مجلس المرأة السوري يستعد لتأسيس لجنة توثق انتهاكات تركيا بحق النساء في عفرين
يسعى مجلس المرأة السورية عبر تأسيس لجنة قانونية وتوثيقية، لتسليط الضوء على انتهاكات وجرائم تركيا بحق النساء والفتيات في مدينة عفرين المحتلة، عبر توثيقها وإدانتها للرأي العام لوقف الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها.
يسرى الأحمد
الرقة ـ يستعد مجلس المرأة السورية في مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا ضمن خططه للعمل على تأسيس لجنة قانونية خاصة لتوثيق كافة الانتهاكات والجرائم التي تتعرض لها النساء والفتيات في مدينة عفرين المحتلة وفضح وكشف سياسات تركيا القمعية وإيصالها للرأي العام لتكون دليل صارخ لوضع حد لها.
تتعرض مقاطعة عفرين منذ أكثر من ستة أعوم، على يد الاحتلال التركي والمرتزقة التابعة له، إلى ممارسات قمعية والعديد من أعمال التخريب والسرقة، وتهجير السكان الأصليين، وهدم منازلهم والاستيلاء عليها وتدمير الطبيعة وارتكاب أبشع الجرائم والانتهاكات بحق النساء من قتل واغتصاب وخطف، بالإضافة إلى تعرض النساء الكرديات المعتقلات في مراكز الاحتجاز والسجون لأحكام غير مشروعة قانونياً كلها تندرج ضمن جرائم الحرب وجرائم لاإنسانية وسط صمت مخزي.
وبهدف كشف الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال التركي وتوثيقها بالصوت والصورة المرئية والمسموعة، وإيصالها إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للقيام بواجبها ودورها تجاهها، وإيقاف تركيا عند حدها، أعلن مجلس المرأة السوري في إحدى توصيات مؤتمره الثاني الذي انعقد في الـ 20 من أيار/مايو الجاري، عن تأسيس لجنة قانونية توثق انتهاكات النساء في عفرين المحتلة.
واستنكرت الإدارية في لجنة العلاقات في مجلس المرأة السورية سعاد مارديني ما يقوم به الاحتلال التركي من جرائم وانتهاكات "تتعرض مدينة عفرين منذ احتلالها، لأبشع الانتهاكات الوحشية واللاإنسانية بحق أهلها من شباب وأطفال ومسنين وعلى وجه الخصوص النساء، فحتى الحجر والشجر لم يسلم من انتهاكاته التعسفية، فقد نهب الممتلكات الشخصية ودمر الأراضي وقطع الأشجار الخضراء وعم الفساد والتخريب والترهيب في المنطقة، بهدف زرع الخوف والهلع في قلوب الأهالي".
وأكدت أن جميع هذه الانتهاكات التي تخترق المواثيق والقوانين الدولية تحدث أمام مرأى ومسمع العالم وسط صمت دولي مخزي، فهذه الانتهاكات هدفها النيل من الإرادة القوية للشعوب والنساء لقمعهم وأقصاء هويتهم ووجودهم ولتهجيرهم قسراً، وتغيير ديمغرافية المنطقة.
وحول الانتهاكات التي تتعرض له النساء أكدت أن "النساء والفتيات في مدينة عفرين تتعرضن بشكل شبه يومي، لأبشع الانتهاكات من قتل وخطف واغتصاب وتعذيب واعتقالات تعسفية وزج في السجون بتهم وذرائع واهية، وكان أخرها إصدار حكم الإعدام بحق امرأتين وحكم السجن المؤبد بحق امرأة، كما سجلت العديد من حالات الانتحار للنساء دون معرفة الأسباب، وذلك كله يعود للضغوطات النفسية الناتجة عن العنف الجنسي والجسدي الذي تتعرضن له من قبل مرتزقة الاحتلال".
وعن الهدف من افتتاح لجنة خاصة توثق انتهاكات تركيا بحق نساء عفرين قالت "تشهد مدينة عفرين المحتلة في الآونة الأخيرة ارتفاع كبير في أعداد احصائيات الانتهاكات المرتكبة بحق النساء والفتيات القصر، فانتهاكاته تتضاعف وتتزايد يوماً بعد يوم، دون أي رادع قانوني، لذا يستمر بتماديه بممارسة انتهاكاته وجرائمه اللاإنسانية واللاأخلاقية بحق النساء، ضارب بذلك كافة القوانين والمواثيق الدولية بعرض الحائط، فكان لابد من وضع حد لانتهاكات تركيا وإيقافها، فتأسيس لجنة في الوقت الحالي مهم لمتابعة تلك الجرائم والانتهاكات التي تحصل بحق النساء وتوثيقها عبر ملفات ودلائل تدين أفعاله وجرائمه وإيصالها إلى المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي".
وحول تحضيراتهم لتأسيس اللجنة أوضحت "كان تأسيس لجنة لتوثيق الانتهاكات بحق النساء في عفرين المحتلة أحد توصيات المؤتمر الثاني لمجلس المرأة السورية، اذ كان لفكرة تأسيسها صدى كبير واستجابة وقبول للتنسيق والتواصل مع الجهات المعينة للتعاون مع المجلس المرأة، كونها اللجنة الأولى التي ستتأسس في المنطقة، فهي ليست بالأمر السهل اذ يتطلب وقت طويل وبذل عمل وجهود حثيثة لتفعيلها".
وأكدت أن أحد أهداف مجلس المرأة السورية هي توحيد صفوف النساء السوريات وحمايتهن من تداعيات الحروب "نسعى للوصول إلى كافة النساء السوريات لتحريرهن وتوحيد صفوفهن وصوتهن لتكن قادرات على المشاركة في حل الأزمة السورية وتحرير مناطقهن المحتلة وإنهاء الحروب وإرساء السلام".
ووجهت رسالة إلى نساء أكدت فيها "عليكن أن تكن صامدات ومقاومات وإلا تستسلمن أمام تلك الانتهاكات التي تسعى للنيل من إرادتكن وصمودكن، وسنبقى معكن يد بيد، لإيصال صوت نساء عفرين ومعاناتهن وتحريرهن من قبضة المحتل وإعادة غصن الزيتون".