تركيا تخالف المبادئ والقوانين الدولية باستهدافها مخيماً للنازحين

قالت الناشطة الحقوقية بمقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا ناريمان الحسين بأن استهداف الاحتلال التركي لمخيم العودة يخالف المبادئ والقوانين الدولية التي تحمي حقوق النازحين

روبارين بكر 
الشهباء ـ ، فيما تؤكد المهجرات أن هذه ليست المرة الأولى تقوم تركيا باستهداف المخيم.  
لم يسلم مهجري عفرين القاطنين في مخيم العودة بناحية شيراوا من القصف التركي المستمر بشكل شبه يومي على قرى الناحية ومقاطعة الشهباء، ففي 19 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وبعد تعرض كل من قرى "برج القاص، ومياسا، وحرش صغوناكه" للقصف، أقدم الاحتلال التركي على استهداف مخيم العودة بالقذائف المدفعية، حيث سقطت عدة قذائف في محيط المخيم مما تسبب بأضرار مادية للمدنيين.   
بعد احتلال عفرين وجزء من قرى ناحية شيراوا أيضاً، عملت الإدارة الذاتية بمقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا على افتتاح مخيم العودة الواقع بين قرية الزيارة ودير جمال، والتي تبعد مسافة كيلومتر عن الطريق الدولي التجاري الذي يربط مدينة ديلوك بشمال كردستان مع حلب، ويقطن في مخيم العودة حوالي 105 عائلة.
 
"المرأة أكثر ضحايا الاحتلال"  
 
 
حول الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال التركي ومرتزقتها في المناطق المحتلة قالت لوكالتنا الناشطة الحقوقية في مقاطعة الشهباء ناريمان الحسين أن "المناطق التي احتلتها تركيا وخاصة مقاطعة عفرين شهدت انتهاكات واسعة بحق المدنيين وخاصة المرأة، فكانت لجنة التحقيق الدولية المعنية بالشأن السوري أصدرت تقرير وثقت فيه أن هناك حالات احتجاز لنساء وفتيات تعرضن للاغتصاب والعنف الجنسي ما ألحق بهنّ أضرار جسدية ونفسية".
وتابعت عن توثيقات الانتهاكات "وثقت حالات انتحار وزواج قسري، فالكثير من الفتيات أجبرن على الزواج من العناصر المرتزقة وذلك تحت الضغط وتهديد عوائلهنّ"، مبينةً أن المرأة قبل احتلال عفرين تبوأت مناصب سياسية وعسكرية وعملت على تطبيق حماية قانونية لحقوق المرأة أكثر من أي كيان سياسي آخر في الصراع السوري.
وحول وضع المرأة في جميع المناطق المحتلة قالت ناريمان حسين "وضع المرأة في المناطق التي احتلتها تركيا يخالف الاتفاقيات والقوانين الدولية، فالمرأة اليوم هي أكثر عرضة للتمييز والاغتصاب والتحرش وانتهاكات جسيمة أيضاً، وما تزال الانتهاكات التركية مستمرة بحق المدنيين، نحن لم نجد أي اهتمام أو نهوض بالواجب والمسؤولية من قبل الجهات القائمة على تطبيق قواعد القانون الدولي الإنساني وقيم المجتمع الدولي".  
وأضافت "يمارس الاحتلال التركي الانتهاكات أمام مرأى العالم وجميع المنظمات والهيئات المعنية كالأمم المتحدة وغيرها من الدول، دون رادع، واستناداً إلى ذلك لم تتوانى تركيا عن استهداف المدنيين في عفرين، بعد تهجير معظمهم إلى مقاطعة الشهباء". مؤكدةً أن تركيا تستهدف المدنيين بشكل شبه يومي. 
 
