تهميش مقصود... صعوبات وتحديات تواجه النساء الدرزيات
تواجه الدرزيات في إدلب صعوبات عديدة أبرزها التهميش المتعمد من قبل المرتزقة.
هديل العمر
إدلب ـ المرأة الدرزية محرومة من أدنى حقوقها في التعليم والعمل والصحة، ودورها مهمش في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ بسبب ديانتها ومعتقداتها.
فقدت رؤى الترك البالغة من العمر 23 عاماً، وهي من سكان بلدة كفركيلا ذات الأكثرية الدرزية في إدلب، جنينها أثناء توجهها إلى مشفى كفر تخاريم الذي يبعد عن منطقة سكنها حوالي 35 كيلومتر، ما أدى لتأزم حالتها الصحية التي أفضت لخسارتها طفلها قبل وصولها إلى المشفى الذي استغرق الوصول إليه قرابة ساعة ونصف.
وقالت إن مشفى "كفرتخاريم التخصصي" هو أقرب مشفى نسائي على مكان سكنها، حيث تعاني معظم نساء القرية من صعوبة الوصول إليه نظراً لبعد المسافة وصعوبة الطريق الذي لا يصلح لسير الحيوانات حتى يتيح للآليات التنقل عليه بسهولة.
وأوضحت أن المرتزقة تمنع المنظمات الإنسانية العاملة في إدلب، من إقامة أي مشاريع خدمية وصحية لمساعدة سكان منطقة "جبل السماق" الذي يقطنه السكان الدروز، في محاولة منهم للتضييق على المعتقدات بهدف تهجير ما تبقى من الدروز الذين تمسكوا بتراثهم وأرضهم.
وأشارت إلى أنها لن تتمكن من الحمل والانجاب قبل ثلاث سنوات نتيجة التمزقات الشديدة التي أصابت الرحم، ما سبب لها العديد من المشاكل الصحية والنفسية التي وصلت حد الاكتئاب.
وتعاني قرى جبل السماق بشكل عام والتي تخضع لسيطرة مرتزقة ما يسمى بـ "هيئة تحرير الشام" من واقع خدمي سيئ، بسبب غياب الدعم، ما يجبر العشرات من الأهالي للنزوح والهجرة للتوجه إلى القرى والبلدات المجاورة لهم والتي تكون مخدمة إلى مستوى كبير مقارنة مع قراهم.
سلوى الرازي البالغة من العمر 28 عاماً، المقيمة بقرية قلب لوزة في إدلب، تقول أن المرأة الدرزية محرومة من أدنى حقوقها في التعليم والعمل والصحة، ودورها مهمش في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بسبب ديانتها ومعتقداتها.
وأوضحت أنها ترغب في تعلم مهنة تمكنها من إعالة نفسها ووالديها المسنين، بعد يأسها من الحصول على وظيفة، بعد أكثر من أربع أعوام على تخرجها من كلية التربية في جامعة إدلب.
وأشارت إلى أن ما يحصل بحق النساء الدرزيات من عنصرية وحرمان على مدى عشر أعوام، سيفضي إلى نتائج وصفتها "بالكارثية" على هذه الفئة المهمشة "كالجهل، والأمية، والأمراض الصحية والنفسية" بسبب غياب القوانين التي تحميهم وتؤمن لهم حياة كريمة.
وبحسب نساء درزيات التقت بهن وكالتنا فإن السكان والأهالي القاطنين في مناطق جبل السماق يتعرضون لتهديدات مستمرة من مهاجرين وأجانب "نتيجة انتمائهم الديني".
ولا تخفي خديجة العبد الله البالغة من العمر 42 عاماً، وهي ناشطة حقوقية نسوية مقيمة في مدينة إدلب، حالة التجاهل وعدم الاكتراث لواقع الدرزيات ومناشداتهن المستمرة لتحسين أوضاعهن المعيشية والخدمية وتحصيل أدنى حقوقهن المشروعة كالتعليم، والحماية، والعمل.
وأضافت أن هذه الممارسات منافية للقوانين الدولية وللدستور السوري الذي يضمن لجميع المواطنين الأمن والاستقرار والرعاية الصحية والخدمات العامة بغض النظر عن الانتماء الديني أو الطائفي، وهو ما تسعى المرتزقة لتعزيزه.