تحت راية الصمود... نساء غزة تعملن لمواجهة المجاعة والفقر

تتصدى نساء غزة للفقر وسياسة التجويع من خلال العمل في مهن تقليدية، ولتأمين الاحتياجات الأساسية لعوائلهن، ولتثبتن للعالم أن المرأة رمز الصمود والإرادة رغم الظلم والانتهاك.

نغم كراجة

غزة ـ تشهد النساء في قطاع غزة، تحت وطأة الحرب المستمرة، أوضاعاً متدهورة ومعاناة يومية تفوق طاقة تحملهن فضلاً عن التهديد المستمر لحياتهن وأمنهن، وبسبب نقص المساعدات الإنسانية والفقر لجأن للعمل في مهن كانت حكراً على الرجال.

تجاهلت الحرب المستمرة بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس حقوق نساء وأطفال غزة، فقد أفقدتهم حق العيش بأمان والحصول على أدنى مقومات الحياة، فعلى الرغم من إرادة المرأة الصلبة في مواجهة التحديات، إلا أنها تجد نفسها عالقة بين الفقر والجوع وانعدام الاستقرار جراء الظروف القاسية والمهلكة.

أكدت فاتن عطا الله أن معاناة نساء غزة تفاقمت بعد تعرض منازلهن ومصادر رزقهن للدمار بفعل القصف المتكرر، ما أجبرهن على البحث عن مصادر دخل جديدة لتوفير احتياجات عوائلهن وتأمين سبل العيش وسط سياسة التجويع والفقر المدقع في ظل استمرار الحرب الطاحنة في قطاع غزة.

وأوضحت أن النساء تواجهن عنفاً مضاعف وانتهاكات جسيمة من قبل القوات الإسرائيلية، حيث تعتقلن دون مبرر وتتعرضن للتعذيب والاعتداء الجسدي والنفسي، هذه التجاوزات تضاف إلى قائمة طويلة من المعاناة والضغوطات النفسية الهائلة التي تعيشها النساء في القطاع.

وأكدت أنها مضطرة لإعالة نفسها وتأمين مصروفها اليومي، لذلك قررت العمل في بيع التبغ كوسيلة لتوفير لقمة العيش، مضيفةً أنه قرار صعب إلا أنها لم تجد بديلاً آخر "تفعل النساء ما بوسعهن من أجل توفير احتياجاتهن ومتطلباتهم بدلاً من انتظار المساعدات وعطف الآخرين، جميع نساء غزة أظهرن للعالم صمودهن الأسطوري بوسائل وطرق مختلفة".

ولفتت فاتن عطا الله إلى أنها تواجه تحديات كثيرة خلال عملها، فهي تجلس لساعات طويلة يومياً قد تصل لتسع ساعات، وهو مجهداً بالنسبة لصحتها المتدهورة، إلا أن مواجهة هذه التحديات أجبرها على ذلك، من أجل توفير لقمة عيشها ومصروفها اليومي في ظل الظروف الصعبة التي يعانيها القطاع.

وأكدت أن حالها يمثل حال الآلاف من نساء غزة اللواتي تواجهن ذات المعاناة، وترى أنه لابد من أن يكون هناك مخطط لتعزيز حماية المرأة وتوفير الدعم اللازم لها ضمن الأولوية القصوى لدى المجتمعات الدولية.

ففي اليوم الثامن من شهر آذار/مارس، احتفل العالم بإنجازات المرأة وإسهاماتها ودورها الرائد في المجتمع بينما تعيش الفلسطينيات مأساة عصيبة تجرعت فيها الويلات، وتقول "تحتفل النساء بيومهن في جميع أنحاء العالم ويتم تكريمهن وتقديرهن بينما نساء غزة وضعن في خانة الضحايا بين قتيلات وجريحات ومفقودات وجائعات، نحتاج لسنوات طويلة حتى نتناسى ما عشناه".

وفي ختام حديثها قالت فاتن عطا الله إن "مجتمعاتنا وحكوماتنا مطالبة بالتحرك الفوري لحماية حقوق الفلسطينيات، وتوفير حماية خاصة تضمن لهن العيش بأمان وكرامة، كما يجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه هذه الفئة المهمشة، والضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها ضد النساء في فلسطين عموماً وغزة خصوصاً".