تطوير المرأة وزيادة وعيها أسمى أهداف وقف المرأة الحرة في سوريا

بدأ منذ نحو سبع سنوات بخمس نساء ليتوسع ويضم 150 امرأة من مختلف مناطق سوريا حتى عام 2020، وقام بالعديد من المشّاريع الهادفة والسّاعية لتطوير المرأة في مجالات عدة بشمال وشرق سوريا، وقف المرأة الحرة كان وما يزال يسعى لزيادة وعي المرأة

سيلين محمد 
قامشلو ـ .
على خلفية الأحداث في سوريا، وفي شمال وشرق سوريا على وجه الخصوص، ومع تأسيس الإدارة الذّاتية، ظهرت العديد من المؤسسات النّسوية الفاعلة والدّاعمة لحركة تحرر المرأة، والهادفة لتّطويرها فكرياً وذهنياً ومن هذه المؤسسات وقف المرأة الحرة الذي تأسس في أيلول/سبتمبر 2014، تحت شعار "المرأة الحرة أساس المجتمع الحر".
ولنسلط الضّوء على تأسيسه وأهدافه تحدثت لنا الإدارية في وقف المرأة في سوريا روكن خشو، قائلةً "أردنا تفعيل وتطوير عمل المرأة من كافة النواحي من خلال تأسيس تنظيم نسوي خاص بهن، وعبر النّدوات والمُحاضرات".
ولم يقتصر عملهنّ في تسليط الضوء على المُشكلات النَّسويَّة، بل شَمَل الأطفال وشؤونهم "المرأة كانت اللبنة الأساسية لثورة روج آفا وبناء مشروع الإدارة الذَّاتيَّة، حصدت خلالها مكتسبات عدة، وارتأت أن تؤسس لنفسها مركز خاص، وهذا هو الدَّافع لتأسيس مركزنا".  
وتغير اسم المركز في عام 2020، من (وقف المرأة الحرة في روج آفا) إلى (وقف المرأة الحرة في سوريا)، لتمتد أعماله لنطاق أوسع، وتقول روكن خشو "مركز عملنا الأساسي في مدينة قامشلو، ويتبعه عدة مراكز أخرى في كل من (ديريك، كوباني، الدّرباسية، الحسكة، الطَّبقة، والرقة)، ويعمل المركز على الوصول لحلب ودمشق، لنكون الحاضنة الأساسية للمرأة ومرآتها التي تعكس تطورها ودعمها بكل السبل".  
وعن أقسام المركز وعدد العضوات في الوقت الحالي تقول "لدينا ثلاث لجان وهي (لجنة التَّدريب، ولجنة الصّحة، والمشاريع) وهذه اللجان الأكثر فعالية، ويضم مركزنا 150 عضوة لكل منهنَّ عملها الخاص ضمن اللجان"، وكان المركز يضم في بداية تأسيسه خمس عضوات.
وقدم المركز المساعدات للمحتاجين والمغتربين، كما أولى اهتماماً خاصاً بالمجال الصًّحي "عملنا على التّوعية والتَّثقيف للتخلص من الذهنية الذكورية السلطوية التي قيدت النساء لأعوام طويلة ضمن أطر محدودة لتكون بعيدة عن المجتمع والحياة، عبر المحاضرات الصّحيَّة، ودورات التَّمريض والإسعافات الأولية وهي لمدة شهر أو ست أشهر، وفتح مراكز صحية كـ (مستوصف آري في كل من قامشلو والحسكة)، إضافة للعيادات المُتنقلة كما في مدينة ديريك، ومركز طب الأعشاب باسم آري في ناحية الدّرباسية".
ويهدف المركز من خلال مشاريعه المختلفة إلى خلق مجتمع ديمقراطي يساوي بين الجنسيين، ويعمل على تمكين المرأة اقتصادياً وصحياً وثقافياً وحقوقياً, سعياً لتقدمها.
وعمل المركز على نشر التّعليم، إذ افتتحت أربع مراكز تعليمية لإعطاء المُحاضرات والدَّورات التّوعويّة، وتدريبات التًّربيَّة الاجتماعيَّة الجَّنسيَّة، والعنف ضد المرأة، وتاريخ ومنظور المرأة، واللغة الأم ونضال المرأة، كل ذلك بغية زيادة وعي المرأة، كما قالت روكن خشو.
وتضيف "لتكون المرأة العاملة ضمن المؤسسات مطمئنة على أطفالها لدى ذهابها إلى العمل، افتتحنا روضات وحضانات للاعتناء وتعليم أطفالهنَّ، وتعليمهم الأخلاق والتربية السليمة والنظافة والاعتناء بصحتهم، وترفيههم وتغذيتهم روحياً من خلال فتح دورات الموسيقا وليكون منفذاً لإخراج طاقاتهم ومواهبهم الدفينة".
ولتحقيق استقلال اقتصادي خاص بالمرأة، تشير إلى أن وقف المرأة افتتح العديد من المشاريع بدءاً من تعليمها مهنة الخياطة، ووصولاُ للحلاقة النَّسائية "افتتحنا عشر محلات خياطة، ولبيعها افتتحنا محل لبيع الألبسة، إضافة لست صالونات حلاقة نسائية والجمعيات التعاونية".
وتضيف "مجتمعاتنا تتميز بالألفة على رغم اختلاف الأعراق، والمكونات والأديان، فهناك العرب، الكرد، والسّريان، والأرمن، والآشوريين والتّركمان وغيرهم، ولهذا يعمل وقف المرأة الحرة على التّنسيق مع هذا النّسيج الاجتماعي المتنوع، ليمكنّ الرّوح التشّاركية التَّفاعلية لدى النّساء، ويقدنّ عجلة التّطور".
ويشمل عملهم الجانبين العملي والنّظري، إلا أنه في الفترة الأخيرة تم التّركيز على الجّانب النّظري "كثفنا المحاضرات، نظراً للظروف الحالية التي نمر بها كالقتل، والعنف، والاغتصاب، والخطف، وغيرها، فكل ذلك سبب زعزعة في الأمن والاستقرار، لذا نحتاج أكبر عدد من النساء لتوعيتهنًّ ولبناء مجتمع حر أخلاقي تشاركي".
وأكدت على أنهم يعملون على تشكيل بيت المرأة، "حققنا الكثير من النجاحات خلال مسيرة عملنا، ووصلنا للعديد من النّساء".
ولوقف المرأة الحرة في سوريا العديد من العلاقات مع المنظمات النسوية في المنطقة والمنظمات خارج المنطقة، حيث تتعاون مع ما يقارب الـ 40 منظمة مدنية ودولية من منظمات المجتمع المدني.
تقول روكن خشو "عملنا منذ البداية على الوصول إلى كافة التَّنظيمات النَّسويَّة في العالم، لنطور من عملنا وللحصول على المساعدة لتقوية العلاقات وبناء مشاريع مختلفة تخدم النساء والأطفال".
وأوضحت أنهنَّ يردنّ تقديم العون لأكبر فئة، وبذلك يحققنًّ جميع المسؤوليات والمهمات الملقاة على عاتقهنَّ، كمؤسسة نسوية فاعلة.
والجدير ذكره أن وقف المرأة الحرة في سوريا عقد مؤتمره الأول في الـ 18 حزيران/يونيو الفائت، تحت شعار "هناك عالم حر وحياة حرة يجب تحقيقها"، لتقييم مشاريعها ونشاطاتها على مدار السبع سنوات من تأسيسها.