقة لأحد المحلات يومياً بينما بقية المنتجات من كسكسي ومحمصة وبسية وتوابل فأن ترويجها مرتبط ببعض المعارض أو الجيران والاحباب، وأن التكوين الذي تلتقيه بالمركز ساعدها كثيراً على حسن التصرف في المادة الغذائية وكذلك القراءة والكتابة.

وأوضحت أنها تتمنى فتح إفاق أكثر للترويج لان هذه المنتوجات هي مصدر رزقها الوحيد خاصة وإنها مطلقة ولديها ابنة ستكون قريباَ طبيبة بيطرية وتحتاج إلى مصاريف كثيرة.

ولأنه وراء كل امرأة قصة كفاح فإن نبيلة امرأة مكافحة بامتياز لأنها اختارت الطلاق حتى تنقذ ابنتها من السيناريو المرعب الذي حدث مع ابنيتها الكبيرتين الا وهو الانقطاع عن الدراسة بسبب رفض الأب.

وأشارت إلى أن زوجها حرم بناته من مواصلة التعليم رغم نجاحهن لذلك قررت إن تنقذ فتياتها من هذه العقلية الرجعية بالطلاق والعمل في شتى المهن لتتم دراستها الجامعية.

 

 

فيما لم تجد صليحة حسيني أي أشكال مع زوجها بل على العكس يعملان سويا في مجال تقطير الزيوت واعداد الخل وكذلك الرب ويروجان المنتوج بمحل صغير.

وقالت إن التحديات التي تواجهها تتمثل في الترويج لأن التكاليف باهظة والرب تصنعه بطريقة الاجداد وهي من القلائل في تونس وتمنت أن يتم أخذ هذه المشكلة بعين الاعتبار من قبل الهياكل المعنية.

ومن جانبها قالت سعيدة بوزين زكري حرفية في صنع الحلي "أنا حرفية ومكونة في نفس الوقت ولازالت اتعلم أشياء جديدة بعد أن كبر أبنائي ولا أشكال في الترويج مادام المنتوج جيداً".

وأضافت "لقد قمنا ببعث فضاء لترويج المنتوجات النسائية بالجهة أطلقنا عليه اسم فضاء حلمة" كما نشارك في المعارض وفي الورشات وننتظر التسويق الالكتروني الذي ستقوم به منصة اتحاد المرأة وأدعو جميع النساء خاصة الريفيات إلى تلقي التكوين والانطلاق في العمل ولو بإمكانيات بسيطة".

 

 

أما أمل الخذيري فتقول "اختصاصي هو الخزف الفني بمركز سيدي قاسم واعتمد على الطين التونسي وهو طين طبرقة أو طين الصفراء بنابل ونحوله إلى مجسمات للزينة والديكور وكذلك الأواني كما استعمل الطين المستورد خاصة من إسبانيا".

وأضافت "لدي ورشة صغيرة وأروج لمنتجاتي بالداخل والخارج خاصة السوق الايطالية" ودعت الشباب مثلها إلى عدم الاكتراث بالصعوبات لأنها لا تخلو في إي مجال والتحلي بالصبر للنجاح.

 

 

تمكين المرأة

وقالت ممثلة الجمعية الايطالية روزيلا اركس إن المركز أعاد لها الحياة العملية بفضل مشروع "سالمة" فلقد أصبح وجهة الكثير من النساء لتلقي التكوين وكذلك أصبح قادراً على انتاج عديد الزراعات الأيكولوجية التي تحترم البيئة.

وأضافت أن المشروع يهدف إلى التمكين الاقتصادي للنساء من خلال مساعدتهن على بعث مشاريع صغرى.

 

 

ومن جهة أخرى تحدثت مهندسة في الصناعات الغذائية ومديرة الانتاج في مشروع سالمة مريم فيتوري عن مزايا المشروع مؤكدةً إن المركز أصبح مركزاً نموذجياً بامتياز ويوفر منتوجات نباتية وحيوانية عالية الجودة وبيولوجية ومنتوجاته يتم عرضها بعديد المعارض الفلاحية.

 

 

وأوضحت منال اللواتي وهي دكتورة وباحثة في المجال الفلاحي اختصاص الفلاحة الأيكولوجية والبيئة ومنسقة في مشروع سالمة أنها تقوم بمهمة التنسيق بين المركز والمدارس في إطار تنمية الحس البيئي لدى الناشئة والعمل على تثمين النفايات العضوية وغير العضوية وكذلك كل ما هو تصرف في الموارد البيئية والتغيرات المناخية وتأثيرها وأسبابها وخاصة تطبيق الفلاحة الايكولوجية وغرسها في أذهان الأطفال باعتبارهم أجيال المستقبل.