"TBD Algria" مبادرة لتوعية النساء بمخاطر الاعتداء الجنسي والتحرش

يتم تسجيل أرقام مرعبة عن النساء والأطفال ضحايا الاعتداء الجنسي في الجزائر، الضحية في غالب الأحيان لا تبلغ عما تتعرض له من جهة خوفاً من انتشار الفضيحة ومن جهة المجتمع الجزائري يعد الاعتداء الجنسي بمثابة "تابو".

نجوى راهم

الجزائر ـ أطلقت لينا فرح شبوب مبادرة TBD Algria"" لمكافحة التحرش والاعتداء الجنسي ضد النساء والأطفال على منصات التواصل الاجتماعي، من أجل التوعية بمخاطر هذه الظاهرة خاصة بعد ظهور أرقام مرعبة لضحايا الاعتداء الجنسي في الجزائر.

لرفع الوعي لدى النساء والأطفال تجاه الاعتداء الجنسي واتخاذ التدابير المناسبة قامت لينا شبوب عام 2020 بإطلاق مبادرة TBD Algria"" والتي تعني "Tomorrow is a better Day- لغد أفضل" لمكافحة التحرش والاعتداء الجنسي في الجزائر، وعن هذه المبادرة قالت إنها "أطلقت لوضع حد لكافة أشكال العنف والتحرش خاصة بعد ارتفاع عدد ضحايا هذه الجرائم المسكوت عنها في المجتمع الجزائري ولا يحاسب عليها المجرم وفي حالة الاغتصاب يتم تزويج المغتصب من الضحية التي يقع عليها كامل اللوم بينما يعيش هو حياته بكل حرية ودون خوف من أي عقاب"، مضيفةً أنه "لا توجد ثقافة حول الاعتداء الجنسي أو التحرش لذلك عندما يتحدث الأطفال عنها يتم اسكاتهم وفي حال وقوع التحرش يتم السكوت خوفاً من الفضيحة، كما أن الكثير من الناس لا يفرقون بين الاعتداء الجنسي والتحرش لذلك هم لا يعرفون الكثير عن أشكال الاعتداء الجنسي".

وأوضحت أن الكثير من النساء تتعرضن لاعتداءات جنسية يومياً في الطرقات "قرابة ستون فيديو موثق لحالات تحرش في الأماكن ووسائط النقل العامة، بالإضافة لذلك الكم الهائل من الرسائل التي لم يتم النظر فيها نظراً لضيق الوقت ولكونها تدير الصفحة لوحدها، حيث أن الكثير من حالات الاغتصاب يتم تزويج الضحية للتستر على الجريمة خاصة أن المجتمع الجزائر يظلمها ولا يناصرها على الجاني".

وحول اختيار الفضاءات الإلكترونية لإطلاق هذه المبادرة قالت "نظراً للتأثير الكبير والدور الفعال الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك اخترت الفضاء الإلكتروني منبراً لتوعية النساء تجاه هذه الآفة الخطيرة التي انتشرت على أرض الواقع بكثرة".

وعن أبرز نشاطات المبادرة أوضحت "كانت الحملة الرقمية "أفضح المتحرش" التي أطلق العام الماضي أبرزها حيث لاقت استحسان وتفاعل كبير من قبل مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، وهي عبارة عن مجموعة من الفيديوهات تم توثيقها في الشوارع وأماكن العمل وغيرها لمتحرشين قاموا بالتعرض لنساء أو أطفال"، حيث ترى أن فضح المتحرش هو الحل الأنسب لردعه ولجعله عبرة لك من أراد أن يسلك هذا الطريق.

وأكدت أن تي بي دي استطاعت أن تستمر لمدة ثلاثة سنوات وكان من أولوياتها تقديم الدعم النفسي أو السيكولوجي لضحايا الاعتداءات الجنسية والناجيات من العنف وذلك من خلال توفير التواصل المباشرة لهم مع أخصائيين في المجال النفسي ومحاميين لمساعدتهن في تخطي الأزمة أو توجيهم لاتخاذ التدابير والإجراءات القانونية اللازمة ضد المتحرشين والمعتدين، بالإضافة لتقديم عدد من الدروس الخاصة بالدفاع عن النفس للنساء.

وأضافت أن مبادرتها حققت نتائج إيجابية على رأسها كسر حاجز الصمت وزيادة الوعي لدى الكثير من النساء والفتيات وتشجيعهن على التبليغ عن الاعتداءات وفضح المتحرشين، مشيرةً إلى أن إنشاء صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت أيضاً في تشجيع نسبة لا يستهان بها من النساء على تخطي شعور الخوف إزاء الاعتداءات الجنسية والتحرش كما زادت من ثقتهن بأنفسهن، حيث سُجلت في سنة واحدة ما يزيد عن ٢٠٠ امرأة ناجية من اعتداء أو تعرضت للتحرش أو العنف تتواصل مع الصفحة.

وأوضحت أنها تعرضت للتشهير والابتزاز الإلكتروني، وقامت باتباع الاجراءات القانونية لمتابعة القضية "قام مجموعة من الأشخاص بنشر صور لي تحت مسمى الدعارة، كل ذلك لأنني قمت بفضح ونشر معلومات عن عدد من المتحرشين".