تهديدات عوائل مرتزقة داعش على النازحين في مخيم الهول
كاملة إبراهيم جبر، نازحة عراقية تقيم منذ 6 أعوام في مخيم الهول، تقول إن قدوم عوائل مرتزقة داعش إلى المخيم شكل خطراً على حياتهم، وناشدت الحكومة العراقية للعمل على نقلهم إلى بلدهم
سوركول شيخو
الحسكة- .
يعتبر مخيم الهول من أخطر المخيمات في العالم. ويقع على بعد 45 كم شرقي مدينة الحسكة في إقليم الجزيرة في مناطق شمال وشرق سوريا. وبحسب المعطيات يعيش في المخيم 31 ألف نازح عراقي، بالإضافة إلى 21 ألف نازح سوري، كما تقطن في المخيم 8700 من عوائل مرتزقة داعش الأجانب. بعد تحرير بلدة الباغوز من داعش، تم نقل الآلاف من المرتزقة الذين سلموا أنفسهم إلى قوات سوريا الديمقراطية، إلى مخيم الهول. ومنذ أن تم نقل عوائل مرتزقة داعش إلى المخيم، شهد المخيم جرائم قتل بحق النازحين واللاجئين السوريين والعراقيين. فمنذ بداية عام 2021 شهد المخيم 47 جريمة قتل بحق النازحين معظمهم من العراقيين.
أطلقت قوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا، وبالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة حملة ضد خلايا داعش التي تخل بالأمن في المخيم. انطلقت الحملة فجر يوم 28 آذار/مارس، يشارك فيها أكثر من 6 آلاف من أعضاء قوى الأمن الداخلي ومقاتلي قوات سوريا الديمقراطية. وبدأت الحملة اعتباراً من القطاع الأول من المخيم حيث يقطن اللاجئون العراقيون وتستمر باتجاه قطاع المهاجرين.
النازحة العراقية كاملة إبراهيم جبر، نزحت من العراق جراء هجمات داعش في عام 2014 على مدينة الموصل، وتقيم منذ ذلك الوقت في مخيم الهول.
"أعيش في المخيم منذ 6 أعوام"
في اللحظة التي تم تأمين خيمة كاملة جبر، قالت "أعيش في المخيم منذ 6 أعوام، نزحت من الموصل بسبب هجمات داعش، قبل فترة ذهبنا إلى الموصل، ولكن مع الأسف كان الإيرانيين يستولون على ديارنا، لم أجد الأمان هناك. لذلك توجهت إلى بغداد ومنها إلى الأنبار وعدت إلى مخيم الهول، ورغم المعاناة فإننا نشعر بالأمان هنا، قوى الأمن الداخلي تساعدنا كثيراً".
"أجبرونا نحن وأبنائنا على ارتداء الحجاب"
قالت كاملة جبر إنها اضطرت إلى ارتداء الحجاب، وكذلك فعل أبنائها منذ أن قدمت عوائل داعش، وتزايدت تهديداتهم ضد الأهالي، وقالت أيضاً "منذ أن قدمت عوائل مرتزقة داعش، الذين جاؤوا من الباغوز إلى المخيم، ظهرت العديد من المشاكل الكبيرة. ووصلت في الفترة الأخيرة إلى درجة القتل. اللاجئين العراقيين هم أكثر من يتعرضون للقتل. إن وجود وقدوم مرتزقة داعش يشكل خطراً كبيراً على حياتنا.
اللباس والحجاب الذي نرتديه أنا وأبنائي الآن تم فرضه علينا من قبلهم. عوائل داعش يهددوننا بالقتل، لذلك فقد أجبرنا على ارتداء الحجاب".
"رغم التهديدات فإننا مصرون على الحياة"
تقول كاملة جبر أن أكثر المتضررين من وجود عوائل مرتزقة داعش هم اللاجئين العراقيين، "عوائل داعش يعيدون تنظيمهم من جديد، ويشكلون خطراً كبيراً وجدياً على حياتنا. لقد قالوا لي بصراحة أما سنعيش معكم أو سنقوم بإحراق خيمكم، أنا واحدة من النساء اللواتي تم سكب البنزين على خيمتها، ولكننا كنا محظوظين لأنها لم تحترق. نحن نعيش في وضع غير آمن.
لا أستطيع فتح باب خيمتي إلا بعد شروق الشمس، في الليل تحدث جرائم قتل، وأنا أخاف على أولادي، لذلك أفعل ما بوسعي من أجل حمايتهم".
"يحاربوننا كل يوم"
وقالت كاملة جبر إنهم يتعرضون للتهديد بشكل يومي لأنهم لم يتعاونوا مع داعش، "نحن العوائل العراقية نعيش في مخيم الهول منذ 6 أعوام، ترتكب بحقنا جرائم القتل. والسبب هو أنه عندما ظهر داعش وانتشر في دير الزور، فإننا لم نتعاون معهم ولم ننضم لهم. يقولون لنا، لماذا لم تحاربوا إلى جانبنا؟ نحن هجرنا بسبب الحرب، فكيف سوف نحارب المدنيين الأبرياء، ونحن بأنفسنا هجرنا بسبب الحرب، وبسبب الظلم والقصف؟ لذلك فإننا لن نشارك في قتل اشقائنا أبداً".
"على الحكومة العراقية نقلنا إلى بلادنا"
وتطرقت كاملة جبر إلى الحملة التي نفذتها قوى الأمن الداخلي، "نحن راضين جداً بالحملة التي تنفذها قوى الأمن الداخلي، ونحن في نفس الوقت نقف إلى جانبهم. عندما نرى دورياتهم في الشوارع خلال فترات المساء نشعر بالأمان. نحن نطالب الحكومة العراقية بالعمل على نقلنا إلى ديارنا في الموصل، لأنه لم يعد هناك أمان هنا بسبب عوائل داعش. وفي نفس الوقت يجب إيجاد حل لمشكلة مخيم الهول، ووضع حد لجرائم القتل".