تكرار قطع المياه يعرض حياة سكان المنطقة للخطر
لا تزال معاناة أهالي مدينة الحسكة بشمال وشرق سوريا مستمرة إثر الانقطاع المتكرر لمياه محطة علوك التي يسيطر عليها الاحتلال التركي ومرتزقته منذ حوالي أربع سنوات.
دلال رمضان
الحسكة ـ ناشدت نساء مدينة الحسكة المنظمات الدولية بوضع حد لممارسات الاحتلال التركي تجاه شعوب شمال وشرق سوريا، وتحييد محطة علوك من سياساتها، مؤكدات على أن تركيا باتت تحارب الأهالي بقطع المياه.
تعاني مدينة الحسكة وأريافها كغيرها من مدن شمال وشرق سوريا، منذ احتلال تركيا مدينة سري كانيه/رأس العين عام 2019، من انقطاع مستمر لمياه الشرب في ظل ظروف مأساوية يعيشها أهالي المنطقة، ومع قدوم فصل الصيف وارتفاع في درجات الحرارة ومخاوف من انتشار الأوبئة تزداد معاناة الأهالي.
وتقول الرئيسة المشتركة لمديرية مياه الشرب في مقاطعة الحسكة بشمال وشرق سوريا المهندسة نوار صبري "يعتمد أهالي مدينة الحسكة على مياه محطة علوك، لذا تقطع تركيا ومرتزقته منذ احتلالها مدينة سري كانيه وسيطرتها على المحطة، المياه عن المدينة، مما تتسبب بحدوث كارثة إنسانية بحق قرابة مليون شخص من قاطني مدينة الحسكة وأريافها"، مشيرةً إلى أن تركيا ومرتزقتها يضربون القوانين الدولية عرض الحائط.
وعن القطع المُتكرر للمياه من محطة علوك المؤلفة من 34 بئر والقريبة عن العمل، توضح "منذ احتلال مدينة سري كانيه تم قطع المياه العديد من المرات وكانت تستمر لأشهر رغم تدخل بعض المنظمات الانسانية والدول الضامنة في المنطقة التي لم تكن مجدية وتثمر عن نتائج ايجابية ولم تصل المياه الكافية إلى المنطقة".
ويعاني أهالي مناطق شمال وشرق سوريا وخاصة مدينة الحسكة من أزمة مياه حادة نتيجة لاستخدام تركيا ومرتزقتها إيقاف محطة علوك عن العمل بين الحين والآخر، كورقة ضغط لتبدأ أزمة جديدة لا تقل عن كونها حرباً إنسانية كما أوضحت نوار صبري، مشيرةً إلى أنه بالرغم من الاتفاقيات الدولية فإن سوريا محرومة حتى من حصتها من نهر الفرات.
ويؤثر انقطاع المياه عن المنطقة بشكل سلبي على كافة النواحي الحياتية، وعن ذلك تقول إن "قطع المياه عن المنطقة يؤدي إلى انقطاع في الكهرباء أيضاً، وبالتالي يؤثر على آلية تغذية مدينة الحسكة بمياه الشرب وكذلك على المحاصيل الزراعية، بالإضافة إلى انتشار الأمراض وتراجع الوضع الصحي"، مطالبةً بتحييد محطة علوك من الصراعات.
ولفتت إلى أن قطع المياه أثر كذلك على المياه الجوفية في المدينة "بسبب الانقطاع المستمر والمتكرر يلجأ الأهالي إلى طرق تقليدية للحصول على المياه ومنها حفر الآبار الجوفية والتي تكون غير آمنة وملوثة وغير صالحة للشرب وتشكل عبئاً من الناحية الاقتصادية على الأهالي".
وأكدت نوار صبري على أن الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، تسعى دائماً لإيجاد الحلول لتوفير مياه الشرب وإيصالها إلى أهالي المنطقة "نسعى دوماً لتأمين المياه وتخفيف الأعباء عن الأهالي الذين يلجؤون إلى شراء المياه، فبالرغم من محاولات الإدارة الذاتية لا تزال تركيا ومرتزقتها تقطع المياه بين الحين والآخر، حيث دام الانقطاع الأخير قبل فترة وجيزة حوالي ثمانية أشهر، لذا تعمل الإدارة الذاتية في الوقت الراهن لإيجاد حلول بديلة عن مياه محطة علوك".
وفي ختام حديثها دعت نوار صبري المنظمات والمجتمع الدولي بوضع حد لممارسات تركيا اللاإنسانية بحق شعوب المنطقة "على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية أن تأخذ في الاعتبار ما يعانيه أهالي مدينة الحسكة من حرمان، وتحييد محطة علوك من سياسة تركيا العدائية تجاه شعوب المنطقة".
ومن جهتها قالت زهرة سينو وهي من أهالي مدينة الحسكة "احتلت تركيا مدينة سري كانيه وقتلت وهجرت الآلاف منهم، ومع ذلك لم تكتفي ولجأت إلى قطع مياه الشرب عن أهالي مدينة الحسكة والمهجرين قسراً"، متسائلة "ماذا تريد تركيا منا لتصب كل هذا الحقد على شعوب المنطقة وتمارس هذه الأساليب البشعة بحقنا؟".
وأشارت إلى أنه في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المنطقة يلجأ الأهالي إلى حفر الآبار التي لا تصلح للشرب أو شراء المياه من الصهاريج والتي لا تكفي العائلات أكثر من يومين في ظل فصل الصيف.
وناشدت زهرة سينو المنظمات الدولية بالقيام بواجبها تجاه أهالي مناطق شمال وشرق سوريا ووضع حد لممارسات تركيا ومرتزقتها الذين يرتكبون أبشع الجرائم بحق الإنسانية "مهما فعلت تركيا فلن نترك بلادنا لقمة سائغة لها".