تراجع ظاهرة "زواج الشغار"... نساء شمال وشرق سوريا تنهضن بمجتمعهن
انتشرت ظاهرة "زواج الشغار" أو ما يعرف بـ البدل في العديد من المجتمعات منذ الأزل، بسبب تحكم العادات والتقاليد البالية في المجتمع وغياب التوعية بعواقب مثل هذا الزواج على النساء.
نورشان عبدي
كوباني ـ بعد ثورة روج آفا التي عرفت بثورة المرأة تمكنت النساء من خلال مقاومتهن ونضالهن من بلوغ مستوى متقدم وتغيير مسار المجتمع والقضاء على بعض الظواهر التي كان لها تأثير سلبي عليهن منها زواج الشغار.
زواج الشغار مشكلة أزلية تتغلغل في أعماق المجتمع رغم تبعاته التي لا تتوقف عند حد إجبار الزوجين على الانفصال، بل تمتد إلى إلحاق الضرر البالغ بالأبناء. حيث يبدأ بالتوافق بين رجلين على منح كل منهما ابنته أو أخته للآخر دون مهر، لينتهي غالباً بإجبار أحد الطرفين على الطلاق، كنتيجة حتمية لفشل زواج الطرف الآخر، دون أي اعتبار لمشاعر الزوجين أو الأثر السلبي للطلاق على الأبناء.
وحول ظاهرة الزواج الشغار وبشكل خاص في الشرق الأوسط قالت الناطقة باسم دار المرأة في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا سميرة محمد علي "نركز في عملنا في دار المرأة على هذه القضايا، نتيجة للعادات والتقاليد البالية يتبع مجتمعنا في الشرق الأوسط عامةً عدة طرق للزواج منها زواج الشغار أو البدل الذي يهدف مباشرةً للقضاء على حياة امرأتين معاً، فعندما نعود للتاريخ ونبحث عن تحليلات وأبحاث حوله نرى بأنه وعلى مر الأعوام والمجتمعات لن يتم قبول هذا النوع من الزواج وليس لزواج الشغار حقيقة في الشريعة الإسلامية وفي المجال الحقوقي والقانون".
وأوضحت أن "هذا النوع من الزواج يساهم في تراجع المستوى الفكري لدى النساء، ويسبب تفشي المشاكل الأسرية والزوجية وهذا يؤدي لدمار وتفكيك المجتمع".
ونوهت إلى أنه في مناطق شمال وشرق سوريا بعد ثورة روج آفا التي سنحت للنساء الفرصة للمشاركة في كافة المجالات وأصبحن رياديات وتركن بصمتهن في كافة المؤسسات، واستطعن توعية المجتمع وعملن من أجل القضاء على هذه الظاهرة، لأنه من أساسيات التوزان في المجتمعات تأسيس عائلة سليمة وهو ما سيساهم في بناء مجتمع متقدم وواعي من الناحية الفكرية والثقافية والسياسية وتخليصه من العادات البالية التي تهدف إلى التراجع الفكري ضمن المجتمع من بينها وواحدة زواج الشغار".
وحول المشاكل التي يسببها زواج الشغار بينت "ظاهرة زواج البدل أحدثت العديد من المشاكل في المجتمع منها عدم التكافؤ بين العائلتين وعدم القدرة على التفاهم والاختلاف في الثقافات بينهما، وعدم الاستقرار ضمن العائلة".
وأوضحت "في كافة مناطق شمال وشرق سوريا ومن خلال النضال والمقاومة ووضع قوانين تخص بالمرأة وقضاياها تمكنت النساء من العمل للحد من هذه الظاهرة، شاهدنا بأنه مع بداية الثورة أن زواج الشغار كان منتشر ومتواجد وكانت العوائل تجبر النساء على الزواج بهذه الطريقة ولكن بالنقاشات وسن قوانين المرأة بالتعاون مع المجتمع وتحديد الآثار السلبية الناجمة عن هذا الزواج وما الأسباب الكامنة وراء لجوء المجتمع لهذا النوع من الزواج، ومن خلال ذلك استطاعت النساء اليوم الحد والتخلص من هذه الظاهرة وإن كانت متواجدة فهي لا تتجاوز نسبة 1%".
وأكدت على أن النساء خطين خطوات جيدة لرفع المستوى العملي للمجتمع "من خلال المقاومة والنضال عملت النساء على بناء مجتمع حر وواعي من الناحية الفكرية، وتمكن من الحد من الظواهر التي تعيق تقدمهن، وسعين لبناء أسر مبنية على أسس سليمة لتربية جيل واعي يستطيع بناء المستقل والنهوض بالمجتمع".
وقالت في ختام حديثها "يجب علينا نحن كنساء في روج آفا أن نرفع وتيرة نضالنا وعملنا لنصل لحرية كافة النساء والقضاء على الفكر الرجعي الذي يحصر المرأة تحت سقف العادات والتقاليد البالية، فالمرأة هي قوة التغيير في المجتمع".