'تكثيف الهجمات وارتفاع وتيرة التهديدات التركية تهدف لإخلاء المنطقة من سكانها'

الهجمات التركية المستمرة على مناطق شمال وشرق وسوريا تستهدف ثورة ومكتسبات المرأة للقضاء على مشروع تحرر المرأة في المنطقة.

نورشان عبدي  

كوباني ـ أكدت نساء منطقة صرين في إقليم الفرات بشمال وشرق سوريا أن تركيا بانتهاكاتها واعتداءاتها المستمرة على المنطقة تهدف لإفشال مشروع الأمة الديمقراطية والإدارة الذاتية، والقضاء على مكتسبات المرأة.

لم تتوقف الهجمات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا، وصعد الاحتلال التركي من وتيرة هجماته وانتهاكاته منذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر، ولا يكف المسؤولين الأتراك عن الإدلاء بتصريحات تؤكد شن عملية عسكرية واسعة واحتلال المزيد من الأراضي. عضو قوات حماية المجتمع ـ المرأة في منطقة صرين في إقليم الفرات سميرة أدهم ولو بينت أن أهالي المنطقة وخاصة النساء يرفضون بشكل قاطع مزاعم الاحتلال التركي وواعين لجميع مخططاته "الاحتلال التركي يسعى لاحتلال مساحة جغرافية أكبر من الأراضي السورية، ولكن النساء اللواتي استطعن قيادة ثورتهن، وحدن صفوفهن للتصدي لأي هجوم".

وبينت أن نساء منطقة صرين عانين الكثير قبل تحرير المنطقة، مؤكدة بأنهن ستقاومن وتناضلن من أجل حماية مكتسباتهن التي تحققت بفضل ثورة 19 تموز/يوليو 2012، "سنحمي أرضنا التي سقيت بدماء شهداءنا".

وترى أن تكثيف الهجمات وارتفاع وتيرة التهديدات يهدف لإخلاء المنطقة من سكانها "يحاول الاحتلال التركي من خلال تصريحاته وهجماته على مناطق شمال وشرق وسوريا تهجير وتخويف الأهالي ليتخلوا عن المنطقة، ليسهل احتلالها، ولكن غاراته وطائراته الحربية ومسيراته ومدافعه لن تخيف الأهالي بل زادهم ذلك إصراراً على البقاء".

وأضافت "قابلت شعوب المنطقة تلك الاعتداءات التركية بمقاومة شعبية عظمية أفشلت مخططاتها بشن أي عملية عسكرية على المنطقة"، مشيرةً إلى أن "الشعب السوري لم يعتدي على الحدود التركية ولسنا إرهابيين، نسعى للعيش بسلام على أرضنا وبكرامتنا ولكن من حقنا أن ندافع عن مكتسباتنا".

 

محاولة للقضاء على ثورة المرأة

وتؤكد عضو لجنة التدريب في مؤتمر ستار في منطقة صرين في إقليم الفرات فاطمة حسن على الوعي لدى أهالي شمال وشرق سوريا بمخططات الاحتلال التركي "حماية الأمن القومي التركي هو الذريعة التي يتخذها الاحتلال التركي لتبرير هجومه على مناطقنا ونحن واعين لهذه الذرائع الواهية، وخطط الاحتلال التركي للسيطرة على المنطقة وتفريغها من سكانها الأصليين، ولكننا لن نسمح بذلك مهما كان الثمن".

وأكدت أن أحد أهداف الاحتلال التركي القضاء على مكتسبات المرأة وإفشال ثورتها "النساء هن أكثر من يتأثر بالهجمات والاعتداءات التركية على مناطقنا، أي هجوم على مناطقنا هو استهداف لثورة النساء وبدا ذلك واضحاً من خلال استهداف الاحتلال التركي للقياديات والنساء الفاعلات، لأن هذا الاحتلال يعي تماماً أن في أي مجتمع عندما تكون المرأة قوية وصاحبة إرادة سيكون ذلك المجتمع واعي فكرياً وقوي أيضاً".

 

استهداف مشروع الأمة الديمقراطية

أحد أبرز أهداف الاحتلال التركي من هجماته على مناطق شمال وشرق سوريا هو القضاء على مشروع الأمة الديمقراطية والإدارة الذاتية كما تؤكد فاطمة حسن "يهدف مشروع الأمة الديمقراطية لتحقيق المساواة بين مكونات المنطقة وبين الجنسين وتأسست الإدارة الذاتية وفق هذا المفهوم، وهذا المشروع يثير قلق الاحتلال التركي، ويدفعه لإفشاله".

ولفتت إلى ما حققته النساء خلال 10 سنوات من عمر الثورة في مناطق شمال وشرق سوريا "تعمل المرأة ضمن الثورة لكي تثبت وجودها وهويتها في المجتمع، وحققت النساء الكثير من المكتسبات على كافة الأصعدة، وافتتحن مؤسسات خاصة بهن"، مشيرة إلى أن على جميع النساء الدفاع عن مكتسباتهن وهويتهن وحقيقتهن "لن نسمح لأي عدوان أن يسلب منا إنجازاتنا".    

من جانبها قالت عضو مؤتمر ستار في منطقة صرين في إقليم الفرات يسرى خليل "استغل الاحتلال التركي ما مرت به سوريا منذ اليوم الأول وساهم بشكل كبير في انحراف الثورة عن مسارها الحقيقي من خلال دعم الجماعات المتشددة، ليصبح ما يسمى بالجيش الحر مجموعة مرتزقة تحقق مخططات الاحتلال التركي".

وتؤكد أن الاحتلال التركي يسعى لتوسيع نطاق تدخلاته في سوريا مستهدفاً مشروع الأمة الديمقراطية والإدارة الذاتية "دعم مرتزقة داعش وجبهة النصرة والجيش الحر يصب في مساعي الاحتلال التركي إفشال مشروع الأمة الديمقراطية".

وبينت أن الهجمات التركية تستهدف النساء بشكل، وما يحدث في المناطق المحتلة يؤكد ذلك "النساء في المناطق المحتلة تعانين من كافة أشكال العنف، ولذلك لن نتخلى عن مكتسباتنا وسنواجه أي عملية عسكرية تركيا، ونعمل لكي نحرر كافة المناطق المحتلة وكل امرأة تتعرض للتعذيب".