تحديات ومصاعب تواجه الواقع التعليمي في مخيم تل السمن
يستقبل أطفال مخيم تل السمن شمال مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا، الشتاء في ظل ظروف قاسية تحد من سيرورة العملية التعليمية.
يسرى الأحمد
الرقة ـ تزداد معاناة الأطفال في مخيم تل السمن لنازحي تل أبيض مع بداية فصل الشتاء وظروفه القاسية وتأثيره البالغ على العملية التعلمية.
تأسس مخيم تل السمن عام 2019 ليأوي نازحي مدينة تل أبيض/كري سبي عقب احتلالها من قبل تركيا، ويبعد30 كم عن مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا، ويقطن فيه حوالي 6600 شخص نزحوا قسراً من مدينتهم.
ولمحاربة ظروف النزوح التي أدت إلى حرمان الأطفال من حق التعليم قامت إدارة المخيم بافتتاح مدارس عدة في المخيم للقضاء على الجهل، وحول الواقع التعليمي في المخيم أوضحت الموجهة خديجة الجاسم "شهد العام العديد من التغيرات التي أجبرتنا على افتتاح مدرسة ابتدائية وأخرى إعدادية ضمن المخيم لحل مشكلة ازدياد أعداد الطلبة والتي أثرت على عملية الاستيعاب، إلى جانب مشكلة المناخ التي تؤثر بشكل مباشر عليهم ففي فصل الصيف درجات الحرارة تكون مرتفعة وسط غيات الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه، وفي فصل الشتاء يعانون من البرد القارس".
وبينت أن إدارة المخيم قدمت العديد من النصائح والدروس التوعوية والإرشادية لتثقيف الطلبة من الناحية الصحية حرصاً على سلامتهم البدنية، وتوعوية الأهالي بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم تجاه أطفالهم وسلوكياتهم الأخلاقية والتعليمية لتنشئة أسرة سليمة.
وأوضحت المعلمة هناء إسماعيل العقرب أن "الظروف المناخية زادت من معاناة الأطفال المتواجدين في خيم مصنوعة من قماش رقيق لا تقي من برد الشتاء ولا حر الصيف، فمع دخول فصل شتاء وأجوائه القاسية يعيش الأطفال في حالة خطر دائم، فالجو العاصف يرافقه مخاوف من اقتلاع الخيمة، وفي حال هطلت الأمطار فإن ذلك سيؤدي إلى حدوث طوفان وتسرب المياه إلى داخل الخيم وابتلال ما بداخلها".
وعن الأخطار الناجمة في حال إشعال المدافئ في خيم قابلة للاشتعال قالت "أثر الحريق الذي اندلع العام الماضي وأسفر عن وفاة طالبة تبلغ 8 سنوات وإصابة أربعة آخرين بحروق، على الوضع النفسي للأطفال، حيث سبب حالة هلع وخوف لهم فلا تزال تلك الحادثة عالقة في أذهانهم وباتو يخشون الذهاب للمدرسة ويتحملون برد الشتاء فضلاً عن إشعال المدافئ".
وحول أهمية إضافة مادة الثقافة والأخلاق إلى المناهج الدراسية قالت "الحروب والقصف والدمار الذي طال مدينة تل أبيض أثناء احتلالها من قبل تركيا ومرتزقتها خلف آثار نفسية جسيمة على الأطفال وسلوكياتهم والذي خلق معهم حالة من العدائية والضياع والجهل وعدم الاستيعاب"، مشيرةً إلى أنه من أجل القضاء على هذه الظواهر كان لابد من إدخال مادة الثقافة والأخلاق للمناهج الدراسية لترسيخ القيم والمبادئ الأخلاقية لدى الأطفال ومعالجة المشاكل التي تواجههم ضمن أسرتهم ومع زملائهم في المدرسة بطرق صحيحة وتوفير مساحة آمنة لهم".
وأكدت أنه "رغم المعاناة والظروف الصعبة للنزوح إلا أن هنالك العديد من الطلبة تفوقوا في دراستهم بفضل جهودهم المبذولة التي تعد خير دليل على إصرارهم ومقاومتهم على أمل العودة إلى ديارهم، فهناك العديد من المواهب لدى الأطفال كالغناء والرسم وبدورنا نسعى لتنميتها من خلال فعاليات تقام في المخيم بهدف دعمهم وتشجيعهم".
وقالت الطالبة أفين خليل من مدينة تل أبيض ذات 15 عاماً "معاناتنا تتضاعف مع حلول فصل الشتاء سواءً في الخيمة التي نسكنها وتستخدم لكل شيء، ففي الأيام الماطرة لا نذهب إلى المدرسة بحكم أنه لا تتوفر الكهرباء فيتم فتح باب الخيم بهدف الإنارة، مما يؤدي إلى إصابتنا بأمراض مزمنة بسبب البرد القارس فنحاول البقاء في المنزل لحماية أنفسنا من البرد".
وتمنت أن يتم تحرير مدينة تل أبيض ويعم الأمان والاستقرار كما كان قبل احتلالها "أتمنى العودة إلى منزلنا ومدرستي التي كانت توفر لنا الأمن والحماية والتعليم".