'ثورة 19 تموز ولادة جديدة لكافة المكونات وتكاتفهم'
أكدت نساء مدينة حلب أن ثورة 19 تموز إطار لتكاتف شعوب إقليم شمال وشرق سوريا، وولادة جديدة لهم، وانطلاقة في سبيل تحرر المرأة من نظام الرأسمالية والمجتمع الأبوي الذي كان يتحكم بها، وفتح المجال أمامها لإثبات مكانتها.
روبارين بكر
حلب ـ انطلقت شرارة ثورة 19 تموز عام 2012 بإقليم شمال وشرق سوريا، وخلقت روح التعايش المشترك والتكاتف بين جميع مكوناته، وعرفت بثورة المرأة لما لعبت فيه من دور بارز، وتميزت بنظامها الإداري الذي يعد نموذجاً جديداً في الشرق الأوسط، يستند إلى فلسفة الأمة الديمقراطية التي تدعو إلى بناء مجتمع أخلاقي سياسي يضمن حرية المرأة وحماية البيئة.
حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب من الأحياء التي دافعت وتصدت للانتهاكات والهجمات التي طالتها من قبل حكومة دمشق ومرتزقة الاحتلال التركي، وأبدى أهالي المنطقة إلى جانب مقاتلي حماية الشعب والمرأة مقاومة عظيمة متصديين ببسالة لتلك الهجمات، وذلك وفقاً لمبادئ ثورة 19 تموز.
بعد مرور 12 عاماً على ثورة 19 تموز التي انطلقت شرارتها من مدينة المقاومة كوباني في ظل الصراعات والنزاعات التي شهدتها المنطقة، انعكس دور المرأة في الثورة على نجاحها وتحقيق مبادئها حيث وصل لهيب هذه الثورة إلى كافة مناطق إقليم شمال وشرق سوريا.
وبالتزامن مع الذكرى الـ 12 لاندلاع ثورة 19 تموز قالت الرئيسة المشتركة لمجلس أحياء الشيخ مقصود والأشرفية هيفين سليمان إن "هذه الثورة كانت السبب في تكاتف شعوب ومكونات إقليم شمال وشرق سوريا، ومن خلالها أثبتت المرأة مكانتها في جميع جوانب الحياة كما شاركت في وضع حد للظلم والاستبداد والذهنية الذكورية التي كانت تحكمها طيلة الأعوام السابقة".
وتابعت "أصبحت المرأة ضمن هذه الثورة مثال يحتذي به العالم أجمع من خلال النجاحات والإنجازات التي قدمتها في كافة المجالات خاصة المجال العسكري منها، فقد ضحت المرأة بروحها لتحمي مكتسبات ثورتها وتحافظ على مبادئها من الاستهدافات والهجمات وذلك من خلال قوات عسكرية خاصة بالمرأة تضم نساء في صفوفها منهم المناضلة آرين ميركان التي غيرت الموازين السياسية في كوباني أثناء هجوم مرتزقة داعش عليها، وغيرها المئات من المناضلات اللواتي ضحينّ بأرواحهنّ من أجل حماية أرضهن وصون كرامة شعبهن".
وأضاقت "أخذت هذه الثورة طابعاً ونموذجاً مختلفاً عن غيرها من الثورات نتيجة مشاركة المرأة فيها حيث أصبحت صانعة للقرار وتقود هذه المرحلة التاريخية المهمة والحرجة في ذات الوقت، لهذا نرى أنها الأكثر تعرضاً لاستهدافات العدو والقوى الطامعة التي تحاول كسر إرادتها والتقليل من مكانتها ضمن هذه الثورة".
وبينت أن "أهالي إقليم شمال وشرق سوريا بكافة مكوناته يتكاتفون أمام سياسات العدو الاستبدادية، خاصة بعد أن وجدوا أن مشروع الأمة الديمقراطية التي انطلقت على مبادئها ثورة 19 تموز الحل الأمثل للتعايش المشترك بين كافة المكونات".
وناشدت هيفين سليمان في نهاية حديثها كافة المكونات والأطراف في سوريا والشرق الأوسط للالتفاف حول مشروع الأمة الديمقراطية، مبينةً أن هذا المشروع ومبادئه سيقف في وجه إبادة الشعوب والسياسات التي تحاك ضد الشعوب الديمقراطية في كافة أرجاء العالم.