"القذائف تسقط على المدنيين"
وفيما يخص استهداف تركيا لمخيم العودة بناحية شيراوا أكدت ناريمان حسين بأنه "في الآونة الأخيرة سقطت قذائف مدفعية تابعة للاحتلال التركي على مخيم العودة والذي يضم الآلاف من مهجري عفرين"، مبينة أن هؤلاء المدنيين نزحوا بسبب العمليات العسكرية التي مارستها تركيا بحقهم باحثين عن الأمان في مكان آخر، "خمسة قذائف مدفعية استهدفتهم في المخيم، ما أدى الى إلحاق أضرار مادية بممتلكاتهم وذلك بتضرر خيمهم". 
تقول عن هدف الاحتلال التركي من استهداف المخيم "يسعى الاحتلال التركي لنشر الخوف والهلع في نفوس الأهالي وخاصة الأطفال والكبار في السن ليتم تهجيرهم إلى مكان آخر، فاستهداف المخيمات هو انتهاك صارخ لمبادئ وقواعد القانون الدولي وبالتحديد المادة 51 من البرتوكول الإضافي الثاني والذي ينص على أنه لا يجوز أن يكون المدنيين هدفاً لأي هجوم أو عنف أو عمل عدائي". 
ويتعلق البرتوكول الملحق الأول الإضافي باتفاقيات جنيف المعقودة في 12 آب/أغسطس 1949 بحماية ضحايا النزاعات الدولية المسلحة.
وأنهت الناشطة الحقوقية ناريمان حسين حديثها بالتأكيد على مطالب وضع حد لانتهاكات تركيا "نحن الناشطين الحقوقيين في مقاطعة الشهباء نطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن بإنهاء الاحتلال التركي في المناطق المحتلة ونشر قوات حفظ سلام دولي لحين إيجاد حل سياسي وفق القرار 2254 الصادر بمجلس الأمن والخاص بحل الأزمة السورية". 
والقرار 2254 هو قرار صوت عليه مجلس الأمن عام 2015، وينص على بدء محادثات السلام بسوريا، ويؤكد القرار بأن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل بلاده، ودعا الى تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أممية ووقف أي هجمات ضد المدنيين. 
 
 
المهجرة من قرية كباشين بناحية شيراوا والقاطنة بمخيم العودة مريم قوج (40) عاماً، تقول عن الاستهداف المستمر بالقذائف على المخيم "أجبرنا على العيش تحت الخيم هرباً من ممارسات تركيا ومرتزقتها، وبالرغم من المعاناة والصعوبات الني نتعرض لها في المخيم إلا أننا نجد الأمن والاستقرار هنا".  
وبينت أن الاحتلال التركي يستهدفهم أينما ذهبوا "خلال الأيام القليلة الماضية استهدف القذائف التركية محيط مخيم العودة الذي يسكن فيه الالاف من النازحين. هذا القصف زرع الخوف في قلوب أطفالنا الصغار، ولا يوجد مكان يحمينا في هذا المخيم، فتلك الخيم البلاستيكية تجعلن حياتنا بخطر على الدوام في ظل الهجمات التركية المتكررة".
وطالبت مريم قوج الجهات المعنية أن تمارس ضغوطها على تركيا لتكف عن استهدافهم، متسائلةً "ما ذنب أطفالنا ليعيشوا هذه الحياة والخوف والرعب يلاحقهم. على الجهات المعنية والمنظمات الحقوقية محاسبة تركيا على أفعالها وإيجاد حل سياسي لهذه الحرب وتحرير المناطق المحتلة". 
 
 
ياسمين ناصر (31) عاماً وهي مهجرة من قرية صوغانكه تقول "أكثر من أربعة قذائف استهدف المخيم، مما أدى إلى انتشار الشظايا بين الخيم ما نتج عنه أضرار مادية بالخيم. تسعى تركيا لإخافتنا واستطاعت بث الرعب في نفوس الأطفال الأبرياء".
استهداف المدنيين والمخيمات يخالف القوانين الدولية والمبادئ الانسانية تقول ياسمين الناصر عن ذلك "لا يجوز أن يستهدف المدنيين ومخيمات النازحين بحسب القوانين الدولية فتركيا تخالف تلك القوانين، وهذه ليست المرة الأولى تستهدف تركيا مخيم العودة فالعام المنصرم قامت أيضاً بقصفه. نطالب بمحاسبة تركيا على أفعالها".