'تشكيل كونفدرالية نسائية عالمية سلاح يحتاج لتوحيد صفوف النساء'
تشكيل كونفدرالية نسائية عالمية هو السبيل الوحيد لإنهاء المرحلة الظلامية التي كبلت حقوق المرأة، انطلاقاً من التضامن والوحدة وتنظيم النساء والشعوب.
سيلفا الإبراهيم
منبج ـ أكدت مريم رشيد بأن تأسيس كونفدرالية نسائية على مستوى العالم هو توحيد لإرادة النساء وجهودهن في مواجهة السلطة الذكورية الرأسمالية التي جعلت المرأة في مرمى انتهاكاتها.
تعالت مؤخراً أصوات النساء والمجتمع الهندي بشعار Jin Jiyan Azadî احتجاجاً على مقتل طبيبة في الهند، وتوالت حادثة مقتل الطبيبة بعدة أيام اغتصاب طفلتين الأمر الذي أثار غضب الشارع الهندي ودفعهم للخروج إلى الساحات مطالبين بتحقيق العدالة وشهدت الانتفاضة قمعاً من قبل الحكومة الهندية.
وتعليقاً على ما شهدته الهند مؤخراً وأسباب ارتفاع معدل قتل النساء واغتصابهن دون رادع وتحقيق العدالة التقت وكالتنا مع إدارية للمجالس المحلية في مقاطعة منبج بإقليم شمال وشرق سوريا مريم رشيد، التي قيمت أسباب وصول الهند والكثير من البلدان لذروة الرأسمالية، وطرحت حلول لوضع الحد لهذه المرحلة التي وصفتها بالـ "بالظلامية".
وتحدثت مريم رشيد عن طبيعة المجتمعات الهند آرية قائلة "ثقافة الشعوب المنتشرة في الشرق الأوسط منذ آلاف السنيين وقبل ظهور الدولة هي ثقافة الأمومة والآلهات الأم التي كانت تشتهر بها هندستان وأفغانستان وإيران وكردستان، فكانت المرأة تعيش فيها حرة وصاحبة إرادة وقوة وهذا يظهر من خلال نضالها عبر التاريخ، ففي الهند ناضلت النساء ضد البريطانيين والمغول وبرزت خلالها الكثير من الشخصيات كإمبراطوريات وسياسيات ومقاتلات ومنهن أنديرا غاندي التي أصبحت رئيسة وزراء الهند، وهذا يؤكد مدى عراقة تاريخ الهند والذي يثبت أن المرأة كانت صاحبة دور أساسي في هذا التاريخ".
وعن المرحلة التي تعيشها الهند حالياً بينت "الهند حالياً تعيش مرحلة الرأسمالية وذلك عبر الحرب الخاصة، فالصورة العامة للهند توضح التناقض بين المجتمع الهندي المرتبط بثقافته وبين النظام الرأسمالي الحاكم، وتبين ذلك مؤخراً عندما قمعت الاحتجاجات التي خرج بها الشعب على إثر مقتل طبيبة مطالبين بتحقيق العدالة ومحاسبة الجاني"، مشيرةً إلى أنه رغم أن الهند في فترة الاستقلال وفترة ظهور الاشتراكية كانت صاحبة إرادة وموقف وعدم انحياز نتيجة قوتها السياسية والاقتصادية لكن الآن الذهنية الذكورية والرأسمالية وصلت ذروتها لأنه يتم قمع مطالب الشعب المحقة، فهذه الذهنية لا تختلف عن ذهنية النظام الإيراني الذي يمارس مختلف أشكال القمع على المرأة رغم مرور ما يقارب العامين على بدأ الانتفاضة فيها.
وأوضحت أن "المرأة تمثل الطليعة في المجتمع لأنها تربي الأجيال وتقودهم فأي اعتداء على المرأة هو اعتداء على المجتمع، وهنا لا نقصد الاعتداء الجسدي فحسب بل حتى الفكري والإرادي، ومثال على ذلك إصدار حكم بالإعدام على ناشطتين في إيران بسبب مواقفهن، وهذا ليس واقعاً تعيشه إيران وأفغانستان وكردستان وإيران فقط بل هو واقع تشهده كافة الدول في العالم وحتى أوروبا التي تخفي مثل هذه الحالات عبر إعطاء شكليات مزيفة عن حرية المرأة، وهذه الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة ليست وليدة اليوم بل شهدتها عصور الظلام في مرحلة الكنيسة وقوانينها عندما كانت تقتل وتحرق المرأة باسم الشعوذة والسحر فيما كانت تلك النساء أصحاب مواقف وفلسفة وفكر وعلم"، مؤكدة أن "المرأة تجاوزت صمتها عما يحدث وباتت تطالب بحقوقها عبر الانتفاضات وردود الفعل الغاضبة".
وعن التضامن والتلاحم بين النساء في العالم أكدت أن "انتفاضة الهند الأخيرة تثبت أن النساء تشعرن ببعضهن البعض فنساء الهند تأثرن بانتفاضة شرق كردستان، وشعار Jin Jiyan Azadî الذي بات شعاراً عالمياً رفع اليوم في الهند وقبل فترة شهدت أفغانستان انتفاضات مماثلة رغم النظام المتطرف الحاكم فيها، وهنا يتبين بأن الحدود التي تفصل الدول ليس مقياساً لفصل الشعوب عن بعضهم، فالتأثير الذي حدث في هذه الجغرافيات يبين الرابط المتين وشعور النساء ببعضهن وبآلامهن ومعاناتهن".
وعن الأهداف المرجوة من هذه الانتفاضات أكدت أنه "من خلال هذه الانتفاضات نسعى لوضع حد لمرحلة الظلام التي تحتاج لتنظيم، ووعي، فالدفاع لا يقتصر على حمل السلاح بل يتجسد بمعرفة الذات والتاريخ والتحلي بالوعي والتنظيم".
وقالت "تعيش المرأة المعاناة ذاتها في جميع مناطق العالم فعلينا خلق قوة مشتركة من هذه المعاناة تجمعهم لمناهضة هذه الأنظمة الذكورية"، مؤكدة أن هذا يقع على عاتق الحركات النسائية لتنظيم صفوفهم وتوحيد قواهم مع النساء الأخريات عبر التواصل مع كافة الجبهات النسائية في العالم.
وأكدت أنه في المرحلة التي وصلت فيها الرأسمالية لأعمق نقطة تحتاج النساء لبناء كونفدرالية نسائية كضرورة ملحة لمواجهة هذه المرحلة التي أصبحت فيها النساء هدفاً أساسياً للأنظمة الرأسمالية "هناك نساء كفؤات بإمكانهن قيادة هذه المرحلة إيماناً بتاريخهن العريق ونضالهن"، مبينة أن الحركات والتنظيمات النسائية في إقليم شمال وشرق سوريا لا تمثل فقط هوية المرأة الكردية أو العربية بل تمثل هوية المرأة الشرق أوسطية "نحن مستعدات لأن نتوحد مع كافة نساء العالم تحت مظلة كونفدرالية المرأة لتوحيد قوة النساء وجهودهن في مواجهة الذهنية الذكورية".