من جانب آخر هنأت منسقية مؤتمر ستار بأحياء الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب فهمية حمو بثورة 19 تموز "نبارك على جميع شهداء الحرية وكافة المناضلين/ات في ساحات القتال والجبهات وكافة مكونات إقليم شمال وشرق سوريا التي تكاتفت منذ بداية الثورة يداً بيد ضد النظام الرأسمالي المستبد والقمعي".
وعن السياسات التي كانت تمارس ضد مكونات إقليم شمال وشرق سوريا قبل اندلاع ثورة 19 تموز أشارت إلى أنه "لم يكن لهم أي حق في لغتهم أو هويتهم وحتى وجودهم، فقد كانت حكومة دمشق تفرض على الجميع سياسة العلم الواحد والأمة الواحدة والمذهب والديانة الواحدة، وتحت اسم الدولة العربية السورية، ولكن مع انطلاق ثورة 19 تموز أصبح لكل مكون حقوقه وديانته ولغته وحتى هويته، وأصبحوا يتكاتفون مع بعضهم على أساس الديمقراطية والعدالة وأخوة الشعوب، والمثال على ذلك حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب التي تكاتفت مكوناتها منذ بداية الثورة وإلى يومنا الراهن لتسجل اسم مقاومة الشيخ مقصود بصفحات التاريخ".
وحول تنظيم المجتمع والمكونات الموجودة بإقليم شمال وشرق سوريا ضمن صفوف الثورة، بينت فهيمة حمو أن "مع انطلاق الثورة تسارع الأهالي وبكافة المكونات إلى تنظيم أنفسهم ضمن المؤسسات والكومينات، منهم أهالي الشيخ مقصود والأشرفية حيث شكل هذه التنظيمات مكاناً لجمعهم وتنظيمهم وتلقي التدريبات بشكل ديمقراطي وعادل، كما أن المرأة نظمت نفسها ضمن هذه الثورة بجميع المراكز والمؤسسات ولهذا سميت بثورة المرأة".
وفي ختام حديثها لفتت فهيمة حمو إلى الاستهدافات التي طالت النساء "المرأة ضمن ثورة 19 تموز أصبحت ذات فكر حر وصاحبة إرادة قوية وقيادية ضمن صفوف هذه الثورة لهذا يتم استهدافها بمختلف الطرق والوسائل من قبل الاحتلال التركي وغيرها من القوى التي تخشى من قوة وإرادة المرأة بهدف كسر إرادتها القوية والقضاء على فكرها الحر الديمقراطي".
بدورها قالت عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي بمدينة حلب ميادة عربو إن "المكتسبات التي حققتها ثورة 19 تموز كانت مواجهة السلطة الرأسمالية والتهميش والاقصاء التي كانت تعاني منها شعوب المنطقة على مدار أعوام، وقد أصبحت هناك ثورة ديمقراطية تنادي بالمساواة والعيش المشترك وأخوة الشعوب، ولقت هذه الثورة قبولاً كبيراً من كافة المكونات المتواجدة بإقليم شمال وشرق سوريا، وأبرز هذه المكتسبات إعلان الإدارة الذاتية وتطبيق نظام الرئاسة المشتركة، فقد تم إشراك المرأة بشكل كبير في هذه الثورة وأثبتت مكانتها في كافة المجالات منها السياسية والعسكرية والدبلوماسية، كما تم تأسيس مراكز خاصة بالنساء بهدف تنظيمهن وتوعيتهنّ في جميع النواحي ومساندتهن لمواجهة سياسات الرأسمالية".
وأشارت ميادة عربو في ختام حديثها أن المرأة واجهت الذهنية السلطوية والنظام الأبوي الذي كان متحكم ومطبق عليها ضمن مجتمع متقيد بالعادات والتقاليد الباليه كما عانت من الرأسمالية والسلطة، وكانت الأنظمة تتحكم بها عبر سياستها المستبدة والمتطرفة، ولكن ثورة 19 تموز فتحت المجال أمام النساء لتثبتن مكانتهنّ ودورهنّ في المجتمع"، مؤكدةً أن الثورة شكلت انطلاقة لتكاتف الشعوب والمكونات من أجل بناء سوريا ديمقراطية لا مركزية يحيا فيها الجميع بألوانهم وطوائفهم ولغتهم.