طلبة عفرين المهجرين... 'التعليم هو سلاح مهم لمواجهة مخططات الدول تجاهنا'

مع قدوم العام الدراسي لعام 2022-2023، يتوجه قرابة 15 ألف طالب/ة نازح إلى المدارس للتعلم.

روبارين بكر

الشهباء ـ يواجه الطلبة في مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا مع افتتاح العام الدراسي 2022 ـ 2023 صعوبات كثيرة في نقص الكتب والقرطاسية.

تسعى هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا على تطوير التعليم والكادر التدريسي بكافة المناطق، ومنها مقاطعة الشهباء التي تعاني من صعوبات كبيرة في ظل سياسة ممنهجة من قبل النظام السوري والاحتلال التركي.

وحول ذلك قالت المنسقة في هيئة التربية والتعليم المجتمعي بمكتب المرأة في مقاطعة الشهباء عروبة العبد "مقاطعة الشهباء من أكثر المناطق في شمال وشرق سوريا التي تعاني من الصعوبات من الناحية التعليمية، فمن جهة تتعرض للقصف الهمجي من الاحتلال التركي، ومن جهة أخرى حصار النظام السوري وهذا يشكل العائق الأكبر أمام تعليم الطلبة".

وأضافت "خلال فترة العطلة الصيفية قمنا بتجهيز الكادر التعليمي من مدرسين/ات باللغتين العربية والكردية، لأن مقاطعة الشهباء يقطنها هذين المكونين، وأيضاً لا يوجد لدينا أبنية خاصة للمدارس للتعليم بل الكثير من مدارسنا عبارة عن منازل سكنية مدمرة، وعلى هذا الأساس قبل افتتاح المدارس قمنا بترميم العديد منها حفاظاً على سلامة الطلاب".   

وأشارت عروبة العبد إلى أنه "بحسب الإمكانيات المتوفرة قمنا بتوفير احتياجات الطلاب من أجل استكمال تعليمهم، ومع ذلك نعاني من نقص كبير في أعداد الكتب والقرطاسية والسبب هو عدم سماح النظام السوري بدخول مستلزمات الدراسة إلى المنطقة".   

 

15 ألف طالب/ة متوزعين على 72 مدرسة في الشهباء 

وعن أعداد الطلاب في هذا العام قالت عروبة العبد "تم استقبال حوالي 15 ألف طالب/ة من المراحل الثلاثة (ابتدائي، وإعدادي، وثانوي) في هذا العام، موزعين على 72 مدرسة، ويوجد مدارس في القرى التي تتعرض للقصف المستمر منها مدرسة أم القرى، والوردية، ونيرابية، وقرى ناحية شيراوا، ففي عدة مرات تعرضت مدارسنا للقصف من قبل الاحتلال التركي، منها مدرسة القرامل في الشهباء، ومدرسة قرية بينه بناحية شيراوا، ولحقت بهذه المدارس أضرار كبيرة كنا نضطر إلى إغلاقها من أجل التصليحات اللازمة".

 

"كل مكون في الشهباء يدرس بلغته"

ومن الناحية التعليمية أشارت عروبة العبد إلى أن "خلال الحرب الأطفال كانوا الأكثر تضرراً فمشاهد الحرب أثرت عليهم بشكل سلبي، وتبقى تلك المشاهد ترافقهم أينما ذهبوا، لذلك بصفتنا لجنة التربية والتعليم نحاول بشتى الوسائل مساندة الطلبة بالتعلم ونسيان مشاهد الحرب والدمار التي حلت بمناطقهم، وهدفنا هو بناء أجيال مثالية ومثقفة من أجل الوصول إلى مجتمع واعي وديمقراطي بعيد عن السلطة والهيمنة"، موضحةً أن "أهالي مقاطعتي الشهباء وعفرين يعيشون مع بعضهم على أسس التعايش المشترك، لذلك في مدارسنا يتم تدريس كل مكون بلغته الأم".

وعن الوضع التعليمي قالت الطالبة ريم العمر من أهالي مقاطعة الشهباء "في المدرسة يوجد المكون العربي والكردي ومع ذلك لا نعاني من مشاكل من حيث الدراسة، فكل مكون يدرس بلغته، وبالرغم من الصعوبات التي نعاني منها ونقص في المستلزمات الدراسية إلا أننا ندرس ونبذل كل جهدنا لنكون من المتفوقين".

ومن جهته قال الطالب إبراهيم موسى أيضاً من مكون عربي "منهاج الإدارة الذاتية سهل جداً ويتضمن تاريخ الشعوب وواقع المجتمع، وأسلوب المدرسين جيد في إيصال الفكرة بشكل أسرع وطريقة أسهل".  

 

"إصرارنا أكبر سلاح نستخدمه في مواجهة العدو"

وقالت الطالبة بريتان رشيد وهي من مهجري عفرين أن العلم يثبت للشخص مكانته في المجتمع، ويستطيع أن يطوره وخاصة عندما يدرس بلغته الام، "حاولت الأنظمة محو لغتنا الكردية، ولكن بعد ثورة شمال وشرق سوريا استطعنا أن ندرس بلغتنا الأم لذلك نحن فخورون جداً بأننا ندرسها، بالإضافة إلى أننا نتعرف على أشياء كثيرة حول تاريخ شعوب المنطقة، ومنهاج الإدارة الذاتية جعلتنا نحب قوميتنا أكثر ونحب كل مكون يعيش معنا، ولا نفرق بين أحد".

وأشارت إلى أن "العدو التركي يهاجمنا بشتى الوسائل، وهدفه القضاء على لغتنا وإبعادنا عن التعليم. اللغة الكردية هي كرامتنا لذلك لن يستطيع أي شخص أن يقضي عليها، ونحن سندرس بهذه اللغة لننقلها للأجيال القادمة".

ومن ناحيتها قالت الطالبة ناجلين عبدو وهي من ناحية الأحداث بمقاطعة الشهباء "عندما هاجم الاحتلال التركي مناطقنا كان هدفه القضاء علينا وعلى لغتنا، ولكن عندما أتجهنا إلى الشهباء فتحت المدارس أبوابها أمامنا لندرس ونتعلم ولكيلا نكون جاهلين، لهذا لا الاحتلال التركي ولا غيره يستطيع أن يحرمنا من حقوقنا، وإصرارنا باستمرار التعليم هو سلاح كبير لمواجهة مخططات الدول تجاهنا".