طالبان تختطف الأطفال لتجنيدهم أو المتاجرة بهم

تقوم طالبان باختطاف الأطفال الذين اضطروا إلى العمل في الشوارع. وقالت بعض العائلات إن طالبان باعت أعضاء أطفالها أو أجبرتهم على التجنيد "سوف يتسببون في موت أطفال آخرين بالانتحار".

بهران لهيب

كابول ـ ارتفع في الآونة الأخيرة عدد الأطفال المفقودين في العاصمة الأفغانية كابول. فالأطفال الذين يجبرون على بيع المناديل والتسول في الشارع يختطفون من قبل طالبان، ويتعرضون لتدريب عسكري أو يتم بيع أعضائهم. من ناحية أخرى، يهرب الأطفال من الخوف عندما يرون سيارة تابعة لطالبان في الشارع.

وكالتنا التقت مع بعض الأطفال الذي أفرجتهم عنهم حركة طالبان، للتعرف على تجاربهم.

تقول شيما نزار "طالبان أبلغت أصدقائي بأنهم سيأخذونهم لأخذ بصماتهم، وبعد ذلك سيدفعون لهم مساعدات شهرية، لكن ذلك لم يكن صحيح، فهم أخذوا اثنين من صديقاتي ولم يعودوا حتى الآن، يقول الناس إنهم سيضعونهم في السجن ويفعلوا ما يحلو لهم. ولن يعرف أحد بذلك أيضاً".

وأضافت "لم أعد أرغب في مغادرة المنزل، ليس لدي أب، والدتي كانت تعمل في إحدى المنازل. لكنها الآن عاطلة عن العمل لأن الأسرة التي كانت تعمل لديها طُلب منها مغادرة أفغانستان، لذلك لا يمكنني الذهاب بعد الآن إلى المدرسة".

وأوضحت كيف هربوا هي ورفاقها من طالبان "تمكنت من الفرار من طالبان عدة مرات. كما تمكن بعض أصدقائي من الفرار. وفي كل مرة كنا نفر وننظر من الخلف، نراهم بأنهم لم يتمكنوا من الوصول إلينا لاعتقالنا. أنا وأصدقائي نضحك كثيراً، كانت ملابسهم تمنعهم من الركض".

شيما نزار التي تحاول عيش مرحلة طفولتها رغم صعوبة الوضع في أفغانستان، هي واحدة من الأطفال الذين اضطروا إلى العمل لرعاية أسرتها في شوارع كابول، يبيع بولاني (نوع من الأطباق الأفغانية المصنوعة من العجين والبطاطا أو غيرها من الخضار) التي تطبخها والدتها ليلاً في المنزل.

ذبيح إبراهيم يبيع الحلوى يقول "لدي أشقاء صغار في المنزل، أنا ووالدي نعمل لكسب لقمة العيش لعائلتنا. في هذه الأيام يحاول طالبان اختطاف الأطفال والطفلات من الطرقات"، مضيفاً "والدي أخبرني أن أهرب كلما رأيتهم، لأنهم أذ اعتقلونا لن نعرف ما اذ سأكون على قيد الحياة أم لا".

 

"يتم نقل أطفالنا إلى باكستان لبيع أجزاء من جسدهم"

قبل أيام، التقينا بأم أجبرت أطفالها ورفاقهم على النزول من سيارة طالبان ولم تسمح لهم بأخذهم معهم. وقالت الأم التي طلبت عدم ذكر اسمها "طالبان تجمع أطفالنا من الطرقات وكأنهم يدفعون لهم مقابل ذلك. لكن الأمر مختلف، فهم ينقلون أطفالنا إلى باكستان لبيع الحبوب أو للمتاجرة بجسدهم، أو سيأخذونهم إلى مدارس دينية في باكستان ليتعلموا مثلهم، وبعد أيام قليلة سيعودون إلى أفغانستان للانتحار وقتل أطفالنا الآخرين".

وأضافت "بالإضافة إلى القيود التي تفرض علينا نحن النساء بعدم مغادرة منازلنا، فإنهم الآن يأخذون أطفالنا إلى مسالخهم أيضاً. يجب علينا نحن الشعب ألا نبقى صامتين. تمكنت اليوم من إنقاذ عشرة أطفال تم نقلهم في سيارة، وأتيحت فرصة للأطفال الآخرين للهروب، أنا سعيدة لأني أنقذت أطفال آخرين إلى جانب أطفالي".