تحرير كوباني نقطة تحول في الحرب ضد المرتزقة

بنضال ومقاومة شعبها ووحدات حماية الشعب والمرأة تحررت مدينة عين العرب/كوباني بتاريخ 26 كانون الثاني/يناير عام 2015 بعد معارك ضارية ضد أخطر التنظيمات في العالم.

نورشان عبدي

كوباني ـ نساء مدينة كوباني تؤكدن أنه بفضل المقاومة التي أبداها أبناء المدينة تعشن اليوم بأمان وسلام، وطالبن بوضع حد لانتهاكات الدولة التركية في المناطق المحتلة.

هاجم مرتزقة داعش مدينة كوباني وقراها بمقاطعة الفرات في إقليم شمال وشرق سوريا من جهاتها الأربعة بالأسلحة الثقيلة في 15 أيلول/سبتمبر عام 2014 بهدف السيطرة على المدينة وبعد معركة استمرت 134 يوماً انتصرت إرادة وقوة مقاتلي/ات وحدات حماية الشعب ـ المرأة ونضال الأهالي، وتم تحرير المدينة بتاريخ 26 كانون الثاني/يناير عام 2015.

على جغرافيا كوباني صغيرة المساحةً دارت معركة تاريخية استشهد فيها المئات من أبناءها لكنهم دافعوا عنها حتى الرمق الأخير، كل مكان وزقاق من المدينة مازال يحتفظ بذكرى المقاومة التي أصحبت مقاومة العصر، حتى جدران المنازل تتحدث عما عاشه المقاتلين/ات في تلك المعركة.

 

"بفضل تضحية ومقاومة أبناءنا نعيش اليوم بأمان "

قالت سميرة محمد إحدى المشاركات في تحرير كوباني "شاركت في صد الهجوم عن المدينة تحت راية وحدات حماية المرأة وإلى جانب ابنتي التي قاتلت من أجل قضيتها ومدينتها، كنت من النساء المحظوظات لتواجدي في هذه المعركة التاريخية التي عرفت على مستوى العالم ببطولات أبناءها وبناتها، آنذاك كنت عضوة في قوى الأمن الداخلي ولم نكن في الجبهات الأمامية لكننا شهدنا الأحداث والمجريات، هاجم مرتزقة داعش المدينة من ثلاث جهات حتى الوصول إلى مركز المدينة".

وأكدت أن "مقاتلات وحدات حماية المرأة كان لهن دور ريادي وتأثير إيجابي على سير مجريات المعركة لتحرير المدينة، لذلك أصبحت وحدات حماية المرأة القوة الأولى التي تحمي وجود وهوية النساء ليس فقط في شمال وشرق سوريا ولكن في جميع أنحاء العالم"، مؤكدة أنه "بإرادتنا وعزيمتنا وتعاوننا هزمنا وقضينا على أخطر قوة إرهابية في العالم كانت تهدد الإنسانية، فالقوات الدولية في الموصل والعديد من المناطق في سوريا لم تستطع التصدي لها، لكن في روج آفا وفي قلعة الصمود كوباني قضت وحدات حماية الشعب على وجود مرتزقة داعش في المدينة".

واستذكرت بعض الأحداث التي تأثرت بها خلال مشاركتها "مررنا بالعديد من المواقف التي تأثرنا بها كثيراً وذات المواقف أعطتنا القوة للاستمرار بالنضال والمقاومة، كنت أرى كيف قتل عدد من المناضلين/ات أمام عيني في سبيل تحرير كوباني والقضاء على داعش، واليوم لولا تلك المقاومة الشرسة ولولا تلك الدماء التي سقت أرض كوباني لما استطعنا العيش بسلام فيها وكانت النساء في روج آفا ستعانين ذات المأساة التي عاشتها نساء شنكال على يد مرتزقة داعش".

 

"كوباني توحد الصف الكردي"

من جانبها قالت مدينة إبراهيم "مرتزقة داعش هاجموا كوباني بدعم من الاحتلال التركي، ولكن بالمقاومة التي أبداها أبنائها أفشلوا مخططات داعش والدولة التركية، الهدف من الهجوم على كوباني هو القضاء على الكرد وكوباني بشكل خاص ولكن تضحية ومقاومة مقاتلي/ات وحدات حماية الشعب ـ المرأة أفشلت كافة المخططات وانتصرت إرادة الشعب الكردي في هذه المدينة"، مؤكدة أن جغرافية صغيرة مثل كوباني وحدت الكرد من جميع أنحاء كردستان "بنضال ومقاومة أبناء الشعب الكردي في قلعة الصمود كوباني توحد الصف الكردي، الدليل الأكبر على ذلك في وقتنا الحالي هو أضرحة الشهداء من أجزاء كردستان الأربعة، مقبرة الشهيدة دجلة هي مكان الفخر والعزة لأبناء الشعب الكردي".

وأضافت "في ظل المخططات الرامية للقضاء على إرادة ووحدة الشعب الكردي وهجمات الدولة التركية المستمرة على المدينة، نحن بحاجة لذات روح المقاومة والوحدة التي انتصرت خلال معركة كوباني ضد مرتزقة داعش"، مؤكدةً "نحن النساء سنحافظ على روح المقاومة التي حررت كوباني للوقوف بوجه الهجمات التي تهدد أمن واستقرار مناطقنا، وكما حررنا كوباني سنحرر كافة المناطق التي احتلتها الدولة التركية ومرتزقتها".

 

"بعد هزيمة داعش تركيا كشفت قناعها العدواني "

من جهتها أكدت الرئيسة المشتركة لمجلس الناحية في مدينة كوباني بمقاطعة الفرات مقبولة بكي أن "مدينة كوباني منذ عام 2014 وحتى يومنا هذا معرضة للخطر بسبب تهديدات الدولة التركية المستمرة، فهي التي جمعت كافة القوات الإرهابية تحت مسمى الجيش الحر وجبهة النصرة وأرسلتها للقضاء على الشعوب التواقة للديمقراطية والحرية، ومن ثم غيرت المسمى ليكون داعش وفتحت لها الحدود ومولتها للقضاء على مدينة كوباني بشكل خاص هذه المدينة التي انطلقت منها ثورة المرأة وأولى المناطق السورية التي دخلها القائد عبد الله أوجلان وبفكره هزمنا مرتزقة داعش، وبعد هذه الهزيمة النكراء كشفت الدولة التركية عن وجهها الحقيقي وبدأت محاربتنا بأسلحتها وجيشها لكي تحتل مناطقنا".

وأضافت أن "معركة كوباني أصبحت أبرز أحداث القرن الـ 21 وذلك بفضل المقاتلين/ات حتى أنه تم تخصيص الأول من تشرين الثاني يوماً للتضامن مع مدينة كوباني، كما تم إنتاج العديد من الأفلام والبرامج والأغاني عن إرادة وعزيمة أبناءها، لذلك نطالب الدول التي وقفت معنا في صد هجوم مرتزقة داعش والقضاء عليها الوقوف معنا اليوم لوضع حد لانتهاكات الدولة التركية"، لافتة  إلى أنه "لولا المقاومة التي أبداها أبناء الشعب الكردي في كوباني لتمكنت هذه القوى الظلامية من نشر فكرها الرجعي في كافة أنحاء العالم وحتى الدول الضامنة في مناطقنا اليوم تصمت على انتهاكات الاحتلال التركي".