بهران لهيب

كابول - ترغب الفتيات في أفغانستان بالعودة إلى المدرسة. فمنذ أن تولت طالبان إدارة البلاد كشفت الجهود المبذولة من المجتمع الدولي التي تعكس "موقفها اللامبالي تجاه حقوق المرأة".

وتقول حركة طالبان أن عدم السماح للفتيات في الصف السادس وما فوق بالقبول في المدارس هو "لتجديد مناهج التعليم وتكييف قواعد اللباس وفقاً للظروف المناسبة".

وكالتنا التقت مع طالبات من كابول لتحدثن كل واحدة عن تجربتها.

 

"أعددت حقيبتي بحماسة"

تقول نازي أنواري، طالبة في الصف العاشر في مدرسة كابول الثانوية، إنهم يتطلعون إلى العام الدراسي الجديد بحماس كبير، لكنهم محبطون "قبل بدء العام الدراسي، أعلنت حركة طالبان في بيان أن للفتيات الحق في التعليم الأساسي من الصف الأول إلى الصف الثاني عشر، فاشتريت ملابسي المدرسية الجديدة وجهزت حقيبتي وذهبت إلى المدرسة بحماس وفرح كبيرين. لكن طالبان لم تسمح لنا حتى بدخول المدرسة".

وأضافت "سألنا لماذا وأخبرونا أنه كان علينا الانتظار"، مؤكدةً أنه "مشكلة كبيرة أن يتجاهل العالم ما يحدث لنا كنساء".

 

حلم العودة إلى المدرسة

وأضافت نازي أنواري أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر إلى الأبد "يجب ألا تفقد الفتيات الأفغانيات معنوياتهن. لسنا دائماً في حالة معنوية جيدة، لكننا واثقين من أنفسنا. لا ينبغي أن ننسى أن هذا الوضع لن يستمر حتى النهاية. سنعود إلى مدارسنا ويوما ما سنكون بناة مستقبل بلدنا. أعتقد أنه إذا لم يتم فتح أبواب المدارس للفتيات، فإن هناك كارثة على الأبواب. وستكون النتيجة أكثر من ألف حالة انتحار. فالتعليم حق لا غنى عنه لكلا الجنسين".

 

"المشكلة ليست في النساء ولكن في عقول طالبان"

وبدورها قالت حديدة ثامر، وهي طالبة أخرى من كابول "سمعت من خلال الإعلام أن المدارس ستفتح. لم أذهب بالفعل إلى المدرسة في اليوم الأول. ثم علمت من أصدقائي أن طالبان أهانوهم وأذلوهم وطردوا من المدارس. المدرسة هي بيتنا الثاني، وهذه هي الطريقة التي يجب أن يفهمها".

وأضافت "المشكلة معنا نحن النساء، وليس الطلاب. المشكلة في عقلية طالبان. لم يتبق لي سوى عام واحد لإنهاء الدراسة، وهو أمر صعب ومؤلّم حقاً بالنسبة لي. أريد أن أعرف مستقبلنا. لقد سقطت طالبان من قبل، وإذا استمرت على هذا النحو فإن حكومتها ستسقط مرة أخرى"، مشددةً على أن التاريخ مليء بالدروس.