تتحمل لوحدها تربية 5 أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في ظل ظروف معيشية صعبة

ناشدت أمينة شيخ حمود التي تعيش بين نار تربية أبنائها في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة، وشبه انعدام الدعم المقدم لها، المنظمات الإنسانية لتقديم الدعم لها لتعالج أبنائها الخمسة وهم من ذوي الاحتياجات الخاصة.

سيبيلييا الإبراهيم

منبج ـ تعيش أمينة كمال شيخ حمود على أمل أن تقدم شيئاً لأبنائها من أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة لكن الظروف المعيشية الصعبة التي ألقت بثقلها على العائلة، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها المنطقة لا تساعدها لتقوم بعلاج أبنائها الخمسة الذين يحتاجون لعلاج طويل المدى، وعمليات جراحية تحتاج الكثير من المال.   

تقول أمينة الشيخ حمود (40) عاماً، وهي من مدينة منبج بشمال وشرق سوريا وأم لسبعة أطفال أن لديها خمسة أبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة ثلاثة فتيات وشابان، "أطفالي المعاقين جميعهم يعانون من نقص الأكسجة في الدماغ وضمور دماغي، ولقد أخبرنا جميع الأطباء الذين تابعوا حالتهم بأنهم أصيبوا بهذه الإعاقة بعد الولادة مباشرة "لم يكن أطفالي يعانون من شيء قبل ولادتهم لكنهم تعرضوا لذلك مباشرةً بعد الولادة، فحدث معهم ضمور دماغي"، مبينةً أن "أبنائي الكبار يعانون بشكل حاد من ضمور دماغي وكذلك لا يمكنهم الرؤية، واثنان من أبنائي الصغار يعانون من قصر وتر، وإحدى الفتيات تعاني من شلل رباعي وتحتاج لعناية كبيرة ومستلزمات طبية وهي بحاجة لطبيب يشرف عليها فلديها حساسية صدرية واختلاج".   

وأضافت "بعد أن ولدوا بخمسة أشهر تبين لي أنهم يعانون من إعاقات مختلفة في جسدهم وعقولهم نتيجة نقص الأوكسجين وضمور دماغي".

تسرد لنا أمينة الشيخ حمود معاناتها، وتبين أن الأوضاع المعيشية تشكل تحدياً يضاف إلى التحديات التي تعيشها في تربية أبنائها، مشيرةً إلى أن زوجها لا يمكنه مساعدتها لأنه مصاب أيضاً "أصيب زوجي بانفجار لغم أرضي في عام 2016 عندما كان ذاهباً إلى الصيدلية، وفقد إحدى عينيه ولم يعد يسمع بأذنه اليسرى، إضافةً إلى إصابته في يده أيضاً".

كذلك لا تعينها المنظمات الإنسانية على تحمل هذه الأعباء "واجهت صعوبات كثيرة فمن جهة عليّ الاعتناء بجميع أفراد عائلتي تقريباً، وأوضاعي المعيشية صعبة فأبنائي بحاجة لعلاج طويل الأمد". مضيفةً "كل أسبوع لديهم مراجعة طبية والكثير من الأدوية باهظة الثمن، كما أن اثنان من أبنائي بحاجة لأجراء عملية وعلاج فزيائي، وابنتي بحاجة لإجراء عملية لعينيها".

وبينت أن "وفاء 19 عاماً معاقة ذهنياً وبالكاد تبصر، وكذلك علي 16 عاماً لا يكاد يبصر، أما شعبان 9 أعوام فلديه شلل جسدي"، مبينة أنه لا يستطيع السير لكنه يحبو محاولاً السير لوحده داخل المنزل أما خارج المنزل فتحمله على ظهرها، "ابنتي بيان ذات 7 أعوام تعاني من قصر وتر وشلل جسدي، وأما أصغرهم صفاء 6 أعوام فهي مصابة بشلل رباعي".

وفي ختام حديثها أشارت أمينة الشيخ حمود إلى أن عمل زوجها لا يكفي لإعالة الأسرة، مبينةً أن العلاج يساهم بتحسين حالة أبنائها لكن ذلك خارج عن قدرتهم، مناشدةً المنظمات الإنسانية بتقديم يد العون لها ومساعدة العائلة "لو أن أمل الشفاء 1 بالمئة أريد علاجهم، أرغب بمساعدة أبنائي ليهتموا بأنفسهم فأنا لن أكون موجودة ربما بعد سنوات".

 

"مكتب ذوي الاحتياجات الخاصة يعمل ضمن الإمكانيات المتاحة"

الرئيسة المشتركة لمكتب ذوي الهمم المعني بشؤون أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة التابع للجنة الشؤون الاجتماعية والعمل في منبج وريفها أمينة محمد قالت عن عمل المكتب الذي افتتح بعد تحرير مدينة منبج عام 2016 "نعمل على إحصاء وتسجيل ذوي الاعاقة، وحتى هذه اللحظة تم تسجيل 3550 شخص من ذوي الإعاقة".

وعن دعم مكتب ذوي الهمم لذوي الاحتياجات الخاصة قالت "نعمل وفق الإمكانيات المتاحة لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة لكن قلة الإمكانيات تسببت في عدم تقديم الدعم بالشكل الكافي"، مشيرةً إلى أنه تم تقديم كراسي متحركة منذ عدة أشهر لمن يعانون من إعاقات جسدية.

فيما قالت عن المشاريع القادمة لمكتب ذوي الهمم "هناك مشاريع يتم العمل عليها حالياً، حيث يتم الإعداد لمعهد خاص بذوي الاحتياجات الخاصة وسيقوم بالمعالجات الفيزيائية، إضافةً إلى تعليم وتمكين الذين يعانون من الصم والبكم".

كما وجهت أمينة محمد رسالة للمنظمات الإنسانية طالبت فيها بدعم مكتب ذوي الهمم لدعم هذه الفئة بشكل أكبر، وناشدت الأهالي بدعم أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة.