'تعلمنا من أخواتنا ألا نستسلم ونبقى صامتين'

أكدت طالبات أفغانيات أن طالبان تخشى النساء والفتيات المتعلمات، وشددن على أنهن لن تستسلمن وستبقين صامدات في وجه المستبدين.

بهران لهيب

كابول ـ في الوقت الذي أغلقت فيه أبواب المدارس الثانوية أمام الفتيات في أفغانستان، أعلنت حركة طالبان قبل أيام خضوع طالبات الصف الثاني عشر في جميع أنحاء البلاد للاختبار النهائي في السابع عشر من كانون الأول/ديسمبر.

أجرت وكالتنا لقاء مع ثلاث طالبات من كابول وجلال آباد وباميان لم ترغبن في الكشف عن هوياتهن بسبب قضايا أمنية، حول امتحان التخرج من الثانوية العامة الذي أجرته حركة طالبان لطالبات الصف الثاني عشر، اللواتي حرمن من الذهاب إلى المدارس.

 

"بتفكيرهم المعادي للمرأة لا يقدروننا"

تقول الطالبة "م.ر" وهي من باميان، أنه "في يوم الامتحان كنت سعيدة جداً وفي نفس الوقت كنت محبطة. كنا سعداء لأننا كنا نقابل أساتذتنا وزملائنا في الصف بعد وقت طويل. كان يأسي بسبب الامتحان، لأنه عندما جاء طالبان، كنت في الصف الحادي عشر، وفي العام الماضي، تمت ترقيتنا إلى الصف الثاني عشر بدون دروس أو امتحانات، وهذا العام تم إبلاغنا قبل ثلاثة أيام فقط أننا سنجري الامتحان".

وأوضحت أن "طالبان لا تقدرنا نحن النساء بتفكيرهم المعادي، وهم أنفسهم ليس لديهم معرفة بالعلم لمعرفة قيمته. صحيح أننا تخرجنا من الصف الثاني عشر، لكننا لا نعرف عن علوم مثل الرياضيات والكيمياء والفيزياء والهندسة وغيرها من الموضوعات. تتوقع طالبان أنه في العام المقبل، سنشارك جميعاً ممن تخرجوا من الصف الثاني عشر في امتحان القبول ونصبح أطباء المستقبل".

وتقول "ن.ع" إحدى طالبات مدارس كابول "تقدمت للامتحان لكنني تخرجت وأنا أمية. على الرغم من أنني درست في المنزل خلال هذا الوقت، إلا أنني لا أفهم أياً من الدروس لأنه لم يكن هناك أي شخص بجانبي لمساعدتي في التعلم. كما أنه مع إغلاق المدارس فقد الأساتذة دخلهم الشهري الذي كانوا يعيلون به عائلاتهم".

 

"طالبان تخاف من المتعلمات"

من جانبها تقول "ق.ي" من مدينة جلال آباد "لم يكن هدف طالبان أن نشارك نحن الفتيات في الامتحان. إنهم يخافون من النساء المتعلمات، ولهذا السبب يستخدمون هذه الحيل. عندما أعلنوا عن الامتحانات، لم أكن قادرة على الوصول إلى الانترنت، لذا لم أدرك أنهم سيجرون امتحان التخرج، لذا لم أستطع المشاركة في الاختبار، ذهبت أنا والعديد من الفتيات اللواتي تعانين من نفس المصير عدة مرات، لكن دون جدوى. فقد كانوا يقولون "لن تخضعوا للامتحان مرة أخرى، غيابك عن تقديم الامتحان تعد مشكلتك وليس نحن".

أصر جميع من تمت مقابلتهم على أنه بغض النظر عن مدى رغبة طالبان في إبعاد النساء عن المجتمع وإبقائهن أميات، فإنهن ستقفن في وجهه. لأنهم تعهدوا على مواصلة دراستهم في المنزل والدورات السرية. وقد تعلموا كيف يقفون ضد الاستبداد وكراهية النساء من أخواتهم الكرديات والإيرانيات والأفغانيات.