'تخلي العائلة عن الفتاة بعد الزواج يزيد من العنف ضدها'

تقول الناشطة دياري فيردون أن الذهنية الأبوية والتقاليد البالية وعدم دعم الأسرة لبناتها مهدت الطريق لزيادة العنف ضد النساء والفتيات.

شيرين صالح

سليمانية ـ يرتكب العنف ضد المرأة في المجتمع من نواحي عديدة، وذلك بسبب هيمنة العقلية الأبوية والتقاليد البالية والزواج القسري والأسرة التي تمنع النساء من العمل واختيار شركائهن، كما أنهن تحرمن من معظم حقوقهن.

 

"تهيئة الظروف للزواج من أكبر الجرائم"

قالت الناشطة دياري فيردون أن اختيار الأشخاص للزواج يعتمد على تنشئة الأسرة التي يعيشون فيها، ورغم أن المجتمع يتطور، إلا أنه لا تزال هناك عقلية منغلقة، تمنع الفتيات من اختيار شريك حياتهن، وإذا علمت العائلات أن شخصان يريدان الزواج ببعضهما وتربطهما علاقة، فسوف يمنعون زواجهما، وهنا تبدأ المآسي في المجتمع والعائلات، ويضعون شروطاً عديدة عليهما.

 

"أكبر عنف نفسي ضد المرأة هو عدم استرجاع أطفالها"

وأوضحت أن العديد من قضايا النساء في المحاكم لمجرد أن أسرتهن تخلت عنهن عندما تزوجن، وهي من الشروط التي تفرض عليهن عندما يتم الموافقة على زواجهن من أشخاص هن قد اخترنه، كمان أنهن في حال تطلقن فلا يمكنهن أن تصطحبن أطفالهن معهن، وهو بحد ذاته عنف نفسي ضد المرأة "إن وضع هذه الشروط على المرأة يسمح للرجل بارتكاب العنف، وعدم وجود دعم من الوالدين يجعل المرأة تقبل العنف، وبالتالي يرتكب كل من والدي المرأة والرجل العنف ضد المرأة، وهي طريقة تفقد بها المرأة حياتها".

وأشارت دياري فيردون إلى أنه في بعض الحالات تجبر الأسرة الفتاة على الزواج "للأسف الزواج القسري لا يزال موجوداً في مجتمعنا بسبب التفكير الذي يمنع المرأة من الاختيار، كل ما يريدون ينتج عنه كوارث مثل الطلاق والزواج والعلاقات خارج الأسرة وهذا بسبب هيمنة العقلية الذكورية في مجتمعنا، لدينا الكثير من المثقفين ولكن ليس هناك فرق لأنهم نشأوا على هذا الفكر".

 

"للحد من العنف يجب ألا نمنع النساء من اختيار شركائهن"

وقالت الناشطة دياري فيردون "بعض الأفراد لديهم عقلية ذكورية ومتمسكين بالتقاليد البالية، لذلك نرى المزيد من الكوارث الآن، بينما كان يجب أن يتضاءل. أتمنى أن يتجاهل الآباء العقلية الذكورية والتقاليد البالية عند تزويج فتياتهن، وأن تتزوج المرأة بمحض إرادتها".