طالبات جامعة روج آفا: سنطور فكرنا لنكتب تاريخ المرأة بأقلامنا
تستمر الانتفاضة الشعبية في إيران وشرق كردستان، منذ أكثر من أربعة أشهر، وتصدر طلاب وأساتذة الجامعات المشهد.
شيرين محمد
قامشلو ـ أكدت طالبات من جامعة روج آفا أن هدف الدولة الإيرانية كغيرها هو استهداف النساء والفتيات والطلاب/ات لأنهم أساس المجتمع ومستقبله، فهي تخشى من قوة الفئة الشابة الذين بدأوا يتعرفون على حقوقهم ويطالبون بها.
بعد انطلاق الانتفاضة الشعبية في إيران وشرق كردستان، إثر مقتل الشابة الكردية جينا أميني، تصدر طلاب وطالبات وأساتذة الجامعات المشهد، وأخذوا زمام المبادرة في تنظيم الاحتجاجات والوقوف في وجه القوى الأمنية رغم القمع والتهديد والتعذيب والقتل والإخفاء، كما تعرض العديد من الطلاب للفصل.
وعن نضال طلاب/ات جامعات إيران ودور المرأة والفئة الشابة في هذه الانتفاضة، كان لوكالتنا لقاء مع طالبات جامعة روج آفا في مدينة قامشلو بشمال وشرق سوريا.
تقول طالبة قسم الجنولوجيا (علم المرأة) نوجين إيبش "بعد مقتل الفتاة الكردية جينا أميني على يد شرطة الأخلاق في إيران بذريعة أنها لم تلتزم بقواعد ارتداء الحجاب الإلزامي، انطلقت احتجاجات عمت أرجاء البلاد بأجمعها، الجميع كانوا يدركون أن ما كان يحدث انتهاك لحقوقهم، لذا لم يعودا يستطيعون تحمل النظام الديكتاتوري والفكر الأبوي الذي يفرض قيود جمة على المجتمع".
لكن ما ميز هذه الاحتجاجات عن سابقاتها أن النساء والفئة الشابة من طلاب الجامعات والمدارس الثانوية هم من قادوا الاحتجاجات التي تحولت إلى انتفاضة شعبية تجوب كافة أرجاء البلاد كما أوضحت نوجين إيبش، مشيرةً إلى أن طلاب الجامعات يبدون مقاومة لا مثيل لها في إيران التي عرفت بقمعها وظلمها، للحصول على حريتهم وتغيير النظام.
"يخشون من إرادة المرأة وروح الثورة في إيران"
وأكدت نوجين إيبش على أن الدولة الإيرانية تخشى من إرادة المرأة لذا تستهدفها من خلال حربها الخاصة وممارسة العنف عليها وقتلها وتجريدها من أبسط حقوقها "خلال الانتفاضة في إيران اتحدت جميع النساء في وجه السلطات مستنكرات مقتل جينا أميني، وهو ما دفع بالسلطات إلى استخدام كافة الوسائل لقمع الانتفاضة خشيةً من قوة النساء وإرادتهن، لتفرقتهن وإضعافهن".
وشددت على ضرورة "توحيد صفوف جميع النساء في العالم أمام العنف الممارس ضدهن، كما قال القائد عبد الله أوجلان أن قرن الـ 21 سيكون قرن حرية المرأة"، لافتةً إلى أنه يجب على جميع النساء رفع وتيرة نضالهن أمام العنف الممارس بحقهن للوصول إلى حرية كافة النساء "نحن كطلاب جامعة روج أفا يجب علينا أن نقف أمام الممارسات التي تستهدف النساء والطلاب خاصة، وذلك من خلال دراستنا للغتنا وحفاظنا على ثقافتنا، تراثنا، وتاريخنا فهو أكبر دعم للمرأة لتثبت نفسها أمام العالم بأكمله، وهو يعتبر أكبر سلاح لمواجهة العدو".
"تاريخ المرأة مليء بالانتصارات"
من جانبها قالت الطالبة كيندا كنعان "لا تزال الانتفاضة الشعبية في إيران مستمرة تحت شعار Jin Jiyan Azadî، الذي انبعث من فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان الذي دعا دائماً إلى حرية المرأة، حيث يقول أن "ثورة المرأة هي ثورة الورود" أي يمكن للمرأة أن تثبت مدى رقتها وقوتها في ذات الوقت".
ولفتت إلى أن التاريخ يعيد نفسه "قبل آلاف السنوات وحتى يومنا هذا تستهدف المرأة صاحبة الفكر الحر والإرادة القوية، ويتم تهميش دورها في المجتمعات، لقد تم قتل العديد من الرياديات اللواتي كن تقدن المجتمعات وتسعين لتطويره".
"يقتلون ويستهدفون المرأة القيادية لإخفاء الحقيقة"
وأوضحت أنه يتم استهداف النساء في كافة أنحاء العالم مشيرةً إلى أن الرجال دائماً ما يسعون لإخفاء حقيقة المرأة "إذا ألقينا نظرة فقط على عام 2022، سنرى بأن العديد من النساء استهدفوا من قبل العدو، اللواتي كن صاحبات فكر وإرادة حرة، اللواتي حملن على عاتقهن كشف تاريخ المرأة وبطولاتها ونضالها، إن هدف الدولة الإيرانية كغيرها هو استهداف النساء والفتيات والطلاب/ات لأنهم أساس المجتمع ومستقبله، فهي تخشى من قوة الفئة الشابة الذين بدأوا يتعرفون على حقوقهم ويطالبون بها".
ولفتت إلى أنه خلال الانتفاضة الشعبية التي تشهدها البلاد تم اعتقال واستهداف المئات من طلاب المدارس الثانوية والجامعات، فالعديد منهم قد فصلوا من الجامعات ومعظمهم كانوا فتيات وشابات، بهدف زرع الخوف في قلوب الطلاب الآخرين، مشيرةً إلى أن محاولات السلطات تلك باءت بالفشل فكلما اشتد القمع بكافة الأساليب اشتد نضال الفئة الشابة من أجل الحرية "أكبر مخاوف السلطات هو استمرار الثورة بروح الشبيبة، تريد الدولة الإيرانية بناء جيل أمي لا يدرك ولا يعي أي شيء فقط يسير وفق ما ترسمه له السلطات".
وشددت على ضرورة "التوعية والاستمرار بالنضال والتعلم، فلنحارب بأقلامنا"، مشيرةً إلى أن "ثورة روج آفا التي عرفت بثورة المرأة كانت الشرارة والمنارة لجميع النساء، إذ تمكنت النساء في شمال وشرق سوريا بفضل فكر القائد عبد الله أوجلان من الوقوف أمام جميع القوة التي تحرم وتجرد المرأة من حقوقها، نحن طالبات جامعة روج آفا سنعمل على تطوير أنفسنا ونناضل لنكتب تاريخ المرأة بقلمنا ونثبت للعالم بأكمله أن إرادتنا أقوى من سياساتهم، سنستطيع بعلمنا وفكرنا مواجهة أي سلطة ديكتاتورية ولن تخيفنا أسلحتهم، نحن نساند جميع النساء اللواتي لطالما حلمن بالعيش بحرية وسلام".