تعطل نظام التبريد والتكيف يفاقم معاناة النساء في مستشفى سردشت

تواجه المريضات في مستشفى سردشت بشرق كردستان مشاكل خطيرة بسبب تعطل نظام التكييف في جناح النساء وهو ما يدفعهن لقطع مسافات طويلة لتلقي العلاج.

ناهيد صالحي

سردشت ـ يلعب مستشفى سردشت باعتباره المركز الطبي الوحيد في مدينة سردشت بشرق كردستان والمناطق المجاورة لها، دوراً مهماً في تقديم الخدمات الصحية والطبية للمواطنين، إلا أنه يواجه العديد من التحديات والمشاكل، من بينها تعطل نظام التكييف في جناح النساء.

يعاني قسم النساء في مستشفى سردشت من مشاكل منذ أشهر نتيجة تعطل نظام التكييف والمبردات، وهو ما تسبب في مشاكل للمرضى الذين يتم إدخالهم هذا القسم.

وفي حين أن الأقسام الأخرى من المستشفى، بما في ذلك القسم المخصص للرجال والممرضات وقسم الطوارئ، لديها نظام تهوية أكثر ملاءمة، فقد ترك قسم النساء دون اهتمام، وقد تسبب هذا الوضع في استياء واسع النطاق بين المواطنين وخاصة مرضى القسم النسائي، ويشكو المواطنون من سوء إدارة قسم النساء وإهمال الاحتياجات الأساسية للمريضات في هذا القسم.

ويعد مستشفى سردشت المكان الوحيد المتاح لسكان المنطقة نظراً لبعد سردشت عن المدن الكبرى وسوء الطرق التي تجعل من الصعب الوصول إلى مدن مهاباد وبيرانشهر وبانه، وبسبب نقص المعدات والمرافق المناسبة في هذا المستشفى، يضطر الناس أحياناً إلى السفر لمدن بعيدة مثل أورمية وتبريز وحتى طهران لتلقي العلاج، مما يسبب لهم الكثير من المشاكل.

ولوقوع المستشفى خارج المدينة يضطر الأهالي لاستئجار السيارات وتحمل تكاليف إضافية للتنقل، وهو ما أثار استيائهم في الوقت الذي لا يستطيع فيه المستشفى توفير الخدمات الأساسية مثل التهوية المناسبة في جميع أقسامه.

وعلاوة على ذلك فإن معدات التصوير والمختبرات في مستشفى سردشت قديمة ولا تستطيع تقديم تشخيص دقيق، وقد تسبب هذا الوضع في عدم ثقة المرضى فحسب، بل الأطباء أيضاً، بما يكفي في نتائج الاختبارات والصور في هذا المستشفى، مما يضطرهم إلى الرجوع للمعامل والمراكز غير الحكومية التي تتكبد المزيد من التكاليف. وقد أثر هذا النقص في المعدات والمرافق المناسبة بشكل مباشر على جودة الخدمات التي يقدمها المستشفى وقلل من ثقة المواطنين في هذا المركز الطبي.

 

التمييز الممنهج ضد المدن الكردية

ويعتقد المرضى والمواطنون في سردشت أن هذه المشاكل هي نتيجة التمييز المنهجي الذي تمارسه السلطات الإيرانية ضد المدن الكردية. وتحتاج سردشت، وهي المدينة الكيميائية الأولى في العالم وإحدى ضحايا الهجمات الكيميائية، إلى اهتمام خاص. وفي هذه المدينة، تم الاعتراف رسمياً بمئات الأشخاص كضحايا للهجمات الكيميائية، ووفقاً للخبراء، فقد تأثر آلاف آخرون بهذه الأسلحة. لكن بسبب نقص الوثائق، لا يتم قبول ملفات العديد من هؤلاء الأشخاص كضحايا رسميين للمواد الكيميائية، ولا تولي السلطات الاهتمام الكافي بهؤلاء الأشخاص.

ورغم هذا الواقع المرير، فإن الخدمات الطبية المقدمة لهؤلاء الأشخاص محدودة للغاية وغير كافية. إن الحاجة إلى معدات ومرافق أفضل في مستشفى سردشت، بالإضافة إلى المزيد من الاهتمام بمرضى المواد الكيميائية الذين ما زالوا يعانون من آثار هذه الهجمات، هي من بين القضايا التي ينبغي النظر فيها بجدية.

تقول شيدا. ت وهي من أهالي مدينة سردشت، أنها دخلت إلى المستشفى بسبب التهاب في الكلى "بعد أن أخبرني الطبيب بضرورة دخول المستشفى ودخلت إلى غرفة النساء، شعرت على الفور بالغثيان بسبب الرائحة الكريهة".

وأضافت "في البداية، شعرت أن هناك مشكلة لأنني كنت مريضة، ولكن بعد التحدث مع نساء أخريات في المستشفى، أدركت أن الطقس السيئ وتعطل مكيف الهواء المستمر منذ عدة أشهر هو السبب، كان الأمر لا يطاق".

ولفتت إلى أنه بعد دخولها إلى المستشفى لمدة 24 ساعة طلبت من الطبيب نقلها إلى مستشفى مهاباد أو أورمية بسبب تدهور حالتها الصحية "لقد تم تحويلي إلى مستشفى مهاباد التي كانت تتمتع بمرافق أفضل من مستشفى سردشت".