تواجه نساء البدو الرحل وقتاً عصيباً بسبب الجفاف وارتفاع الأسعار

تعاني نساء البدو الرحل اللواتي تذهبن إلى هضبة كاراجداغ من أوقات عصيبة بسبب الجفاف وتأخر هطول الأمطار. وعبرن عن استيائهن من الغلاء المعيشي قائلات أن هذا "الوضع سيؤدي بنا إلى الهلاك وسنضطر لإنهاء عيش حياتنا كبدو رحل".

مدينة مامد أوغلو

آمد ـ مع حلول فصل الصيف لم تستطع نساء البدو الرحل اللواتي رغبن في الصعود إلى هضبة كاراجداغ ورعي ماشيتهن. أوضحت هؤلاء النساء أنهن لا تتمكن من إطعام ماشيتهن بشكل جيد بسبب الجفاف، لذا ستحولن اتجاهههن إلى هضبة بينجول في الأيام المقبلة. كما أن الأزمة الاقتصادية أثرت عليهن بشكل سيء، لافتات إلى أنهن لا تستطعن الحصول على أي مقابل أمام الأعمال الشاقة وعملهن.

 

"أمطرت بوقت متأخر"

قالت سيفيم كيزيل تيبي إحدى نساء البدو في كاراجداغ، أن الجفاف كان أكثر حدة مقارنة بالسنوات الأخرى بسبب التأخر في هطول الأمطار، وقالت أنهم رأوا أن نسبة الجفاف كانت أكبر على الهضبة التي صعدوا إلهيا.

وفي إشارة إلى أن المروج لم تنمو بشكل جيد بسبب قلة الأمطار، قالت سيفيم كيزيل تيبي أنهم سيغادرون كاراجداغ ويذهبون إلى الهضاب الأخرى ليتمكنوا من تأمين المرعى لماشيتهم بشكل أفضل.

 

"الغلاء المعيشي يمنعنا من الذهاب إلى الهضاب"

ولفتت إلى أن علف الحيوانات باهظ الثمن "نقول أذهب إلى الهضبة لتتمكن ماشيتنا من الرعي، ولكن حتى على هضبة كاراكجداغ لا توجد محاصيل. يبلغ سعر التبن 2000 ليرة أما الشعير فيبلغ 7 آلاف، لقد أصبح من الصعب جداً رعاية الماشية. الآن سيتعين علينا المغادرة من هنا والذهاب إلى بينجول إلى المرتفعات هناك ولكن حتى تكلفة ذلك تخيفنا".

 

"لا أستطيع شراء التبن لماشيتي"

قالت سيفيم كيزيل تيبي، إنهم لا يستطيعون شراء أي شيء بثمن الحليب الذي يبيعونه بسبب ارتفاع أسعار جميع المواد في السوق، وإذا استمرت الأزمة على هذا النحو، فسيتعين عليهم بيع حيواناتهم وترك كوتشيرليك. وأوضحت أن جميع أتعابهم تذهب سدى بسبب خفض قيمة جميع منتجاتهم الحيوانية ومشكلة التضخم وزيادة الأسعار واستمرت "الطحين والسكر أصبحوا أكثر تكلفة، كما أن أسعار الشعير والقش في زيادة مستمرة. نشتري كيس علف ونعطيه للماشية، لا يكفيهم يومين. كيلو اللبن نبيعه بـ 6 آلاف ونصف ويرفض الزبون شرائه ويساوم بالسعر، بألفين ليرة ماذا سأشتري التبن أم العلف؟ ليس لدي عامل ولا راتب، لا أملك سوى هذه الماشية. نحن متعبون للغاية نعمل لكن تعبنا يذهب سدى ولا نستفيد شيئاً، بسبب غلاء الأسعار عملنا قلت قيمته كثيراً، وأخيراً ليس أمامنا إلا أن نركب الحافلة الصغيرة ونذهب إلى الأناضول لجمع البندق والفول السوداني إنهم يبذلون قصارى جهدهم لكسرنا".

 

"إذا استمر الوضع على هذا النحو ستنتهي الحياة البدوية"

وقالت في ختام حديثها حول الصعوبات التي يواجهونها "إذا استمر الأمر على هذا النحو، ستنتهي حياة البدو التي نحبها، فإننا نعتني بحيواناتنا صباحاً ومساءً ونبقى على الهضبة. إذا استمرت هذه الزيادة في الأسعار والغلاء المعيشي، فلا يمكنني الاستمرار تحت هذا الضغط بالرغم من أنني أحب عملي والمكان الذي أعيش فيه ولكن لا يمكننا تأمين ابسط احتياجاتنا اليومية، والحل الذي يقدمونه لنا هو ترك العمل والبقاء في المنزل عوضاً عن إيجاد حلول وخلق بديل".

 

https://www.youtube.com/watch?v=xnzdk_Ic8iI